من “قنديل” لـ “لولوة الخاطر”.. طوفان الأقصى رفع أقواما وفضح آخرين!

- ‎فيعربي ودولي

 

 

يبدو أن تحول الوزيرة القطرية “لولوة الخاطر” إلى أيقونة عربية وفلسطينية، بجهودها الكبيرة في غزة وتفانيها وتواضعها وإخلاصها للقضية، جعل الغيرة تأكل قلوب الِبعض في دول الجوار، فسلطوا لجانهم وكتابهم للنيل منها بالسخرية وأحيانا بالشتائم الرخيصة، في فاصل من الانحطاط لا يصدق.

 

وكان الدكتور هشام قنديل، رئيس الوزراء في حكومة الرئيس الشهيد محمد مرسي، أول مسؤول حكومي عربي دخل قطاع غزة بعد عدوان إسرائيل في 2012، وضجت مواقع التواصل وبرامج الحوار السياسي في الفضائيات بالتحية لها ولشجاعتها، ولا عزاء لمن انقلب على نظام حر في مصر واستبدله بآخر يدعم إسرائيل ويحاصرغزة.

 

وقالت وزيرة الدولة للتعاون الدولي بوزارة الخارجية القطرية لولوة الخاطر: إنها “جاءت لقطاع غزة محملة برسالة إخاء ومحبة ورسالة تضامن وتعاضد من دولة قطر قيادة وشعبا”.

 

وخاطبت أهل غزة في مقطع فيديو نشرته على حسابها في منصة إكس “أقول لكم، إننا وكل أحرار العالم معكم، والحق والإنسانية معكم، والله جلّ في علاه معكم”.

 

وأضافت “وأيم الله يا أهل غزة لقد أحييتم الموات، وأيقظتم إنسانية العالم بعد سبات، قبلكم كانت كل الكلمات جوفاء، وكل الحكايا مكررة، وكل معاركنا اليومية تافهة، وكل الخطابات والبيانات لا معنى له ثم جاءت غزة لتعيد ترتيب أولويات هذا العالم، ولا أبالغ إذا قلت، إنكم اليوم تعيدون لنا جميعا إنسانيتنا التي سلبت منا أو ربما نسيناها”.

 

وأكدت أن سكان القطاع هم اليوم من يدفعون الثمن، ثمن فضح ازدواجية المعايير، ثمن كسر آلة الاحتلال المتغطرسة، ثمن المنافحة عن مقدسات مليارات من المسلمين والمسيحيين حول العالم”.

 

وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي تفاعلا واسعًا مع رسالة الوزيرة القطرية، حيث اجتاحت المنصات الإلكترونية، وتجاوزت مشاهدتها المليون في ساعات قليلة.

 

ونقل الآلاف من الناشطين العرب والفلسطينيين الرسالة، وقد وصف بعضهم الخاطر بـ”سيدة الأفعال”، وأشاد آخرون بالدور الاستثنائي لقطر، الذي تجلى بدخول وفد رسمي إلى القطاع في هذه الفترة تحديدا.

 

يقول الكاتب الصحفي قطب العربي:” أول وزيرة عربية تدخل غزة تضامنا مع أهلها، لؤلؤة الخاطر وزيرة التعاون الدولي القطرية في غزة تعزي وائل الدحدوح مراسل الجزيرة رفقة وفد قطري، هنا نتذكر زيارة رئيس وزراء مصر هشام قنديل إلى غزة أثناء الحرب أيضا في ٢٠١٢ حين كان لمصر حكومة مدنية منتخبة”.

 

ويقول الإعلامي شريف منصور: “برأيكم، هل سترسل الأنظمة العربية مسؤولين كبارا لزيارة غزة على غرار زيارة السيدة لولوة الخاطر؟ للتذكير في 2012 أرسل الرئيس الراحل محمد مرسي رحمه الله رئيس وزرائه هشام قنديل إلى غزة بعد العدوان في سابقة لم تحدث من قبل”.

