“القسام” تتعهد بتحريرهم.. تضامن واسع مع أسرى “نفق الحرية” وخبراء: ضربة أمنية كبيرة للصهاينة

- ‎فيعربي ودولي

عم الإضراب الشامل كافة المرافق والمحال التجارية في محافظة جنين تضامنا مع الأسرى فيما مدد الاحتلال احتجاز الأسرى الأربعة المعاد اعتقالهم مع توجيه النيابة العامة الإسرائيلية لتهم التخطيط لتنفيذ عملية إرهابية والانتماء لتنظيم إرهابي والهروب من السجن.

في المقابل تعهدت كتائب عز الدين القسام بالإفراج عن الأسرى في صفقة تبادل مرتقبة. وأكد الناطق باسم الكتائب "أبوعبيدة" أن "أي صفقة تبادل جديدة لن تتم دون الأسرى الأبطال الأربعة الذين أعاد الاحتلال اعتقالهم، مؤكدا أن إعادة اعتقالهم لن يخفي حجم العار والخزي الذي لحق بالعدو ومؤسساته".

من جانبها أعلنت هيئة الأسرى والمحررين الفلسطينيين أنها كلفت طاقمها القانوني بالوقوف على مصير الأسرى الأربعة والكشف عن مكان وظروف اعتقالهم محذرة من إقدام سلطات الاحتلال على التنكيل بهم والانتقام منهم في وقت تحدثت فيه تقارير عبرية عن نقل الأسير زكريا الزبيدي إلى المستشفى بما يرجح تدهور حالته الصحية تايجة تعذيبه.

 

دعم عربي وفلسطيني واسع

وعبر فضاء التواصل الاجتماعي تبادل النشطاء في غزة والضفة مع الفلسطينيين في مناطق الداخل المحتل رسائل محبة وشجون جرى خلالها تأكيد وحدة الشعب الفلسطيني أينما وجد وتكذب روايات الاحتلال بأن اعتقال الأسرى الأربعة تم عن طريق الوشاية، كما تصاعدت المطالبات لمجلس الأمن بالتدخل لحماية حياة الأسرى.

ورافقت هتافات التضامن لحظات دخول الأسرى إلى المحكمة الإسرائيلية مع تلقين مراسل القناة 13 العبرية درسا لن ينساه لتكذيب روايات الاحتلال عن وشاية أهالي الناصرة بالأسرى حسب ما عبرت صفحة غزة الآن.

وامتد التضامن من الناصرة في فلسطين إلى بلدان عربية أخرى حيث راجت العديد من المقاطع المصورة التي استعرضتها صفحات فلسطينية عدة.

وركزت بعض التعليقات على رسالة الصمود التي يكتبها الأسرى الفارين بدء من عمليتهم المعجزة وحتى مع إعادة اعتقالهم وعنها تقول الصحفية السورية غالية قباني:" النظرة الرهيبة من الأسير يعقوب قادري باتجاه أحد سجانيه الكثر في محكمة إسرائيلية السبت تقول بصمت لن نكسر".

ورغم التنكيل وعمليات الانتقام الجارية في السجون وخصوصا سجن جلبوع الذي تمكن الأسرى من الفرار منه يظهر الإعلام العبري خيبة السجانين وشجاعة الأسرى حيث نشرت مواقع عبرية مقطعا مصورا من إحدى الكاميرات في فناء السجن حيث يظهر قيام أسير فلسطيني بسكب الماء المغلي على سجان بعد هروب الأسرى الستة.

 

حماس تتعهد بتحرير الأسرى

وبالتزامن مع التضامن الشعبي جاء وفاء المقاومة مع إعلان المتحدث باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام عن تعهد الكتائب بالإفراج عنهم والخروج رغما عن سجانيهم في صفقة تبادل مقبلة.

وقال الدكتور رامي أبوزبيدة، الباحث في الشؤون الأمنية، إن عملية نفق الحرية تعد عملا بطوليا نفذه 6 من أبطال المقاومة الفلسطينية، وهذه العملية تؤكد ان الكيان الذي ينتج ويصدر أعقد اجهزة التنصت والاستخبارات والتكنولوجيا إلى مختلف دول العالم شرقا وغربا فشل في التنبه إلى أمتار قليلة من نفق حفره  أبطال بعزيمة وصبر ليعيدهم إلى الحياة والحرية.

وأضاف أبوزبيدة في حواره مع برنامج "قصة اليوم" على قناة مكملين، أن هذه العملية حققت الكثير من الأهداف والصفعات العسكرية والأمنية والنفسية وسجلت انتصارا كبيرا ومذلة لدولة الاحتلال وأجهزتها الأمنية بغض النظر عن التبعات التي وصلت إليها لاحقا فهي أحدثت اختراقا مهما لأحد أكثر الأنظمة الأمنية تحصينا في العالم وشكلت ضربة لمنظومة الأمن الإسرائيلية وما حدث في عرف البشر أشبه بأسطورة أو معجزة.

وأوضح أنه خلال عملية البحث عن الأسرى سعى جهاز الشاباك والإعلام الصهيوني نشر عدد كبير من المعلومات المزيفة بهدف الإساءة لكرامة وبطولة فرسان الحرية ومحاولة منها للتأثير على معنويات الشعب الفلسطيني، لان ما حدث عزز مكانة المقاومة وأعاد قضية الأسرى إلى الواجهة وهو ما أقلق الاحتلال الذي يخشى تنامي روح المقاومة في الضفة الغربية والداخل المحتل.   

 

عملية نوعية متميزة

بدور قال الدكتور إبراهيم أبو جابر الأكاديمي والمحلل السياسي، إن الاحتلال الصهيوني لم يستوعب حتى الآن ما حدث في عملية "نفق الحرية" لأنه كان بالنسبة له اختراقا غير متوقع ومفاجئ للمنظومة الأمنية والاستخباراتية الإسرائيلية.

وأضاف أبو جابر في حواره مع برنامج قصة اليوم على قناة مكملين، أن إعادة اعتقال 4 من الأسرى المحررين لم ينه القضية فالقضية مازالت قيد التحقيق والدراسة لمعرفة حيثياتها ومن ساعد على حفر النفق ومن ساعد الأبطال من خارج السجن.

من جانبه قال الأسير المحرر علاء الريماوي، إن الأسرى الأبطال قاموا بعمل إبداعي كبير، ونجحوا في تخطي منظومة الأمن بكل مقاييسها واستطاعوا حفر نفق في حجرة مساحتها 6 أمتار في 4 أمتار على الرغم من أنه يتم فحصها وتفتيشها 6 مرات يوميا.

وأضاف أن عملية نفق الحرية تخطت منظومة الرقابة الإسرائيلية ومنظومة التجسس المتعلقة بتكنولوجيا الاتصال بالإضافة إلى البنية الأمنية المعقدة لطبيعة السجن الذي يكتنف على 3 دوائر محصنة بالخرسانة والجدران الطويلة.