«عاوزين السلع موجودة وغالية.. ولا مش متاحة زي أوروبا؟».. عندما يتذاكى الطبال

- ‎فيتقارير

"كان عاما جيدا ومليئا بالإنجازات" ربما يعني الطبال أحمد موسى بالإنجازات شيئا آخر غير ما قد يظنه المصريون، فالإنجازات برؤية إعلام الانقلاب هي تركيع المصريين بالديون والضرائب وقهرهم بغلاء الأسعار وتجريف ثرواتهم أمام أعينهم، وشطب وجودهم كبشر من على كوكب الأرض.

وعلى طريقة البيضة والحجر، وجه موسى سؤالا على الهواء للساخطين على انهيار البلاد بالقول "عاوز السلعة تكون موجودة وغالية، ولا مش متاحة خالص كما حدث في أوروبا العام الماضي بسبب أزمة كورونا؟" وزعم أن السلاسل التجارية الكبرى في العالم تواجه أزمة كبيرة في توفير بعض السلع.

 

عايزين زي أوروبا !

"الحاجة اللي تغلى ما تشتروهاش.. بس"، كانت هذه روشتة السفاح السيسي للمصريين بالامتناع عن شراء الدواء والكساء والطعام وضروريات الحياة، أما هو وزوجته انتصار فسيبني كما وعد أو توعد عشرات القصور الرئاسية الباهظة الفارهة، وسيعيش هو وعصابته في العاصمة الجديدة حياة الأباطرة غارقين في النعيم، وليذهب باقي الشعب للجحيم.

وردا على تطبيل أحمد موسى، يقول الناشط حسن محمود "عاوزين العيشة كلها زي أوروبا بالمرتبات بقانون ضرائب أوربا بكل قوانين أوروبا ، للأسف بقينا مستنين الناس اللي بتقبض ملايين هي اللي تتكلم وتحس بالناس اللي بيقبضو ملاليم ".

وتقول سيمون عادل "هو إحنا مش بنبص لأوروبا غير في غلو الأسعار بس، ولو قولنا بصوا في أوروبا العدالة والصحة والمواصلات، تقولو لنا بصوا على سوريا وليبيا واليمن".

ويقول مصطفى فهمي "ما هو اللي زيه بيقبض ملايين ، يعتبر الاختيار الأول هو المطلوب ، مش فارقة معاه ، أما الاختيار الثاني فممكن يزعجه حبتين ، أما اللي ما يقدر على شراء السلعة الغالية مش فارق معاه حتى عدم وجودها ، الحداقة لها ناس وكمان الحمق والغباء لهم ناس ، حسبنا الله ونعم الوكيل".

وتحت عنوان "السيسي يعيش حياة مترفة رغم التقشف"، تناول موقع "ميدل إيست مونيتور" البريطاني حياة البذخ والقصور والطائرات الخاصة التي يعيشها السفاح السيسي، فيما يدعو المصريين للتقشف.

وكتب الموقع، أنه "قبل أيام، أصدر عبد الفتاح السيسي قرارا مفاجئا بوقف منح بطاقات دعم المواد الغذائية للمتزوجين حديثا، معلنا أن الدعم كان سبب تأخر الدولة لعقود في التنمية. ولسوء الحظ، سبق هذا القرار قبل 4 أشهر قرارا مماثلا بقطع الدعم عن الخبز؛ وبالتالي رفع سعر السلعة التي تشكل غذاء أساسيا لفقراء مصر".

وأشار الموقع إلى أن السفاح السيسي بدا -كالعادة- منزعجا جدا من حجم الأعباء التي تتحملها حكومة الانقلاب، وطالب فقراء البلاد -كالعادة أيضا- بتحمل التكاليف المترتبة على رفع الدعم، وهم مطالبون بذلك من أجل تقدم بلدهم ومع ذلك، يؤكد الموقع أن شعارات التقشف التي يرفعها السفاح السيسي موجهة للفقراء فقط؛ فهم لا يعنون شيئا بالنسبة له، بينما هو مستمر في الاستمتاع بأموال الناس، وشراء طائرات جديدة، وبناء قصور فخمة.

