دراسة: الثورة أثبتت أن الجماهير تسبق النخبة في الثورات و”الألتراس” شارك بقوة في رفض الظلم

- ‎فيتقارير

قالت دراسة حديثة إن "الدولة" منذ 2013 تعتقد أن فتح المجال العام لظهور قوى غير خاضعة بصورة كاملة لسلطة الدولة يترك المجال مفتوحا للاضطرابات والاحتجاجات التي قد تطيح بالنظام السياسي القائم، وخلصت إلى أن "ثورة يناير أكدت أن الجماهير تسبق النخبة في الثورات وليس العكس".

واستدركت الدراسة، التي نشرها موقع الشارع السياسي عن العلاقة بين الثورة وجماهير الكرة تحت عنوان " الدولة والألتراس في مصر.. عن السلطة والتحول الديمقراطي وسيادة القانون" بالقول إن استعادة المجال العام واسترداد المجتمع لفاعليته ليس مرتبطا بالضرورة بوجود هامش حركة للمعارضة السياسية، إنما بوجود هامش للحركة أمام المجتمع غير المسيس.

مواجهة أي قطاع منظم 

وأشارت الدراسة إلى أن الانقلاب يرى في "وجود قوى منظمة ولها فاعلية فيه تهديد على استقرار النظام القائم، حتى لو كانت هذه القوى الفاعلة روابط مشجعين "ألتراس".
وأضافت: "يكفي فقط أن يقرر قادة هذه الروابط توجيه جهودهم في اتجاه المعارضة السياسية عندها يصبحون بشكل مباشر مصدر خطورة كبيرة على النظام القائم". وأوضحت أنه لذلك تلجأ الدولة في مصر للتشريعات القانونية والاجراءات الأمنية وغيرها من السياسات للحيلولة دون ظهور أي قوى جديدة فاعلة من جهة، وإما السعي الجاد لتفكيك القوى الموجودة والفاعلة، أو اختراقها والسيطرة عليها من جهة أخرى، لا تفرق هذه السياسة بين روابط الألتراس وجماعة الإخوان المسلمين أو أي قوى أخرى ذات فاعلية وحضور في الشارع.

ولفتت إلى أن الانقلاب في سعيه لتأميم المجال السياسي والتخلص من القوى التي ترى فيها عدو متوقع، تستخدم حملات التشويه والشيطنة تمهيدا للتخلص منها ولتجهيز المجتمع لتقبل ذلك، الغريب أن كثيرين من المحسوبين على قوى الثورة والمعارضة يتبنون في تصورهم ورؤيتهم عن مجموعات الألتراس نفس سردية الدولة وتصوراتها.

التمرد على التشجيع التقليدي 
واشارت الدراسة إلى خلفية مهمة في هذا الاطار، حيث ظهرت روابط الألتراس في مصر منتصف عام 2007، وطوال سنوات ما قبل الثورة ظل نشاطها العام الأساسي مرتبط بالتشجيع في المدرجات، فالملاعب هي المساحة الوحيدة للعمل في المجال العام بالنسبة للألتراس. لكن مع ذلك ظلت مشكلة مجموعات الألتراس مع السلطة، سواء سلطة الدولة أو سلطة الأندية التي تشجع مجموعات الألتراس فرقها الرياضية.
ورأت أن العماد الأساسي للألتراس هو التمرد على أنماط التشجيع التقليدية، فالتشجيع بالنسبة لهم ليس مجرد حب النادي أو متابعة مبارياته من أمام شاشة التليفزيون أو الارتباط بروابط المشجعين التي كانت سائدة قبل ظهورهم، وكانت مرتبطة بمجالس إدارات الأندية ولا تخرج عن حظيرة طاعة هذه الإدارة أو المساحة التي رسمتها لها؛ إنما تقوم فكرة التشجيع في عقلية الألتراس او الـ Mentality على الاستقلال عن قيود مجالس إدارات الأندية، والإبداع الصوتي والبصري في المدرج، والترحال وراء النادي في كل مباراة حتى لو كانت خارج حدود الدولة، فضلا عن التشجيع المستمر طوال مدة المباراة سواء كان الفريق خاسرا أو فائزا، فالأمر الأهم لعضو الألتراس هو التشجيع.

العداء مع الشرطة 

وربطت الدراسة بين التمرد لدى روابط المشجعين والتوتر في العلاقة مع السلطة، لاسيما وأن أغلب المكون لهذه الروابط يتراوح متوسط أعمارهم بين 15-20 عاما.
وقالت إن هذا التوتر في العلاقة بين مجموعات الألتراس وسلطة الدولة متمثلة في رجال الشرطة ليس قاصرا على مصر، فيكفي أن نعرف أن الشعار الأبرز الذي تشترك فيه كل مجموعات الألتراس حول العالم هو “كل الشرطة أوغاد” (All Cops Are Bastards) (A.C.A.B) فهناك عداء غير طبيعي بين مجموعات الألتراس وعناصر الشرطة.

وأشارت إلى أن الملعب هو مساحة الصدام التي تكاد أن تكون الوحيدة بين السلطة ومجموعات الألتراس، فالألتراس تعتبر الملاعب هي المساحة التي تعبر فيها عن انتمائها للأندية التي تشجعها وتكشف فيها عن قدراتها الابداعية في التنظيم والتشجيع، بينما نجد أن السلطات المصرية في سعي دائم للسيطرة على جميع المساحات، وفرض هيمنتها على جميع الفضاءات حتى الملاعب، بالتالي حدثت الصدامات بين الجانبين على مسألة أيهما أجدر بالسيطرة على الملاعب، سلطة الأمن التي تنشد الهدوء والنمطية والامتثال، أم روابط الألتراس التي تنشد التعبير المتمرد والمبدع عن الانتماء للنادي.

ومن هذه الصدامات اهتمت الدراسة بما نجم عن محاولات السلطة استعادة السيطرة على الملاعب، ومن ذلك حادثة ستاد بورسعيد التي راح ضحيتها 74 من مشجعي النادي الأهلي، في فبراير 2012، في ظل حكم المجلس العسكري، وحادثة ستاد الدفاع الجوي، التي وقعت في 8 فبراير 2015، بعد الانقلاب العسكري، وراح ضحيتها 20 من مشجعي نادي الزمالك. كما نجم عنها قرار إقامة مباريات كرة القدم في مصر بدون جمهور؛ للتخلص من “صداع” الجماهير ومجموعات الألتراس.