خطة أمريكية جديدة لتهجير سكان غزة إلى مصر والعراق واليمن وتركيا

- ‎فيعربي ودولي

 

ضمن الاستراتيجية الصهيو أمريكية لتفكيك الصراع الصهيوني مع الفلسطينيين ، وإنهاء الوجود الفلسطيني في غزة، من أجل تأمين الكيان الصهيوني، وهندسة جغرافيا فلسطين  لتثبيت الأوضاع الديمغرافية والاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، جاء الكشف عن خطة أمريكية سرية تديرها الدوائر السياسية والاستخباراتية الأمريكية الصهيونية، لتفريغ قطاع غزة برمته من الفلسطينيين، وغرس المغتصبات والمستوطنات الصهيونية وتعميق الاستثمار الإسرائيلي بالمنطقة، في الوقت الذي ترصد فيه تل أبيب أكثر من 6 مليار دولار، لتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية، لقطع أواصر المجتمع الفلسطيني وعزل الفلسطينيين في كانتونات منعزلة عن بعضها البعض، وإنهاء حلم الدولة الفلسطينية.

ومع مطالبات صهيوأمريكية لمصر باستيعاب سكان شمال غزة، البالغ تعدادهم نحو 1,3 مليون فلسطيني في سيناء أو المدن الجديدة داخل القاهرة الكبرى في العاشر من رمضان والسادس من أكتوبر،  أو حتى في مدن الإسماعيلية والسويس وبورسعيد، وصولا إلى تهجير كل سكان غزة وإخلاء غزة من سكانها، تحت مزاعم إنسانية ، كحماية المدنيين، وذلك بدلا من إجبار العدوان الصهيوني على التوقف وحماية المدنيين وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الخامس من يونيو 1967.

المقترح الإجرامي كشفت عنه  صحيفة إسرائيل اليوم، وقالت عنه: إنه “مبادرة جديدة قُدمت إلى الكونجرس الأمريكي، تربط بين تقديم المساعدات الأمريكية للدول العربية، بالاستعداد لقبول اللاجئين من غزة”.

 

بعيدا عن الإعلام

والخطة التي يحاول واضعوها إبعادها عن التداول الإعلامي، عرضت على كبار أعضاء مجلسي النواب والشيوخ من الحزبين الديمقراطي والجمهوي، وحظيت بمباركتهم.

ويروج للخطة عضو مجلس النواب المخضرم جوي ويلسون، ويريد شركاؤه الابتعاد عن الأضواء في هذه المرحلة، على أساس أن عرضها على الوسائل الإعلامية قد تؤدي إلى تشويهها أو إفشالها.

 

مبررات استعمارية

وتزعم الخطة في أحد تبريراتها أن  إسرائيل تسعى إلى تجنب إيذاء المدنيين، لكن حماس لا تسمح للاجئين بالمغادرة ومصر لا توافق على فتح حدودها، هذا ما كتبه مؤلفو البرنامج.

وتضيف: “الحل الأخلاقي الوحيد هو ضمان أن تفتح مصر حدودها وتسمح بدخول اللاجئين”.

 

الإغراء بالمساعدات المالية

وتقترح الخطة أن يتم تخصيص مليار دولار من المساعدات الخارجية، لصالح اللاجئين من غزة الذين سيُسمح لهم بدخول مصر.

وجاء في الخطة أن مصر يجب ألا تكون الدولة الوحيدة، يتلقى العراق واليمن حوالي مليار دولار من المساعدات الخارجية الأمريكية، وتتلقى تركيا أكثر من 150 مليون دولار، تتلقى كل دولة من هذه الدول ما يكفي من المساعدات الخارجية ولديها عدد كبير من السكان بما يكفي لتتمكن من استيعاب اللاجئين الذين يمثلون أقل من 1٪ من سكانها.

ويطالب واضعو الخطة الحكومة الأمريكية بتخصيص هذه المساعدات المالية لمصر والعراق واليمن وتركيا، بشرط استقبال عدد معين من اللاجئين.

