واصل جيش الاحتلال، الإثنين، 20 نوفمبر قصف محيط المستشفى الإندونيسي في قطاع غزة، ما أسفر عن ارتقاء شهداء ووقوع إصابات في عدد من الموجودين داخل المستشفى الإندونيسي وخارجه، قبل أن يتم إخلاء مجمع الشفاء بالكامل وضلكم ضمن سلسلة الغارات المكثفة على القطاع، في الـ45 على التوالي.
ويتعرض المستشفى الإندونيسي شمالي قطاع غزة لـ”قصف وحصار إسرائيلي”، وقالت مصادر طبية، إن “ما لا يقل عن 8 أشخاص استشهدوا”، جراء قصف مدفعي إسرائيلي للمستشفى ومحيطه “بشكل مباشر، بقذائف وصواريخ”.
ومحيط المستشفى يضم آلاف النازحين داخل المستشفى، ونحو 150 جريحا، إضافة إلى الطواقم الطبية والعاملين الذين لا يتجاوز عددهم 100 شخص.
وانقطعت الكهرباء عن المستشفى جراء القصف، فيما تم استهداف الطابق الثاني، مما أدى لتدمير المكان بشكل كبيرة، وعدد الشهداء بحسب الأطباء وأطقم الأسعاف مرشح للزيادة في ظل الأوضاع الحالية، وصعوبة إجراء العمليات الجراحية لإنقاذ المرضى.
pic.twitter.com/Dolzrzg81f
وفي إدلائه ببيانه اليومي، قال المكتب الإعلامي الحكومي، إن جيش الاحتلال مقبل على ارتكاب مجزرة جديدة في المستشفى الإندونيسي، في وقت تحدثت تقارير محلية، عن إجلاء مجمع الشفاء شمالي القطاع بشكل كامل.
وأشار صحفيون إلى أن قوات الاحتلال تستهدف كل من يحاول الخروج من المستشفى بإطلاق النار المباشر، ونشر الصحفي الفلسطيني أنس الشريف، مشاهد تظهر آثار القصف الإسرائيلي على المستشفى الإندونيسي والوضع الصعب لعشرات المرضى في مداخل المستشفى، مؤكدا سقوط عدد من الشهداء والجرحى جراء القصف.
pic.twitter.com/8Xrr67Qtd9
وأشار الصحفيون إلى حالة فزع داخل المستشفى الإندونيسي بعد قصف مدفعي إسرائيلي وإطلاق نار استهدف المستشفى بشكل مباشر شمالي قطاع غزة.
الصحة الفلسطينية
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية في غزة الدكتور أشرف القدرة، إن الاحتلال مستمر في ممارساته لإرهاب كل الموجودين في المستشفى الإندونيسي؛ الذي يقدم الخدمة الصحية لأهالي شمال قطاع غزة.
وفي مداخلة هاتفية لفضائية الجزيرة، الاثنين، أكد أن الاحتلال ارتكب مجزرة مروعة في المستشفى الإندونيسي اليوم، وأن جثث الشهداء داخل القسم ولا تستطيع الأطقم الطبية إخراجها إلى الساحة أو ثلاجة الموتى أو إعطاء الفرصة لذويهم لدفنهم.
وأشار إلى أن الاحتلال يستهدف محيط المستشفى، كما أن القناصة تستهدف كل من يتحرك في ساحة المستشفى، مؤكدًا أن الجهود مستمرة لإخراج الجرحى ونزوحهم إلى جنوب القطاع رغم حالة التكدس.
ولفت إلى التواصل مع كل المؤسسات الدولية، وعلى رأسها لجنة الصليب الأحمر؛ لإجلاء جرحى عالقين داخل المستشفى الإندونيسي، موضحًا أن المرحلة الأولى تستهدف إجلاء ما يتراوح بين 150 إلى 200 جريح بشكل قسري.
وأوضح أنهم يخشون ارتكاب الاحتلال لأي حماقة أثناء إجلاء الجرحى بالأتوبيسات التي يوفرها الصليب الأحمر، متوقعًا بدء المرحلة الأولى من الإجلاء في الساعات المقبلة.
وأكمل: «نتمنى إجلاء المزيد إلى جنوب القطاع، ونؤكد أن ما يحدث هو إخلاء قسري للجرحى تحت وصاية الأمم المتحدة والصليب الأحمر».
ونفى وجود ضمانات من جانب الاحتلال الإسرائيلي على خروج الجرحى أو ما يتيح الطريق الآمن لهم، محذرًا من أن الممرات الآمنة التي أعلن عنها الاحتلال سابقًا، كانت بمثابة مصائد لقتل المواطنين والجرحى والأطقم الطبية.
حماس: التدخل الدولي
ومن جانبها استنكرت حركة المقاومة الإسلامية حماس، القصف الإسرائيلي المكثف على المستشفى الإندونيسي شمال قطاع غزة فجر اليوم، وراح ضحيته 12 شهيدًا وعشرات الجرحى، من بينهم مرضى ونازحين وطواقم طبية.
وقالت حماس، إن الاحتلال يحاول الإجهاز على المستشفى الوحيد العامل في شمال قطاع غزة، بعد أن فرض وقف العمل في بقية المستشفيات بقوة السلاح والقصف، بحسب وكالة الصحافة الفلسطينية “صفا”.
وأكدت حماس، أن هذه الجريمة تتطلب موقفًا واضحًا من المجتمع الدولي ينحاز فيه إلى قيم الإنسانية والقانون الدولي، لوقف المجزرة الوشيكة التي ينوي الاحتلال تنفيذها، ووقف كل الانتهاكات بحق المدنيين في غزة.
قصف الشمال ومدينة غزة
في غضون ذلك، واصل الاحتلال سلسلة غاراته المكثفة، مستهدفا المستشفيات والمنازل وتدمير مختلف المرافق الحيوية في القطاع.
وقال صحفيون إنه تم إخلاء مجمع الشفاء بالكامل من المصابين والنازحين والطواقم الطبية، وقال فريق من منظمة الصحة العالمية إنهم زاروا، السبت، مستشفى الشفاء لتقييم الوضع، واصفا أكبر مجمع طبي في القطاع المحاصر بأنه منطقة موت.
وقصف الاحتلال الاثنين محيط مستشفى العودة في شمال القطاع أيضا، كما تم قصف منزل عائلة الحسنات بحي الدرج في مدينة غزة بعدة صواريخ، ما أدى لإصابة عدد من المواطنين نقلوا إلى المستشفى الإندونيسي.
وقصف طيران الاحتلال بعشرات الصواريخ محيط مدينة حمد السكنية شمال غرب خان يونس، ما أدى لارتقاء عشرات المواطنين أغلبهم أطفال ونساء، وإصابة آخرين، إضافة إلى غارة على بلدة بني سهيلا شرق خان يونس.
وقصفت طائرات الاحتلال منزلا في سوق مخيم جباليا شمال قطاع غزة، ما أدى لإصابة عدد من المواطنين، وفي جبايلا البلد، قصفت طائرات الاحتلال عدة منازل ضمن مربع سكني كامل، تقطنه عائلات نبهان، وقرموط، وشعبان، وسعد، وقدورة، ما أدى إلى استشهاد وإصابة عشرات المواطنين، إضافة إلى وجود العشرات تحت الأنقاض بينهم أطفال ونساء.
عدد الشهداء النهائي لم يتم تثبيته بسبب الغارات الأخيرة التي تستهدف مناطق متفرقة من شمال القطاع، وبسبب صعوبة وصول الطواقم الطبية والدفاع المدني، إضافة إلى انقطاع الاتصالات والانترنت في تلك المنطقة.