عادت أجواء التظاهر إلى تونس في محاولة لاستعادة الحريات والتخلص من انقلاب قيس سعيد على الديمقراطية وسجنه لمعارضيه، حيث تظاهر آلاف التونسيين منذ الجمعة الماضية احتجاجًا على “الانتكاسة الشديدة في الحريات والحقوق”، وللمطالبة بالإفراج عن السياسيين والصحفيين المسجونين بسبب مواقفهم المعارضة، ومنع الترهيب ضد المرشحين في الانتخابات الرئاسية.
دعت لتنظيم التظاهرات الشبكة التونسية للحقوق والحريات (ائتلاف جمعيات وأحزاب يسارية وليبرالية)، وانطلقت المسيرة من ساحة الجمهورية باتجاه المسرح البلدي بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة تونس.
وبحسب منظميها، فإن التظاهرات جاءت لـ”الدفاع عن دولة القانون والحقوق السياسية والمدنية، وإلغاء المراسيم القمعية، وضمان حق الجميع في حرية التعبير وحق المعارضة والمطالبة بإطلاق سراح مساجين الرأي والنشاط المدني والسياسي.”
وقبل أيام، أعلنت حركة “النهضة” التونسية في بيان أن سلطات الأمن اعتقلت عشرات من منتسبيها، من بينهم قياديون، في ظرف أيام وفي مختلف أنحاء البلاد، وطالبت بإطلاق سراحهم.
وقال رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان (مستقلة) بسّام الطريفي: “الوضع اليوم على مدى خطورته يتطلب أكثر من مسيرة وأكثر من تحرك نضالي حتى نقول إننا لن نصمت إزاء الانتهاكات للحقوق والحريات في هذه المرحلة، خاصة قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في 6 أكتوبر 2024.”
وأضاف في تصريحات إعلامية على هامش المسيرة: “نلاحظ اليوم تعمق الانتهاكات التي طالت ليس فقط السياسيين والصحفيين بل عامة الشعب التونسي، حرية الرأي والتعبير والعمل الجمعياتي وأيضًا الحقوق الاجتماعية والاقتصادية تُنتهك اليوم.”
وأردف قائلاً: “نقول كفى ولن نصمت إزاء ما نراه من انتهاكات للحقوق المكتسبة بعد ثورة 2011 بفضل دماء شهداء وجرحى الثورة.”
وتشهد البلاد منذ فبراير 2023 حملة توقيفات شملت إعلاميين ونشطاء وقضاة ورجال أعمال وسياسيين، بينهم رئيس “النهضة” راشد الغنوشي وعدد من قياداتها، منهم علي العريض، ونور الدين البحيري، وسيد الفرجاني.
واتهم الرئيس قيس سعيد بعض الموقوفين بـ”التآمر على أمن الدولة والوقوف وراء أزمات توزيع السلع وارتفاع الأسعار”، وهي اتهامات تنفي المعارضة صحتها.
وتتهم المعارضة سعيد باستخدام القضاء لملاحقة الرافضين لإجراءات استثنائية بدأ فرضها في 25 يوليو 2021، بينما يقول سعيد إن منظومة القضاء مستقلة ولا يتدخل في عملها.
ومن بين تلك الإجراءات الاستثنائية حل مجلسيّ القضاء والبرلمان، وإصدار تشريعات بأوامر رئاسية، وإقرار دستور جديد عبر استفتاء شعبي، وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة.
وتعتبر قوى تونسية هذه الإجراءات “انقلابًا على دستور (2014) الثورة وتكريسًا لحكم فردي مطلق”، بينما تراها قوى أخرى مؤيدة لسعيد “تصحيحًا لمسار ثورة 2011″، التي أطاحت بالرئيس آنذاك زين العابدين بن علي (1987-2011).