وقبل بضعة أشهر، اشترى السفاح السيسي طائرة رئاسية عملاقة فخمة من طراز "بوينغ بي 747-8"، وهي من فئة الطائرات النفاثة "الجامبو"، التي تكلف حوالي 418 مليون دولار، لتحل محل طائرة الرئاسة الحالية.

وكانت طائرة السفاح السيسي الجديدة في مخازن بوينغ منذ عام 2012 بعد أن ألغت شركة “لوفتهانزا” الألمانية طلب شرائها؛ حيث كانت جزءا من صفقة أبرمتها الشركة الألمانية مع شركة بوينغ لتزويدها بـ20 طائرة آنذاك، قبلت الشركة الألمانية 19 من هذه الطائرات، ورفضت الطائرة الأخيرة.

 

ينفق بسفه

ويرى مراقبون أن من أهم بنود أجندة انقلاب 30 يونيو 2013 هو القضاء على جماعة الإخوان المسلمين خاصة، والإسلام السياسي على وجه العموم، وتنفيذ صفقة القرن، وإفقار المصريين، حتى يقبلوا بأي نوع من التفريط في ثروات ومقدرات المصريين، بالتفريط في مياه النيل، وإيصالها إلى كيان العدو الصهيوني عن طريق ترعة السلام.

من جهته، انتقد أستاذ الاقتصاد أحمد ذكرالله، تناقضات السفاح السيسي قائلا "من بداية الانقلاب العسكري والسيسي يفعل أشياء متناقضة وغير متوقعة، يراها الكثيرون أنها عشوائية، وغير مدروسة، ولكن المدقق في مجمل القرارات الاقتصادية يجد أن هناك خطا يجمع هذه التصرفات ويثبت توجهها".

وأوضح أن "من بين قرارات السيسي التي يظنها البعض غير مفهومة حفر ثلاثة أنفاق تحت قناة السويس دفعة واحدة، إضافة إلى هوجه من المطارات وصلت إلى حد تواجد ثلاثة مطارات جديدة في حيز لا يزيد على خمسين كيلو مترا".

وأضاف "أما موضوع القصر الرئاسي الجديد في العلمين وغيرها، فقد سبق ذلك شراء طائرات رئاسية جديدة بمبلغ 400 مليون دولار، وكل ذلك يعكس انفصام شخصية النظام الحاكم الذي يلوح بلافتة الفقر عندما يوجه الخطاب للشعب، وينفق بسفه على المظاهر والتفاخر أمام الدول الأخرى، وظهر ذلك جليا في توزيع هدايا ذهبية علي ضيوف افتتاح تفريعة قناة السويس قبل عدة سنوات".

بدوره، قال أستاذ التخطيط الإستراتيجي، صفي الدين حامد "لا شك أن أي مصري عاقل سيجد نفسه مندهشا إلى حد الغضب عندما يسمع بناء تلك القصور، في الوقت الذي يؤكد للمصريين أنهم وبلدهم فقراء (أوي)، إلى جانب عشرات القصور والاستراحات التي ورثها عن الحكام السابقين، هذا لا شك عبث واستهزاء بالشعب المصري".

وحمل السفاح السيسي مسؤولية إفقار المصريين من خلال غلاء الأسعار، وتدني الأجور؛ بسبب المشروعات الكبرى الفاشلة التي ورط فيها البلاد، كتفريعة قناة السويس، والمليون ونصف مليون فدان، والمدن الجديدة، وتبديد موارد مصر من الغاز والمياه والأرض.

وأعرب عن اعتقاده بأن "هذه القصور، وعلى رأسها قصر العاصمة الجديدة، يأتي بناء على نصيحة العدو الصهيوني؛ لحمايته من أي غضبة شعبية، ويجعله في مكان آمن بالقرب من إسرائيل، وكذلك باقي القصور التي يشيدها"، لافتا إلى أن "الشعب المصري قادر على كشف مخططات السيسي، وقادر على رده عن التفريط في مقدرات البلاد".