كتب يونس حمزاوي
دعت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي حكومتها، برئاسة المتطرف بنيامين نتياهو، إلى انتهاز الظروف الكارثية للعرب حاليا، ووصفتها بالفرصة التاريخية لإسرائيل، لإنجاز تغير كبير في المنطقة.
وأكدت الإذاعة الصهيونية- في تحليل لـ"جاكي حوجي" محلل الشئون العربية بإذاعة جيش الاحتلال (جالي تساهال)، بعنوان "فرصة إسرائيل التاريخية لتغيير وجه المنطقة"- أن "إسرائيل" تحظى بوضعية ممتازة لم تكن أبدا تحلم بها، واستدلت على ذلك بأن الجيوش العربية لا تسعى حاليا للقضاء عليها وأنها ليست قادرة على ذلك.
وللتدليل على ذلك أيضا، قالت إن هناك سلاما مع مصر والأردن، والجيش السوري منهك، وحماس تحت الحصار في غزة، وحزب الله في لبنان منشغل بالحرب، وإيران تشجع الآخرين على الهجوم.
وأشارت إلى أن نتنياهو يدرك هذا الوضع جيدا، وعرفه بأنه "عملية تحول هائلة، من منطلق اعتراف دول المنطقة بأن إسرائيل ليست عدوها. بل هي الحليف، والدعامة الرئيسية في مواجهة التهديد المشترك الذي يهدد حدودها".
واعتبر" حوجي" أنه في مثل هذه الظروف "الكارثية" التي يعيشها العرب، باتت إسرائيل هي الملاذ الأخير في "الحي" المضطرب الذي يسيطر عليه "فتوات" جدد، مضيفا "من يبحث عن مرساة مستقرة، يجد إسرائيل".
وتابع "قال لقمان إبراهيم، ضابط في الميليشيا الإزدية، لجالي تساهال بوضوح: "نطالبكم بمساعدة شعبنا، الذي يحب الشعب اليهودي. أرسلوا لنا السلاح، لندافع عن أنفسنا". إبراهيم ليس الوحيد، وإسرائيل ليست فقط قوة عسكرية، بل أيضا قوة تكنولوجية ومالية ودبلوماسية عظمى. سمّانا الملك الأردني عبد الله ذات مرة "الحصن".
وكشفت إذاعة جيش الاحتلال عن أنه خلال السنوات الماضية تزايد تيار طلبات المساعدة أو التعاون التي تتلقاها إسرائيل من العالم العربي. لافتة إلى أنه في العراق الآن هناك نقاش علني حول العلاقات مع إسرائيل، يقترح رؤساء قبائل هناك وكذلك في سوريا علاقة من نوع آخر.
واستدلت على ذلك أيضا بالتحولات الكبيرة في المناهج الدراسية المصرية، والتي حذفت كثيرا من المواد التي كانت لها علاقة بتشويه إسرائيل واعتبارها عدوا.
"حوجي" رأى أن "هذه الأيام تمثل فرصة تاريحية لإسرائيل لإعادة تشكيل المنطقة. ليس فقط القوي هو المنتصر، بل أيضا الذكي، ويمكن تجنيد العدو الأبدي أيضا لصالحك. وهو ما قالوه عن مصر حتى هبط السادات هنا وغير الخارطة.
حامد الشريفي، سفير العراق السابق لدى الكويت، قال لجالي تساهال: "يأتيكم المثقفون، والشخصيات العامة، ومبعوثو الأنظمة سرا، آن الأوان لوضع حد ذلك، وأن يأتوا علانية".
وتباهت الإذاعة بأن إسرائيل باتت طوق النجاة لحكام العرب، بعد أن كانوا يحرضون على تدميرها يوما من الأيام.