ثورة تونس تعيد أجواء 25 يناير للمصريين
تفاعل المصريون مع أخبار الاحتجاجات في تونس، وتصدر وسم “تونس نزلت الشارع” قائمة الأعلى تداولاً في مصر على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتذكر المصريون كيف كانت تونس نقطة انطلاق الغضب الشعبي في الربيع العربيّ الذي أطاح بعدد من الرؤساء، متمنين عودة تلك الأجواء ودحر الانقلاب العسكري في مصر.
كتب محمد: “شاهدنا الشعب التونسي وخروجه ضد قيس سعيد، ولا نريد أن نبقى متفرجين فقط ونقول عقبالنا، نريد التحرك عمليًا، وغدًا #قياس_الجاهزية_15_9 خطوة عملية في طريق التغيير الذي سنشارك فيه جميعًا تحت مظلة #ثورة_المفاصل وشعارنا هو #الشعب_يقدر.”
https://x.com/Mohamed79300370/status/1834860268452524453
وأكد سمير: “إن شاء الله سننجح، الشعب تخلص من برقع الخوف والخجل.”
https://x.com/sir_mohmud/status/1835078621980921959
وغرد علي القيسي: “#فين_ولادك_يامصر #تسقط_الفاشية #تونس_تنتفض #يسقط_قيس_سعيد #الشعب_يريد_إسقاط_النظام.”
https://x.com/alialqaisa68/status/1834867431791022137
وأضاف محمد: “بدأ حكم العسكر لأنهم لصوص، #يسقط_الانقلاب #يسقط_الدكتاتور #يسقط_حكم_العسكر #ارحل_ياسيسي #ارحل_يا_بلحة.”
https://x.com/mmd607905783168/status/1834802361237180924
وطالبت سارة: “انزل وخلص البلد من شرورهم، انزل وشارك اليوم من الساعة 6 إلى 8 مساءً وأعد مصر لأبنائها الشرفاء، كن سببًا في خروج المعتقلين، وسببًا في إنقاذ أهل غزة، كن إيجابيًا وانزل وشارك #يسقط_حكم_العسكر الفاشل #ميدان_التحرير #تونس #الشعب_يقدر #ثورة_المفاصل.”
https://x.com/SaraAhm13436823/status/1835125186070286525
ونوهت جهاد أحمد: “تونس نفذت خطة #ثورة_المفاصل بالسنتي على الديكتاتور قيس سعيد، عقبال الشعب المصري #يسقط_الانقلاب #الشعب_يقدر.”
https://x.com/JihadA7mad25/status/1834850841527726520
كتب محمد طلبة رمضان على فيسبوك: “حين نزلت تونس إلى الشارع، كان التحليل “السياسي” أن مصر ليست تونس، وهو تحليل وجيه بالمناسبة، مصر “نظريًا” ليست تونس، لكن ما حدث أن مصر تأثرت وثارت لأن واقعنا أكثر تركيبًا من النظر إليه من وجهة واحدة، ومدى القرب بين دول الوطن العربي أكبر من تصورات أكثر المتحمسين لوحدته، فما بالك بخصومها من وكلاء الاستعمار الذين يحكموننا؟.”
وأضاف: “تونس في الشارع ومصر ستلحق بها، ليس بالضرورة على طريقة يناير، لأن التفاصيل تغيرت، لكن أسباب النزول ما زالت حاضرة، والانفجار قادم، فالهواة الذين يحكموننا لم يتركوا سبيلا آخر.
أما الوقت والكيفية فمجرد تفاصيل، وقد ينجح “الضرب في المليان” في تأجيلها لكنه لن يمنعها أبدًا.”
https://www.facebook.com/mohamed.t.radwan/posts/10160673494045888?ref=embed_post
وتأتي احتجاجات تونس في وقت يتصاعد فيه الغضب في مصر بسبب مشروع قانون الإجراءات الجنائية، الذي طالبت نقابتا الصحفيين والمحامين وأحزاب معارضة ومنظمات حقوقية بسحبه من مجلس النواب، لما يحتويه من مواد تخالف الدستور.