6 نتائج لطوفان الأقصى أبرزها فقدان الكيان لمقوماته وإبراز هشاشته
قال الباحث المغاربي د. فؤاد هراجة المتخصص في الفلسفة و الأخلاق في في “تقرير رصدي” ضمن ورقة بحثية بعنوان “خيار المقاومة بعد عام من طوفان الأقصى” إن أبرز نتائج لطوفان الأقصى كانت كالتالي:
– المقاومة هي الخيار الوحيد و الأوحد لتحرير فلسطين، ومدخل لتحرير العالم من كل الديكتاتوريات السياسية و الاقتصادية.
– انفضاح الأنظمة العربية التي لم يعد مسموح لها حتى بالتنديد.
– تراجع كبير لمنسوب تعاطف الشعوب الغربية مع “إسرائيل”.
– عودة القضية الفلسطينية لتحتل صدارة الأحداث في العالم، بعدما أريد لها الإقبار و التهميش.
– تَوَحُّد جبهات المقاومة على هدف واحد هوإنهاء الحرب في غزة ورفع الحصار عنها وتبييض سجون العدو من الأسرى الفلسطينيين.
– إبراز مواطن ضعف المنظومة العسكرية و الاستخباراتية الصهيونية في غزة و العمل على ضرورة الاستفادة من تجربة حماس على كل واجهات المقاومة.
– عقيدتنا تدلنا أن الأمة قد باتت على طريق النصر، وأن ما يقع اليوم هومجرد تمارين مصغرة تهيء العالم لقبول زو ال هذا الكيان الذي لم يعد له مكان تحت الشمس (بحسب إدعاء نتنياهو في 1993 ضمن كتابه A place among thé nations) ولم يعد له موضع بين الأمم.
أهم المقومات
وأكد هراجة عبر موقع (منار الإسلام) القائم على ثلة نابغة من الباحثين المغاربة و العرب بالقضايا الإسلامية لاسيما بمنطقة المغرب العربي منها الورقة البحثية، أن “العبرة من كل ما حدث تتمثل في أن الكيان فَقَدَ أهم المقومات التي تأسس عليها (بإدعاءات الكيان وداعموه) متمثلة في:
-الردع الاستراتيجي.
– الأمن الاقتصادي.
– الرفاه الاجتماعي.
– الجيش الأكثر أخلاقية.
– باحة الديمقراطية في الشرق الأوسط.
– الكيان المظلوم في المنطقة.
وعن نظرة العالم للكيان لفت إلى أنه بعيد طوفان الأقصى بات العالم يرى في “إسرائيل” الدولة المارقة المتمردة على القوانين الدولية وكل مواثيق وعهود حقوق الإنسان.
ولفت أيضا إلى أن العالم أضحى على يقين أن هذه الدولة العصابة إذا لم تُلْجَم سوف تسوق العالم نحوحرب عالمية ثالثة لا محالة.
ما قبل
إسقاط صفقة القرن ومخطط التطبيع
وعن نتيجتين ملتصقتين ببعضهما، قال الباحث “إن المتأمل في تدحرج كل هذه الأحداث بعد مرور سنة عن اندلاعها، سَيَخْلُصُ لا محالة إلى مصداقية ما صرح به السنوار قبيل تنفيذ عملية طوفان الأقصى، حين أخبر بكل وضوح أن حماس سوف تخلط كل الأوراق وستدفع بالمنطقة إلى أحداث تسقط صفقة القرن ومعها مخطط التطبيع الذي كانت تنقصه فقط السعودية.
أما الثانية؛ فأعتبر “أن تحقق رؤية حماس التي عَبَّرَ عنها السنوار، تدل دلالة قاطعة على أن العقل السياسي و العسكري الفلسطين ي متفوق استراتيجيا رغم قلة ذات اليد، وعلى أن ما يعد به الأمة ويتوعد به العدو يؤخذ على محمل الجد”.
وفي سياق متصل، أشار إلى أن الإعلان عن صفقة القرن، والإعلان عن التطبيع، كان هدفه الاستراتيجي، أولا بتر أذرع إيران في المنطقة.
وفسّر الباحث في هذا الاتجاه “التدخل المسلح في سوريا” واعتبره لأجل استنزاف جبهة المقاومة، وإعلان الحرب على اليمن، وضرب حركة الجهاد باغتيال كوادرها باعتبارها مقربة لإيران، ومحاولة مساومة حركة حماس في غزة من خلال مشروع اقتصادي يرفع الحصار عن القطاع، ووعد الكيان (بتحليلات إعلامه وتصريحات مقربون منه) أن يمكن حماس من مطار وميناء ومشاريع تنموية كبيرة سترفع غزة إلى مصاف المرافئ العالمية، مقابل إنهاء المقاومة و الانخراط في عمل سياسي يقبل بوجود الكيان “الإسرائيلي”.
واستعرض الباحث تأويلات طرحها الكيان وداعموه (لتقبل حماس بالصفقة) أنه ما دامت المنطقة سائرة لا محالة إلى تطبيع شامل، لا يمكن لغزة أن تصمد أمامه وفي أجوائه، وما دام الحليف الإيراني سيتلقى ضربة قاضية بعد ترتيب كل دول المنطقة تطبيع علاقاتها مع الكيان الصهيوني وانخراطها ماليا وعسكريا ولوجستيكيا في ضرب المشروع النووي الإيراني واستعادة المناطق التي كان له نفوذ عليها.
ورأى الباحث أنه “ولعل ما جعل الغرب و العرب يطمعون في قبول حماس بذلك العرض المغري الذي صرح به الشهيد إسماعيل هنية و الذي حدد في 15مليار دولار، 1) عدم رد حماس وكتائب عز الدين القسام على اغتيالات قادة الجهاد الإسلامي، 2) ثم استقرار مكتبها السياسي في قطر، 3) فمحاولات رأب الصدع بينها وبين السلطة الفلسطينية”.
