“الموت في سبيل الله أسمى أمانينا ” ..” يحيى عياش” “مهندس المقاومة ” ورائد الرعيل الأول لركب الشهداء

- ‎فيلن ننسى

 

تحل الذكرى الـ27 لاستشهاد يحيى عياش المُلقب بـ«المهندس» هذا العام بالتزامن مع عملية طوفان الأقصى ، ومرور 92 يوما على العدوان الهمجى للعدو الصهيونى على غزة ، وبعد أيام قليلة من استشهاد الشيح صالح العارورى ، نائب رئيس المكتب السياسى ، لحركة حماس ، ولسان حال المقاومة ان “الموت في سبيل الله أسمى أمانينا ” و الشعار التى رفعته بصدق كبرى حركات المقاومة   فكان “عياش ” من بين الرعيل الأول للشهداء ، بعد الشهيد عماد عقل  ويتواصل بعده ركب الشهداء ،محمود أبو هنود ،وصلاح شحادة ، واسماعيل ابوشنب ،ومؤسس حماس الشيخ أحمد ياسين والدكتور عبد العزيز الرنتيسى ، وعدنان الغول ، وسعيد صيام ،وأحمد الجعبرى ،ورائد العطار …

وكان  الشهيد “عياش ” من أبرز قادة كتائب الشهيد عز الدين القسام، الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية «حماس»، والذي تصفه الصحف العبرية بأنه أول من أدخل أسلوب العمليات الانتحارية للداخل المحتل.

 

وعلى الرغم من أن لقب «المهندس» بات لا يعني الكثير للإسرائيليين في الوقت الحالي، إلا أن هذا اللقب قبل 27 عامًا كان يمثل الكثير لحكومة الاحتلال، إذ حينها كان يرمز للمطلوب الأول لدى الاحتلال «يحيى عياش» أحد أهم قائدي حركة حماس في غزة.

 

لُقب عياش بـ «المهندس» بسبب الخبرة الواسعة التي اكتسبها في تصنيع العبوات الناسفة والفتاكة التي استخدمت لقتل الإسرائيليين، سواء بالسيارات المفخخة أو الانتحاريين، وحتى اغتياله بالعام 1996.

 

أبرز العمليات التي اتهم عياش

 

ومن أبرز العمليات التي اتهم عياش بتنفيذها تفجير سيارة مفخخة في مدينة العفولة في 6 ابريل 1994 قتل فيها ثمانية إسرائيليين وعملية انتحارية في مدينة الخضيرة نفذها عمار عمارنة في 13 ابريل 1994 أدت الى مقتل سبعة إسرائيليين وعملية تفجير نفذها صالح نزال في تل ابيب قتل فيها 22 اسرائيلياً في 19 أكتوبر 1994.

 

بسبب الملاحقة الأمنية الكثيفة انتقل عياش الى قطاع غزة أواخر 1994 حيث قالت زوجته في وقت لاحق أن زوجها انتقل الى القطاع في شاحنة خضار وأن الرحلة كانت شاقة.

 

تمكن جهاز الأمن الإسرائيلي الشاباك من إيصال هاتف ملغم إلى عياش في أوائل عام 1996 وبينما كان يتحدث مع والده في الضفة الغربية جرى تفجير الهاتف عن بعد، إذ تم التعرف عليه عبر صوته.

 

«عياش» الضفة الغربية

عبداللطيف ساطي محمود عياش ولد في قرية رافات في محافظة سلفيت بالضفة الغربية في السادس من شهر مارس عام 1966م، تلقى تعليميه الأساسي في مدرستي قريتي رافات والزاوية، والثانوية في مدرسة بديا الثانوية، ثم التحق بجامعة بيرزيت في رام الله حيث أنهى درجة البكالوريوس في الهندسة الكهربائية من كلية الهندسة عام 1996.

 

انخرط «عياش» بحياة الجهاديين في وقت مبكر من حياته، وذلك بعد أن انضم للكتلة الإسلامية الجناح الطلابي لحركة «حماس» عندما كان طالبًا جامعيًا، حتى أنه أصبح من قادة الحركة بمحافظته بين عامي 1988 و1992.

