بعد حذف الرئاسة منشورات بلحة..تنصل السيسي من إنجازته دليل فشل ذريع قد يقود لثورة شعبية

- ‎فيسوشيال
CAIRO, EGYPT - FEBRUARY 14: Turkish President Recep Tayyip Erdogan (not seen) holds a joint press conference with his Egyptian counterpart Abdel Fattah al-Sisi after their official meeting as they sign bilateral agreements between Turkiye and Egypt at the Ittihadiye Palace in Cairo, Egypt on February 14, 2024. (Photo by Utku Ucrak/Anadolu via Getty Images)

 

فوجئ المصريون ومتابعو الحسابات الرسمية لعبد الفتاح السيسي على منصتي إكس وفيسبوك، بحذف المسؤولين عنها عددا كبيرا من المنشورات القديمة، التي تحدث فيها عن الإنجازات، وخاصة في مجال الكهرباء والطاقة، بعد حملة انتقادات ترافقت مع إعادة نشر المواطنين لهذه المقاطع والتعليق عليها.

 

واللافت أن المشاركين في الحملة استخدموا حساباتهم الرسمية بأسمائهم وصورهم الحقيقية، ممّا يعكس حالة جرأة بعدما سادت مخاوف من انتقاد النظام على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي عززتها عمليات الملاحقة القانونية لمصريين شاركوا بآرائهم السياسية ووجهت لهم اتهامات من قبيل “الانتماء لجماعة محظورة” و”نشر أخبار كاذبة” و”التحريض على العنف”.

 

وعود بلحة

وكان السيسي قد وعد في بعض المنشورات المحذوفة بالرحيل في حالة كانت تلك هي رغبة المصريين، وأعيد نشر هذه المقاطع وتفاعل معها الآلاف.

 

وجاءت ردة الفعل الشعبية غير المتوقعة نتيجة عدة أزمات متلاحقة عاشها المصريون في الفترة الماضية، كان أبرزها ارتفاع الأسعار والتضخم وأزمة اختفاء الدواء ورغيف الخبز والرعاية الصحية، وانضمت إليها أزمة انقطاع الكهرباء لتشعل غضب المصريين، خاصة أنها تزامنت مع ارتفاع درجات الحرارة وامتحانات نهاية العام الدراسي.

وتعجب مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي من خطوة حذف المنشورات القديمة، واعتبروها تصرفا غير موفق، خاصة أنها متوفرة من مصادر أخرى على المنصات الاجتماعية، وتسجل حرص السيسي على التباهي بإنجازاته.

 

ومع تفاعل السوشيال مع خطوة السيسي، التي تنم عن تنامي مشاعر القلق والخوف داخل دوائر الحكم من غضب شعبي قد ينفجر، خلال أيام قليلة مع قرارات منتظرة برفع أسعار الوقود والغاز والسولار، ومن ثم أسعار الكهرباء والأدوية والطعام ، انصياعا لإملاءات صندوق النقد الدولي.

ونصح بعض النشطاء السيسي بحذف مسلسل الاختيار بأجزائه المتعددة هو الآخر، كما انتقد عضو مجلس نقابة الصحفيين محمود كامل حذف المنشورات قائلا: “شخص ما في مكان ما قرر يشغل دماغه الألماظات، وطلع بفكرة الأفكار من صلب علوم الغباء الاصطناعي وقاله امسح يا ريس”.

 

وذكرت واقعة حذف منشورات السيسي القديمة المصريين بعدة وقائع سابقة ربطوا بعضها ببعض، وكان أشهرها اقتحام مقرات أمن الدولة إبان أحداث الثورة الأولى، وعبر عنها البعض بالتدوين وذكروا أن طريقة التفكير واحدة والفاعل واحد.

 

وبنفس الطريقة سبق للنظام مدعوما بكتائبه الإلكترونية وبالموالين في إدارات بعض القنوات والمنصات،  حذف أرشيف ثورة يناير، وخاصة أرشيف قناة أون تي في، التي كانت من أكثر القنوات المصرية نقلا للأحداث من ميدان التحرير، إلى جانب قناة الجزيرة القطرية، كذلك، طاولت عمليات الحذف البرامج الساخرة مثل “أبلة فاهيتا” و”أس أن أل بالعربي”، إذ منع بثّهما فور تولي السيسي السلطة، وأجبرت إدارة البرنامحين لاحقا على حذف كامل الحلقات من الأرشيف.

 

شيء من الخوف

 

ويذهب محللون إلى أن السيسي ونظامه يواجهون قلقا شديد من غضب الشعب المصري، إثر الأزمات المتصاعدة اجتماعيا واقتصاديا، من غياب الأدوية وغلاء الأسعار ، ونقص الغاز والكهرباء وغلاء أسعار الخبز والطعام واللحوم وغيرها، علاوة على إغلاق العديد من المصانع والشركات وتراجع  فرص العمل، وانتشار الأمراض الاجتماعية والجرائم، بما يهدد الأمن المجتمعي.

ولكن الحذف  من على السوشيال الذي  قام به السيسي ونظامه يظل شاهدا على عجزه وفشله الاقتصادي والسياسي والاجتماعي،  وهو ما بدد وعوده الكاذبة بتغيير أوضاع الشعب للأحسن، وهو ما لم يحدث أبدا.