 

ويقول الكاتب الصحفي عبد الوهاب الساري: ” لم يصل أحد ذو منصب لغزة منذُ سنين عديدة سوى رئيس الوزراء المصري الأسبق هشام قنديل واليوم لولوة الخاطر نائب وزير الخارجية في دولة قطر هذه الزيارات مهمة أمام العالم، وتؤكد شرعية وحقوق القطاع، سعي لهُدنة ثم فكاك أسرى ثم دخول بطوفان من المُساعدات والدعم”.

 

ويقول أستاذ العلاقات الدولية محمد هنيد: “لم أعلق على زيارتها فقد قام غيري بالواجب، لكن هجوم فئران المجاري في الخليج على السيدة التي زارت عشرات العائلات والمرضى وأشرفت على دخول المساعدات يوجب كشف حجم الرهان الذي راهنوه على هزيمة غزة وكسر المقاومة، تدمير غزة وقتل شعبها هو شرطهم لمواصلة التطبيع مع المحتل”.

 

وكانت المسؤولة القطرية مرابطة على الحدود بين غزة والعريش المصرية منذ أيام تتابع وصول المساعدات القطرية والتقت مسؤولين دوليين، تمهيدا لدخولها القطاع عبر معبر رفح بعد التوصل لاتفاق تهدئة رعته الدوحة والقاهرة وواشنطن، وتعتبر لولوة الخاطر أول مسؤول يدخل القطاع منذ الحرب الإسرائيلية على غزة على رأس وفد يزور غزة حاليا.

 

وقابلت لولوة الخاطر مراسل الجزيرة وائل الدحدوح وقدمت له تعازيها لاستشهاد أسرته، وظهرت الخاطر وهي تتحدث مع إعلاميين فلسطينيين، وأشادت بعملهم وأكدت على حيوية وأهمية ما قاموا به لإيصال الحقيقة للعالم، مؤكدة أنها كانت تتابع عبر ما يبث الأوضاع في القطاع.

 

وسيرت قطر جسرا جويا من المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية إلى سكان غزة، عبر رحلات انطلقت من الدوحة إلى مدينة العريش المصرية، ومن أهم المساعدات التي أرسلتها قطر، مواد غذائية وطبية وتجهيزات خاصة للمستشفيات بالإضافة لسيارات إسعاف.

 

ومعروف عن لولوة الخاطر مواقفها الداعمة للقضية الفلسطينية، والتعبير عن رأيها دفاعا عن حقوق المواطنين، أسوة بمختلف الشعوب ومواطني الدول الأخرى التي دعمتها قطر، حيث كانت نشطة في عمليات إجلاء الأجانب من كابول بعد سيطرة طالبان على أفغانستان في 2021.

 

ومؤخرا انتقدت لولوة الخاطر، في تغريده لها على موقع “إكس”، التعامل الغربي مع ما يحدث من مأساة في غزة، معتبرة أن الغرب يكيل بمكيالين في تعامله مع الأحداث الدولية.

 

وفي 24 نوفمبر 2023، دخلت هدنة إنسانية مؤقتة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية حيز التنفيذ واستمرت 7 أيام وتم تمديدها، برعاية قطرية مصرية أمريكية.

 

ولمدة 48 يوما حتى 23 نوفمبر 2023، شن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلّفت 14 ألفا و854 فلسطينيا، بينهم 6 آلاف و150 طفلا وما يزيد على 4 آلاف امرأة، إضافة إلى أكثر من 36 ألف جريح، بينهم ما يزيد على 75% أطفال ونساء، وفقا للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة، فيما استكمل الهجوم الإسرائيلي صباح اليوم الجمعة، عقب انتهاء الهدنة، ما أسفر عن ارتقاء عشرات الشهداء والجرحى نتيجة القصف الموسع الذي شنته الطائرات الإسرائيلية فور انتهاء الهدنة.