 

مُصنع أول سيارة مفخخة فُجرت بتل أبيب

في العام 1992 انضم «المهندس» للجناح العسكري لكتائب القسام على يد زاهر جبارين عام 1992، ودشن مرحلة جديدة في تاريخ المقاومة الفلسطينية المسلحة في فلسطين، إذ ابتكر ظاهرة الاستشهاديين الفلسطينيين لأجيال ما بعد العام 1967، كما أدخل تقنية تصنيع المتفجرات والعبوات الناسفة واستخدامها في العمليات العسكرية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه، حتى بات قائدًا لـ«كتائب القسام»، وفقًا لـ«مركز رؤية للتنمية السياسية».

 

 

وتوالت العمليات الاستشهادية التي نفذها «عياش»، وتصاعدت وتيرتها بعد وقوع مجزرة المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل عام 1994، التي نفذها الطبيب اليهودي باروخ جولدشتاين في فبراير عام 1994 م، ولقى على إثرها 29 مصليًا فلسطينيًا حتفهم.

 

وأظهر ابن قرية «رافات» خلال عمله مع حركة «حماس» قدراته العالية على التخفي أثناء تنفيذ عملياته، وتطوير أداء المقاومة، وكذلك تشكيل مجموعات عسكرية قادرة على تنفيذ المزيد من العمليات ضد مواقع الاحتلال، مثل الوحدة المختارة رقم ستة، والوحدة المختارة رقم صفر.

 

متفجرات «الكبريت والسماد»

تمكن «خريج كلية الهندسة» من تحويل المواد الكيميائية والأولية إلى متفجرات، إذ جهز أول سيارة مفخخة تم تفجيرها في رافات افعال في تل أبيب، من خلال إعادة تصنيع المواد الكيميائية والمستحضرات الطبية المتوافرة الموجودة في الصيدليات، بسبب قلة توافر المواد المتفجرة وشحها.

 

لم تقف جهود «عياش» لخدمة قضية بلاده عند هذا الحد، إذ أنه قام بتطوير الدوائر الكهربائية اللازمة لصناعة المتفجرات، كذلك صنع أولى خلطاته المتفجرة من الكبريت والسماد والفحم.

 

اغتيال «المهندس»

وفقًا لصحيفة «Israel Hayom»، فإن قوات الأمن التابعة للاحتلال الإسرائيلي بدأت في مطاردة «عياش» بعد إدراكها بإنه هو من كان وراء سلسلة من العمليات، لكنه تمكن من الإفلات من الأجهزة الأمنية، حتى اضطر عام 1994 الاختباء وأسرته شمال قطاع غزة.

 

لم يجد «عياش» بعد فراره للقطاع سوى منزل صديقه أسامة حماد الواقع في بيت لاهيا ملجأ آمن له، ليتعرف هناك على خال صديقه رجل الأعمال كمال حماد الذي كانت تربطه علاقة وثيقة بمسؤول المخابرات الفلسطينية اللواء موسى عرفات ساعدته على التعرف على شخصيات كبيرة في المخابرات الاسرائيلية، التي تعاون معها للقضاء على «المهندس»، وفق الموقع اللبناني «Grand LB».

 

«اغتيال» عبر الهاتف

في شهر يناير وتحديدًا يوم الجمعة خامس أيام الشهر وعند استقباله مولوده الجديد، هرع «عياش» لتبشير والده بهذا الخبر السعيد، ليقوم جهاز «الشاباك» بالتشويش على الخط ما اضطره إلى استخدام الهاتف الذي وفره له كمال خال صديقه أسامة.

 

وفي ذات الوقت التي كان يتحدث «عياش» مع والده كانت مروحية إسرائيلية تحلق بالقرب من مصدر الصوت، وما إن تأكدت مخابرات الاحتلال الإسرائيلي من صوته حتى دوى انفجار هز المنطقة أودى بحياته عبر تفجير شريحة الهاتف، التي كانت تحتوي على مادة متفجرة وصلت إلى 50 جم، فيما جاءت هذه العملية التي أودت بحياة ابن الضفة الغربية بعد 4 سنوات من وضع اسحاق رابين ملف تصفية القائد القسامي على رأس أولويات حكومته السياسية والأمنية.

 

وتكريمًا لأعماله البطولية أطلقت «كتائب القسام» اسم «العياش 250» على أحد الصواريخ التي انتجتها تيمنًا بمهندس المتفجرات الأول «يحيى عياش»، إذ يصل مداه إلى 250 كيلومترًا، وهو أبعد مدى لصاروخ في تاريخ المقاومة الفلسطينية.