تفريق الغزاويين على 4 دول

وتفصّل الخطة عدد سكان غزة الذين ستستقبلهم كل دولة، مليون في مصر أي 0.9 % من السكان هناك، ونصف مليون في تركيا 0.6% من الأتراك، و250 ألف في العراق 0.6 %، و250 ألفا آخرين لليمن 0.75 % من اليمنيين.

 

استلهام مأساة أوكرانيا وسوريا

وتستدعي الخطة تجارب سابقة في النزوح من الحرب، وقال: “هذه لن تكون المرة الأولى التي تستقبل فيها دول أخرى لاجئين، ووفقا لقاعدة بيانات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، على سبيل المثال، فرّ أكثر من 6 ملايين أوكراني من البلاد، واستقبلت بولندا ما يقرب من 1.2 مليون أوكراني، واستقبلت ألمانيا ما يقرب من مليون لاجئ”.

وأضافت الخطة: “منذ عام 2011 والحرب الأهلية السورية المستمرة، فرّ 6.7 مليون سوري من سوريا في جميع أنحاء البلدان المحيطة، وتم نقل 3.2 مليون لاجئ سوري إلى تركيا، 789 ألف إلى لبنان، و653 ألفا إلى الأردن، و150 ألفا إلى مصر، فيما استقبلت بلدان أخرى في الشرق الأوسط وأوروبا مئات الآلاف”.

وتناسى واضعو الخطة ، استعراض موقف امريكا والغرب من الأزمة الأوكرانية وكيف أنهم ينفقون المليارات في حربهم ضد روسيا، ويدعمون العودة لأوكرانيا، بل تتكبد الدول الغربية وأمريكا المليارات من الدولارات لدعم المهجرين، حتى عودتهم لبلادهم.

كما تتناسى الخطة أن المقاومة الفلسطينية أوقعت الانكسارات غير المسبوقة بالمعتدي الصهيوني، متمسكين بدولتهم، حتى الاستشهاد، رغم الأسلحة الحديثة التي يمد بها الغرب وأمريكا العدوان الصهيوني.

 

التحريض على الأونروا

وفي مشهد غريب، تهاجم الخطة منظمة أممية ، تعمل على مساعدة الفلسطينيين وتوفير المأوى والعلاج والتعليم للفلسينيين.

وحرضت الخطة على دور الأونروا، قائلة: إن”الأونروا هي عامل إشكالي يديم الصراع، هذه المنظمة تنشر قصة اللاجئين، وقد أعاقت إعادة تأهيل اللاجئين الفلسطينيين لأكثر من سبعين عاما، وفي الواقع عمقت أزمة اللاجئين، وبالتالي يجب إغلاقها”.

وكانت وزيرة الاستخبارات في حكومة الاحتلال طالبت المجتمع الدولي بإعادة توطين أهل غزة في دولة أخرى.

وقالت “جيلا جمليئيل” في مقال نشرته صحيفة جيروزاليم بوست: إنّه “يجب على المجتمع الدولي دعم إعادة التوطين الطوعي”. للفلسطينيين الذين يعيشون في قطاع غزة المحاصر في بلدان أخرى”.

واعتبرت الوزيرة أن أحد الخيارات أمام غزة بعد الحرب تشجيع التوطين الطوعي للفلسطينيين خارج قطاع غزة لأسباب إنسانية.

فيما الانسانية تقتضي وقف الاعتداء على المدنيين وععدم تهجير السكان الأصليين للبلاد، على عكس ما تقوم به إسرائيل المتوحشة.

ولعل تعدد خطط التهحير التي ظهرت مؤخرا، تتصادم مع واقع تمسك أهالي غزة بأراضيهم، واستعدادهم للموت والدفن في أراضيهم، في مواجهة المستوطنين الصهاينة الذين جرى زرعهم في أراضي فلسطين التاريخية.