كشفت حركتا "حماس"، و"فتح" عن وجود خطة جاهزة لتنفيذ المصالحة، في حين حمّل رئيس الحكومة الفلسطينية في غزة اسماعيل هنية وفد مركزية حركة "فتح" الذي يزور غزة، رسالة إلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس تضمنت ضرورة وجود خطوات لخلق مناخات إيجابية بالضفة الغربية.
وأكد هنية خلال لقاء أمس مع وفد مركزية حركة "فتح" في منزله، بحضور قادة من الحركتين –بحسب وكالة قدس برس- أن حكومته وحركة "حماس" لا يمكن لهما أن تتجاوزا الأوضاع وما يجري في الضفة المحتلة من ملاحقة واستهداف مباشر، معتبرا المصالحة الفلسطينية هي قرار استراتيجي لحكومته.
وأشار إلى أن حكومته قدمت العديد من القرارات والمبادرات الإيجابية من أجل خلق أجواء من الوئام والتقارب الفلسطيني.
وتحدث عن الأوضاع الميدانية في الضفة الغربية المحتلة، خاصة الأوضاع التي تعيشها حركة "حماس" معربًا عن استغرابه مما يحدث من اعتقالات وملاحقات واستدعاءات لأبناء الحركة والمقاومة وتنسيق أمني مع الاحتلال ، لافتًا إلى أن كل ذلك يشكّل ضغطًا على صناع القرار في حركة "حماس" بخصوص المصالحة، على اعتبار أن قواعد الحركة وكوادرها وخاصة بالضفة غير مطمئنة للتسوية الداخلية.
وحمّل هنية وفد حركة فتح رسالة إلى رئيس السلطة محمود عباس تضمنت ضرورة وجود خطوات لخلق مناخات إيجابية، وسلّم وفد "فتح" قائمة أسماء المسموح لهم بالعودة إلى قطاع غزة ضمن المبادرات الايجابية، لافتًا إلى أن الحكومة تقوم بتلك الخطوات لقناعتها بضرورة تهيئة الأجواء للمصالحة، مضيفًا: "رغم أننا لا نجد خطوات في المقابل، وأننا لا ننتظر مقايضات، وهذا تأكيد على مصداقيتنا".
وتطرق هنية الى الوضع السياسي والمفاوضات مع الاحتلال، مؤكدًا رفض حكومته وحركة حماس خطة "كيري"، مبينًا: "أن هذا الطريق لا يمكن أن يوصل شعبنا إلى حقوقه المسلوبة التي انتزعت منه بالقتل والإرهاب".
وشدد على رفض كل الضغوطات التي تهدف للابتزاز السياسي، وأضاف: "نؤكد على تمسكنا في الحكومة الفلسطينية وحركة حماس بالثوابت الوطنية، وإننا نعبر عن ارتياحنا لأي موقف فلسطيني يؤكد تمسكه بالثوابت الفلسطينية".
وبخصوص العلاقة مع مصر، قال هنية : "إننا نؤكد على ثوابتنا السياسية بعدم التدخل في شئون الدول الأخرى، وإننا نقول إنه ليس لنا أي دور في الساحة المصرية ونعتبر مصر عمق فلسطين، وإننا نقف على مسافة واحدة تجاه كافة أشقائنا المصريين".
وعبر عن عدم ارتياح الفلسطينيين البتة من "الحملة الإعلامية الظالمة التي تمس الفلسطينيين والمقاومة"، مطالبًا كل من له علاقة بذلك "بالعمل على وقف هذه الحملة ضد الشعب الفلسطيني الذي يتعرض إلى الظلم الحقيقي" ومن جهته أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس الدكتور خليل الحية في مؤتمر صحفي عقده بعد انتهاء اللقاء برفقة الدكتور نبيل شعب عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" أن هناك خطة جاهزة لتنفيذ المصالحة الفلسطينية.
وقال: إن شعث سلم قائمة بأبناء حركة فتح الذين يرغبون بالعودة إلى غزة، وحماس وافقت على ذلك.
وأضاف: "إننا في حماس حملنا وفد فتح رسالة إلى الرئيس محمود عباس، بدعمنا موقف السلطة المتمسك بالثوابت الوطنية الفلسطينية".
وأبدى موافقة حركته على وجوب إنهاء الانقسام وإتمام المصالحة الوطنية، موضحًا أنه تم الاتفاق على استمرار اللقاءات الجارية بين الطرفين، لوضع الخطوات التنفيذية للمصالحة.
وجدد تأكيده على عدم تدخل الشعب الفلسطيني وحماس بأي شأن عربي قائلًا" ليس لدينا أي تدخل بالشأن الداخلي لأي دولة عربية وخاصة مصر الشقيقة".
ومن ناحيته قال شعث: "سنستمر في لقائنا مع حماس، من أجل وضع صيغ عملية تؤكد وجود خطوات لإتمام المصالحة وإنهاء الانقسام".
وأضاف: "ليس هناك ما يختلف عليه أو ما يتفاوض عليه، ففي العمق هناك اتفاق كامل على الشراكة والعودة من خلال مصالحة كاملة وانتخابات تشريعية ورئاسية، وكل اتفاق من شأنه أن يعزز انهاء الانقسام".
وأبدى شعث موافقة حركته على الحوار، بغرض تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية، محذرا من وجود محاولات إسرائيلية تسعى لاستبعاد قطاع غزة عن فلسطين، معربًا عن قلقه عن الإجراءات الاسرائيلية بحق قطاع غزة.