كان الشهيد بإذن ربه د. عصام العريان على رأس من أغاظ شيطان العرب وإخوانه الذين تربصوا بمصر من الساعات الأولى لوصول الربيع العربي إليها قادما من تونس فكان عبدالله بن زايد شقيق الإبليس الأكبر محمد بن زايد رئيس الإمارات الحالي الوحيد الذي التقى المخلوع حسني مبارك وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة في الحكم تماما كما كانوا حاضرين في مصر التي استحوذوا على أغلب أصولها إبان استشهاد الرئيس محمد مرسي ومرة ثانية مع استشهاد د.عصام العريان.
وفي ليلة ذكرى فض رابعة العدوية 14 أغسطس 2020، وتحديدا مساء 13 أغسطس من تلك السنة، اعتدى رئيس مباحث السجن وضباط آخرين وحشيا على الدكتور عصام العريان على خلفية مشادة بينهما، وبعد وفاة الدكتور العريان جراء الاعتداء عليه، قتل تجت التعذيب، وجرى ترتيب جميع الإجراءات اللاحقة من دفن واستخراج شهادة الوفاة ومحضر النيابة بمعرفة جهاز مباحث أمن الدولة، بحسب ما ذكر أحد عساكر سجن العقرب المشؤوم.
وببحسب مراقبين بات السياسي النابه والداعية القرآني عصام العريان 66 عاما شهيدا للحق والعدل والحريّة، ورحل المجاهد، الدكتور العريان، في سجون منقلب مصر السفيه عبدالفتاح المكسيكي، بعد حياة حافلة من كلمات الحق صدح بها في سبيل دينه وأمته ووطنه.
وعلى مدى سنوات وصلت إلى 7 سنوات عاني الدكتور عصام العريان، من انتهاكات الاعتقال لاسيما القتل الطبي حيث أصيب بالفيروس الكبدي ومنع من تحليل دمه وهو طبيب التحاليل، كما منع عنه العلاج وهو حقه، فقال وهو معتقل في سجون السيسي أنه منذ 2013، “مصاب بفيروس سي في الكبد، وإدارة السجن ترفض علاجي .. وقد مات عدد من زملائي بسبب الإهمال الصحي المتعمَّد”.
التنكيل بالدكتور عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة وعضو المكتب السياسي لجماعة الإخوان المسلمين كانت بمقبرة المعتقلين في سجن العقرب.
الإعلامي محمد جمال هلال كتب عنه عبر @gamal_helal “كان الدكتور #عصام_العريان بالنسبة لي استاذًا وصديقاً وأباً حانياً، لا أنسى أبداً تلك المواقف التى عايشتها معه، فتعلمت منه القوة والحق.. تعلمت منه حب العلم والقراءة، قول الحق والجراءة.. التنوع في التخصص والسبق في الخير والقرب مع القرآن.. أحسبه والله من المخلصين تقبله الله في الشهداء”.
واليوم ينشر صورة له ويكتب “رحم الله استاذنا الشهيد الدكتور عصام العريان وتقبله في الشهداء والصالحين ولعن من قتله وظلمه.”.
اما الصحفي الإعلامي قطب العربي @kotbelaraby فقال: “في مثل هذا اليوم (١٣ أغسطس٢٠٢٠) لفظ الدكتور عصام العريان أنفاسه الأخيرة في سجنه الظالم شديد الحراسة، مات غير مبدل ولا مفرط، مقدما نموذجا ملهما للأجيال في الصمود والتضحية، خسرت مصر بوفاته قائداً عاقلا منفتحا، جسرا للتواصل والحوار السياسي، مدركا لتعقيدات الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية التي مرت بها مصر ولا تزال.
وأضاف، “هو أحد أساتذتي الكبار في مجال السياسة والعمل العام، استفدت من تجاورنا في السكن، كنت كثير الزيارات له في منزله وفي معمل التحاليل الطبية الذي كان يرأسه في الجمعية الطبية الإسلامية، واكبت تطوره السياسي في العمل الطلابي انتقالا للعمل النقابي أمينا مساعدا لنقابة الأطباء، وأمينا للصندوق، وعضوا بالمنظمة المصرية والعربية أيضا لحقوق الإنسان وممثلا للإخوان في العديد من التحالفات والحوارات السياسية وعضوا مؤسسا وأميناً مساعداً للمؤتمر القومي الإسلامي، وأصغر نائب في البرلمان المصري عام ١٩٨٧، ومسئولاً عن اللجنة السياسية في جماعة الإخوان المسلمين، وعضوا بمكتب الإرشاد، وصولا إلى رئاسة لجنة العلاقات الخارجية في برلمان الثورة، وعضوا بالجمعية التأسيسية للدستور، ونائبا لرئيس حزب الحرية والعدالة”.