ما بعد
صمود المقاومة و الحاضنة
وعن رهان العالم الغربي المُتَأَمْرِكُ و المتصهين على هزيمة سريعة للمقاومة في غزة سيما بدعوى أنها لم تنسق مع باقي جبهات المقاومة الأخرى، ناهيك على أنها في نظر الكيان وحلفائه لا تمتلك من القوة ما يجعلها قادرة على الصمود أمام الترسانة العسكرية الصهيونية و الإمدادات الغربية من كل جانب.
أكد الباجث فشله لاحقا قائلا إن “1) الصمود الأسطوري للمقاومة الفلسطينية في غزة و الخسائر الكبيرة التي ألحقها بالكيان، 2) و القدرة على تحمل الضربات، 3) و النجاح الباهر في إخفاء الأسرى، 4) ثم الأهم الحاضنة الشعبية التي فاقت التوقعات بصمودها، كلها عوامل قوضت صفقة القرن، وبرهنت على عدم جدوى التطبيع، وخلطت كل الحسابات جيوسياسية في المنطقة، وأرغم القوى العظمى على التفاوض مع حماس، وشهدنا عودة الخطاب القائل بحل الدولتين، كما شهدنا تظاهرات في كل دول العالم تدعم تحرير فلسطين من النهر إلى البحر.
الديكتاتوريات المطبعة
وعن مشهد طرفي أشار إلى أنه “في خضم كل هذا المَوَرَان انتقلت الدكتاتوريات العربية من موقف التنديد و الشجب وعقد القمم، إلى الصمت المطبق تجاه ما يقع من مجازر وإبادة جماعية للشعب الفلسطيني، وهوموقف على كل حال مفهوم ما دمنا أننا قد تعرفنا في مطلع المقال كيف نشأت أنظمة سايكس- بيكو، ولماذا أنشأت! فلا تنتظر من الفأرة أن تلد أسداً !”.
وأضاف أن الحلم الأزرق الذي يحلم به الصهاينة لا يمكن أن يتحقق إلا بوجود أنظمة عربية وظيفية مهمتها تدجين الشعوب وسوقها سوقا سبايا إلى حضيرة إسرائيل.
واعتبر أن الأنظمة الوظيفية بدأت منذ “قسم سايكس وبيكو الدول العربية ووضعوا عليها عائلات حاكمة ذيلية تابعة لتَخْلُفَ المحتل البريطاني و الفرنسي في مهامه بعد خروج جيوشه منالمنطقة. بالموازاة هيأت كل الظروف لقيام الكيان الصهيوني سنة 1948. وبذلك أصبحت وظيفة الأنظمة العربية ومعها النظام الصفوي بإيران قبل الثورة حماية الكيان الصهيوني والمصالح الغربية من شعوب المنطقة.
وعدّ “كل حديث بعد 7 أكتوبر ومعركة طوفان الأقصى عن الوطن العربي و الإقليم العربي و الدول العربية، ومحور السنة في مقابل المقاومة الفلسطينية و الجمهورية الإسلامية الإيرانية وأذرعها في المنطقة (اليمن وسوريا و العراق وحزب الله) هوانخراط علني وليس ضمني في المشروع الصهيوني العالمي.
الانتقال إلى الشمال
ورصد الباحث هراجة أنه أمام صمود المقاومة الفلسطينية، وأمام الفشل الذريع لجيش الكيان، وأمام الضغوط الداخلية على حكومة النَّتِنْ-ياهولاسترجاع الأسرى، وأمام استيعاب لحظة اغتيال الشهيد إسماعيل هنية وسد ثغرة القيادة بسرعة في حماس، ولأن الكيان كان يعد العدة لحزب الله منذ هزيمة 2006، ولأنه كان يمتلك بنك أهداف معتبرة من خلال اختراقات وازنة، أصَرَّ هذا الكيان على تحويل المعركة إلى الشمال، لعله يقدم حصيلة مع اقتراب انتهاء عام على معركة طوفان الأقصى تنسي الشارع “الإسرائيلي” ما تكبده من خسائر ومذلة أمام مقاومة محاصرة ومقطوعة الامدادات مدة 18 سنة.
وأضاف أن الإعلام الغربي منذ الإعلان عن البرنامج النووي الإيراني، عمل على ترسيخ فكرة محورية في أذهان الشعوب العربية مفادها أن العدو الاستراتيجي في المنطقة هو”إيران الثورة” التي اجتثت نظام الشاه الصفوي المنغمس في مو الاته للكيان الصهيوني، و المندمج بكليته في الصهيونية العالمية. على ذلك تعالت الأصوات للتطبيع مع “إسرائيل” “
وأشار إلى أنه ضد الخطر النووي الإيراني الداهم، وظلت كل المنابر الإعلامية الرسمية و المأجورة في المنطقة العربية خاصة و الدوائر الغربية عامة تلعب على الوتر. وقد يتساءل البعض، ما دامت إيران بهذه القوة حاضرا ومستقبلا، لماذا لم تختر الدول العربية التقارب مع إيران عوض التطبيع مع “إسرائيل” “؟ و الجواب بسيط، لأن بقاء الأقليات الحاكمة في الوطن العربي على كراسي الحكم رهين ببقاء الكيان الصهي..وني، كما أن زوالها يأذن بزوال “إسرائيل” ” وسقوط الهيمنة الغربية على العالم.
https://islamanar.com/the-resistance-option-a-year-after-the-al-aqsa-flood/