المركز الفلسطيني للإعلام
قال الشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الإسلامية في الداخل المحتل، إن وعود الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية بالاعتراف بالقدس عاصمة لـ "إسرائيل" ونقل السفارة الأمريكية إليها، هي إعلان حرب على الله والقرآن الكريم.
وأكد صلاح -في حوار معه عقب إفراج سلطات الاحتلال عنه، في برنامج "بلا حدود" عبر قناة الجزيرة الفضائية- أن ما يقوله ترمب باطل ومرفوض قائلاً: "هذه الوعود إذا تحققت فستقود إلى نتائج كارثية وخلط أوراق كارثية جديدة"
وأضاف: "ترمب يعلن بوعوده الحرب على الله سبحانه وتعالى والقرآن الكريم، وكذلك الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة، والتي تؤكد كلها أن القدس المحتلة لا يمكن أن تقبل مشروع الاحتلال الإسرائيلي".
وعدّ رئيس الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر أن الاحتلال الآن في المرحلة الفاشلة من مخططه لـ تهويد القدس، وستبقى فاشلة لأنه احتلال وباطل إلى زوال.
ووصف المجتمع الفلسطيني داخل أراضي الـ 48 بأنه مجتمع يتمتع بمستوى رشد ونضوج سياسي رائع، عادّا أن الاحتلال يسعى لتفكيك هذا المجتمع ليسهل ترحيله، وأن إسرائيل لم تتنازل عن سياسة الترحيل حتى اللحظة، وقال "نحن نحاول المحافظة على الثوابت الفلسطينية مثل حق العودة للاجئين، ولا عودة عن هذا الحق".
وأعرب الشيخ صلاح عن يقينه بأن الأيام القادمة ستشهد انكشاف وتعري أكاذيب الرواية الصهيونية المتمثلة في مقولة نريد أرضا بلا شعب لشعب بلا وطن.
"الأقصى لنا"
وأكد الشيخ أن المسجد الأقصى لا يزال في خطر، لكنه شدد على أن "الأقصى فوق المفاوضات، وهو لنا حتى قيام الساعة"، موضحاً أن المخابرات الإسرائيلية حاولت مفاوضته في لقاء قبل الإفراج عنه بخمسة أيام على قضية الأقصى "فقلت لهم الأقصى فوق المفاوضات، وهو ما زال في خطر، لكنه لنا حتى قيام الساعة".
وبين القيادي الفلسطيني أن المخابرات عرضت عليه مقابلة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أو وزير الداخلية أرئيل أدرعي "لكنني رفضت لأنني لا أثق بهما"
وأضاف أن المخابرات ذكرت له أن أي حركة أو جمعية أو مؤسسة للدفاع عن الأقصى تعد نشاطا غير قانوني، وأن الطريق الوحيد لذلك هو أن يدخل الكنيست "فقلت لهم إنني لن أدخل الكنيست ما دمت حيا".
وقال الشيخ "أمانة وواجب علينا أن ننتصر للقدس والأقصى، ففي السابق تحدثنا عن الحفريات والاقتحامات وفرض تقسيم زماني ومكاني، لكن ما يقوم به الاحتلال الآن هو أخطر من كل ذلك، فهو يحاول أن يفرض علينا التنازل عن ثوابتنا القرآنية مثل الاعتكاف والرباط في الأقصى، وهما أمران ثابتان بآيات قرآنية".
وكانت سلطات الاحتلال أفرجت عن الشيخ بعد انقضاء مدة اعتقال دامت تسعة شهور بعد إدانته بالتحريض في خطاب دعا فيه إلى حماية المسجد الأقصى قبل سنوات. وأفادت مصادر لـ الجزيرة بأن مصلحة السجون الإسرائيلية تركته على قارعة الطريق في جنوب "إسرائيل"، قبل أن يستقل حافلة باتجاه مسقط رأسه أم الفحم في الشمال.
ووصف صلاح الطريقة التي أطلق بها الاحتلال سراحه بأنها قرار غبي بامتياز لم يقدر نتيجة ما يمكن أن يحدث، أو قرار خبيث بامتياز هدفه الاعتداء عليه. وتحدث عن ظروف سجنه في العزل الانفرادي ومعاناة زملائه من الأسرى السياسيين الفلسطينيين الذين وصفهم بأنهم عمالقة في الفكر والأدب والشعر والإرادات والمعنويات العالية.
وأوضح أنه قرأ أكثر من 90 كتابا، ونظم 23 قصيدة مطولة، مشيرا إلى أنه سيصدر قريبا بإذن الله كتابا يتضمن وصفا ميدانيا عن واقع الأسرى السياسيين الفلسطينيين بعنوان "الحياة في السجن معزولا".