وتابع: “في الانتخابات الداخلية لرئاسة حزب الحرية والعدالة كنت أحد داعميه، وهي الانتخابات التي فاز فيها الدكتور سعد الكتاتني برئاسة الحزب ، وقدم العريان نموذجا جديدا بمعانقته الكتاتني عقب إعلان النتيجة وتعهده بمساعدته في مهمته”.
وأردف “في محبسه الأخير فقد الدكتور عصام العريان كثيرا من وزنه نتيجة سوء المعاملة ، وتردي الرعاية الصحية في السجن، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة.. رحم الله الدكتور عصام وتقبله في الشهداء وعوضنا خيرا”.
https://x.com/kotbelaraby/status/1823319519424635112
بذكرى استشهاده
وفي ذكري استشهاد الدكتور عصام العريان في 13 أغسطس 2020، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، عضو مكتب الارشاد السابق في جماعة الإخوان المسلمين، والبرلماني المصري ومستشار رئيس الجمهورية ورفيق درب الرئيس الشهيد محمد مرسي رحمه الله، قال حسن صالح المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين إنه سياسي محنك وداعية رباني نطق بكلمة الحق وما ضيَّع و ما انتكس أمام أنواع الفتن، بحسب @mbs_salh.
وقال: “في ذكراه لن ننساه! إنه الداعية الربَّاني.. والسياسي المحنَّك؛ الذي جمع الله له الحضور والقبول الجماهيري مع الربّانية الراسخة والإيمان العميق بدعوته وفكرته.. صدع بكلمة الحق، وارتبط بجماعته ارتباط السوار من المعصم، حتى لقي ربه شهيدًا في سجون الظالمين.”.
وأضاف، “عرضت عليه أنواعٌ شتى من الفتن عودًا عودًا؛ فما بدَّل و ما ضيَّع و ما انتكس، وما زادته إلا يقينًا و ثباتًا و تسليمًا!.. رحم الله الشهيد الدكتور عصام العريان وتقبله في الصالحين ورفع درجاته في عليين.”.
https://x.com/mbs_salh/status/1823349118548279708
وفي 13 أغسطس 2020، طالبت جماعة الإخوان المسلمون بالكشف عن حقيقة وفاة الدكتور عصام العريان. ودعت الجماعة المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والقانونية، الإقليمية والدولية، بسرعة التحرك للتحقيق في أسباب السياسي والنقابي البارز، وتشكيل لجنة طبية دولية موثوقة تقوم بفحص جثمان الشهيد الراحل وبيان الحقيقة للرأي العام.
وحمّلت الجماعة، في بيان صدر عن المتحدث الإعلامي د.طلعت فهمي مساء الجمعة يوم استشهد د. العريان، سلطات الانقلاب العسكري المسئولية عن حياة وسلامة كافة المعتقلين المختطفين في سجونها من كافة التيارات والاتجاهات.
وأعادت مطالبتها “العالم الحر بكل مؤسساته ومنظماته الضغط على هذه السلطات لكسر حاجز السرية والتعتيم عن أخبار المعتقلين وأحوالهم وإتاحة الفرصة لذويهم لزيارتهم والاطمئنان عليهم وإدخال الغذاء والدواء اللازم لهم”.
وشدد المتحدث الإعلامي على أن “جماعة الإخوان التي نذرت نفسها للعمل في سبيل الله ثم خدمة الشعوب والدفاع عن حقوقها؛ مهما لاقت من عنت وإيذاء، على يقين كامل بصدق وعد الله في القصاص العادل من كل ظالم متجبر في الدنيا قبل الآخرة ..” فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله إن الله عزيز ذو انتقام”. وحسبنا الله ونعم الوكيل”.
وجاء بيان المتحدث الإعلامي مسلطا الضوء على ما تداولته بعض وسائل الإعلام من معلومات تتحدث عن ظهور أدلة تفيد بأن وفاة الشهيد الدكتور عصام العريان قد حدثت نتيجة التعذيب والاعتداء المباشر عليه بأيدي عدد من ضباط سجن العقرب سيئ السمعة وعلى رأسهم رئيس المباحث.
وأيد البيان هذه الشكوك وقال “ويدعم هذه المعلومات الطريقة الغريبة التي تم التعامل بها مع جثمان الفقيد الكبير، حيث رفضت سلطات الانقلاب تسليم جثمانه الطاهر إلى أسرته ومنعهم من حضور تغسيله وتكفينه ودفنه بل ومنعهم من رؤيته إلّا داخل المقبرة، دون السماح لهم باصطحاب هواتف نقالة أو أي كشافات إضاءة للحيلولة دون رؤيته بوضوح، وذلك في سابقة لم تحدث من قبل مع أي متوفٍ داخل سجون الانقلاب”، موضحا أن العادة – وفق القانون – جرت على تسليم الجثمان لأهل المتوفي للقيام بكل الإجراءات حتى يتم دفنه، وذلك ما يعزز رواية تعرضه لجريمة اغتيال.