أكدَ مراقبون أن لجان السيسي الإلكترونية تُبالغ عندما تضع من القوات المصرية في الصومال التي قوامها 10 آلاف جندي، وكأنما ذهبت هذه القوات للقيام بعملية عسكرية، وهو أمر يحبذه كثيرون تجاه إثيوبيا للحفاظ على حق مصر في مياه النيل، وليس لهدف يعرفه العالم، وهو الانضواء ضمن قوات حفظ السلام.
احتمالات العمل العسكري
يوضح الكاتب والمحلل السياسي محمد السطوحي، المقيم في الولايات المتحدة، عبر حسابه على فيسبوك (Mohamed Elsetouhi)، دور هذه القوات في منشور بعنوان “مصر وإثيوبيا واحتمالات العمل العسكري”، حيث أشار إلى أنه “شيء جيد أن تُمد مصر وجودها العسكري في الصومال ومنطقة القرن الإفريقي عمومًا، فهذا مطلوب وسط تهديدات هائلة تمس مصدر مصر المائي الأهم مع اكتمال سد النهضة الإثيوبي.”
واستدرك أن البعض بالغ في تفسير ذلك على أنه مؤشر لإمكانية القيام بعمل عسكري ضد سد النهضة، لكن التوقيت هو كل شيء. فلو كان العمل العسكري مطروحًا، فقد تأخر لأكثر من ثلاث سنوات.
وأوضح أن الوقت المناسب للعمل العسكري كان حين طالبتُ وقتها بالتهديد به قبل بدء الملء الثاني، فبعده صار الحفاظ على السد أكثر أهمية للسودان ومصر من إثيوبيا ذاتها، حيث يمكن أن يؤدي انهياره لأي سبب إلى كارثة كبرى للبلدين، خاصةً السودان.
وأشار إلى أنه بما أن ذلك – أي العمل العسكري أو حتى التهديد به – لم يحدث في ذلك الوقت، فإن اعتقادي أن إرسال قوات أو أسلحة الآن يأتي – في أحسن الأحوال – في إطار المناورة للحصول على شروط أفضل لوضع سيء، لكننا قبلنا بهذا الوضع حين وقعنا على اتفاق الخرطوم دون التأكيد على حجم أصغر للسد مع ضمان حقوق مصر المائية، ثم عندما سمحنا لإثيوبيا بالتلاعب بنا على مدى سنوات في مفاوضات عبثية لاتفاق وهمي بينما يرتفع السد أمام أعيننا.
وأكد السطوحي أن السد الإثيوبي “هو من أكبر الكوارث التي وقعت لمصر على مدى أكثر من قرن، وللأسف تعاملنا معه على أنه (شوية إنفلونزا)، وتم إشغال الشعب عنه وإسكات الحديث فيه بمنطق “بطلوا هري”، وأن هناك من يعرفون ما يفعلون”.
تحيا مصر 3 مرات
وهكذا دأب السيسي وأنصاره على ترديد ما ليس واقعًا، بحسب قول (شريف حشاد) على فيسبوك، الذي خص إرسال القوات المصرية بمنشور توضيحي ضمن هاشتاج #سد_النهضة.
وقال ساخرًا: “إن السيسي وقت مايحب ينهى موضوع السد بإشارة منه هيبعت قوات وتخلص الموضوع واهو دلوقتي الجيش المصرى العظيم هناك ومنتظر إشارة التنفيذ”، مُستدركًا بطلب التريث للجان قبل هتاف (تحيا مصر 3مرات).
وأنه يجب النظر إلى عدة أمور وهي، أولاً:
السد اكتمل بناءه واكتمل الملء الخامس، وده معناه أن أي تعرض للسد يستهدف تدميره الآن في فناء لكل المدن المطله على النيل في السودان وزوال السدود وزوال السد العالي نفسه بسبب الفيضان الجارف الذي لم نشهد له مثيلا، ولايمكن الاحتراز من نتائجه.
ثانيًا: هو مين قالك إن القوات المصرية المرسلة للصومال مرسلة للتعامل مع أثيوبيا بشأن سد النهضة.
موضحًا أن وجود قوات مصرية في الصومال له علاقة بأمن مضيق باب المندب، مدخل البحر الأحمر، حيث تقع الصومال على الضفة الغربية منه واليمن على الضفة الشرقية. وقد ظهرت مشكلة جديدة في الصومال، وهي تصاعد نفوذ جماعة الشباب الإسلامي بين جميع القبائل الصومالية، وهذا يعني أنه في أي لحظة قد تتمكن جماعة الشباب من إسقاط النظام الحالي وحكم الصومال، وهنا تكمن المشكلة.
وأن الرسالة التي وصلت للسيسي “ابعت جيشك ياسيسي يدرب القوات الصومالية للتصدي للإرهاب، وإذا لزم الأمر تحارب بنفسها حركة الشباب وكله بثمنه والقروض جاهزة والمنح جاهزة، طيب السيسي هيبرر الأمر بإيه؟ سهلة وبسيطة وكمان فرصة يقول إنه عمل اللي عليه في موضوع السد وإنه أرسل هذه القوات لحل مشكلة السد عسكريًا إذا اقتضت الظروف والمغيبون هيصدقوا”.
وعن أدلته على زعمه قال: “إن القوات المصرية تم إرسالها إلى مقديشيو الصومالية والحدود الصومالية في شرق أثيوبيا، أما سد النهضة فيقع في أقصى الشمال الغربي من الأراضي الأثيوبية، إذنً فالمسافة بين مكان القوات ومكان السد طبقا لجوجل إيرث هي 1500 كيلو متر، فكيف مع تلك المسافة تكون هذه القوات من أجل السد؟”.
وأشار إلى أن “المسافة من أسوان لسد النهضة طبقا لجوجل إيرث هى 1450 كيلو متر”.
ونصح اللجان “أوعى تقول أصل البحر الأحمر أمن قومي ولازم مصر تدافع عنه، لأنه كان الأَولى بك أنك تدافع عن مصدر وشريان الحياة لمصر وهو نهر النيل الذي فرط فيه العسكر طواعية وتأمروا عام 2015 من أجل الحصول على شرعية للخسيس الوضيع المنقلب”.
ضبط تعريض
ونصح الصحفي وحيد رأفت أحمد رضوان على فيسبوك بمتابعة الأخبار الرسمية، وقال: “نشكر السيد وزير الخارجية المصري، لأنه جمع رؤساء التحرير ورؤساء مجالس الإدارات ورؤساء القنوات الإعلامية المصرية ولجانها الإلكترونية، ليشرح لهم أن ذهاب القوات المصرية إلى الصومال هو للمشاركة ضمن قوات حفظ السلام في الصومال، وليس للدفاع عن حق مصر في مياه النيل”.
وتابع قائلًا: “وعليه، نصح الذباب الإلكتروني قائلاً: يا لجان سامسونج، اضبطوا التعريص، وبلاش حكاية “ما تجربوش مصر”، وزير الخارجية بنفسه وعلى الملأ، ضبط السياسة الخارجية المصرية الحلزونية للحفاظ على حق مصر في مياه النيل. ويا أخ أبي أحمد، افتح الفتحات اللي قفلتها في السد، عيب عليك، إحنا مخوفناش حد”.