“تموين العسكر”.. استنزاف المصريين بسلع رديئة وأسعار أعلى من كارفور!

- ‎فيتقارير

يشكو المصريون ممن لم يحالفهم الحظ أن يكونوا ضمن الفئات الآمنة المتمتعة بحماية العسكر من ارتفاع أسعار المواد التموينية، رغم انخفاض أسعارها في السوق الخاص والمتاجر الكبيرة مثل كارفور وغيرها، حتى أن كيلو الأرز المدعم على بطاقة التموين يزيد سعره عن الفاخر المطروح في الأسواق نحو 3 جنيهات.
ويشكل ارتفاع أسعار السلع التموينية همّا يوميا يعيشه المصريون، مطالبين حكومة الانقلاب أو الاحتلال العسكري بالتدخل لخفض الأسعار ومراقبتها ومواجهة تداعيات التضخم المرتبطة بالمستهلك، في ظل حالة الانهيار الاقتصادي والغلاء الذي تعيشه الأسر المصرية التي سقطت تحت قاع الفقر.

زيادة وهمية
ودعا مواطنون إلى إيجاد مؤشر للأسعار يحمي المستهلك وتظهر فيه الكلفة الحقيقية للأسعار، التي تشهد موجة انخفاض كبيرة في معظم دول العالم إلا في مصر التي يحكمها سُعار الانقلاب.
يقول الكاتب الصحفي طه خليفة "قبل أيام سألت تاجرا عن سعر الأرز البلدي الممتاز، فقال إنه "يبيع الشيكارة زنة 25 كيلو جرام، بسعر 135 جنيها، أي أن سعر الكيلوجرام الواحد بـ 5 جنيهات و 40 قرشا".
مضيفا "يتم بيع الشيكارة في مضارب كفر الشيخ بـ 125 جنيها، ليكون سعر الكيلو جرام 5 جنيهات، ولا مانع من الجنيهات الـ 10 الزيادة مقابل أجرة النقل، وهامش الربح للتجار".
وتابع خليفة "هذا التاجر كان يطمئنني بأن عدم زراعة الأرز في محافظتنا هذا العام لن يؤثر على توفر الأرز ولن يتسبب في رفع أسعاره وهذا أمر طيب".
وختم بالقول"الخلاصة هنا أن سعر الأرز الرسمي المُدعم، أكثر من سعر الأرز الحر غير المدعم بـ 2 جنيه و 60 قرشا من عند التاجر، وأكثر بـ 3 جنيهات عن سعره في مضارب كفر الشيخ، وهذه واحدة من المفارقات التي تجعل العقل عاجزا عن التفكير".
وزادت حكومة الانقلاب من قيمة الدعم الشهري للفرد في البطاقة التموينية من 18 جنيها إلى 21 جنيها، ووصف المواطنون تلك الزيادة بالوهمية وليس لها قيمة مقابل غلاء أسعار السلع الاستهلاكية، بينما طالب بقالو تموين بزيادة هذا الدعم.
وعلقت إسراء موظفة بهيئة الأوقاف، وربة منزل لأسرة مكونة من 3 أفراد، بأن "زيادة دعم الفرد 3 جنيهات يقابلها زيادة في أسعار السلع، فزيادة الدعم ليس لها قيمة.
ويصل حجم الدعم لكل فرد من الـ70 مليون المسجلين على قوائم بطاقات التموين، بحسب الجهاز المركزي للتعبئة العامة الإحصاء، يصل إلى نحو 285 قرشا شهريا، 34.5 جنيها على مدار العام فهل يكفي الدعم في مواجهة غلاء الأسعار؟".

رأي السفاح..!
وتطبيقا لسياسة البيضة والحجر واستخفافا بعقول المصريين، قال السفاح السيسي خلال كلمته باحتفالية المرأة المصرية والأمهات المثالية عن ارتفاع أسعار السلع "الحاجة اللي تغلى متشتروهاش".
وتساءل السفاح  "عايزين تسيطروا على الأسعار، فرد الحاضرون نعم فقال السيسي الحاجة اللي تغلى متشتروهاش"، فيما يبدو أنه يستغفل الشعب الذي يعتمد على هذه السلع الأساسية وتعتبر قوت يومه مثل رغيف الخبز والسكر والزيت والدقيق.
وبعيدا عن المشكلة الأساسية وهي قيام حكومة الانقلاب برفع سعر المواد التموينية، أكد السفاح السيسي أن التاجر أو البائع للسلع دائما يبحث عن المكسب فإذا وجد أن سلعته يعزف عنها الجميع بسبب ارتفاع سعرها سيخفض السعر إجباريا، ويتجاهل عمدا أن الذي يقوم بدور التاجر ويوزع السلع التموينية هي حكومة الانقلاب.
من جهته تساءل السفير فوزي العشماوي "هل مصر مستقرة ؟"، وأجاب قائلا "تبدو الأمور في مصر هادئة ومستقرة، ولكن تحت سطح هذا السكون الخادع تعتمل أمور كثيرة تجعل من المستحيل التنبؤ بما سيحدث غدا أو بعد غد".
مضيفا "أسعار السلع والخدمات والرسوم والضرائب أصبحت تثقل كاهل الطبقة العليا والوسطى فما بالنا بالطبقة الدنيا، و لا يكاد يمر يوم دون استحداث بند جديد للجباية والتحصيل والإجهاز على آخر جنيه في جيب المواطن البائس".
وتابع "والديون وصلت لمستويات غير مسبوقة في تاريخ مصر اللهم إلا في عهد الخديوي إسماعيل الأمر الذي انتهى آنذاك باحتلال الوطن ووضع مقدراته تحت تصرف الدائنين".
مضيفا "والتجريف السياسي بلغ مرحلة لاتكاد تجد فيها صوتا واحدا ناقدا أو معارضا، أو شخصية وطنية واحدة يشار لها بالبنان، أو مرشح واحد أو حزب واحد معروف للعامة كما حدث في انتخابات مجلس الشيوخ الأخيرة على سبيل المثال".
واختتم السفير العشماوي قائلا “هذه الأمور وغيرها تجعل المواطن في وضع بائس ويائس، يستوي فيه الموت والحياة وتضع الوطن كله في مهب الريح، وهو بالقطع وضع لانتمناه بل نناشد ونلح ونتمنى أن يتم علاجه وتداركه في أقرب وأسرع وقت ممكن، حرصا على أمن واستقرار هذا الوطن الحبيب، وصحة وحياة وعقل هذا المواطن البسيط الصابر المحتسب، ألا هل بلغت.. اللهم فاشهد”.
من جهتها أذاعت القناة الأولى بالتليفزيون المصري تقريرا قارن بين سعر تذكرة المترو في قطر 13 جنيها وفي مصر 10 جنيهات، وهو الأمر الذي أثار استياء الكثيرين، حيث وصف الخبير الاقتصادي الدكتور نادر نور الدين التقرير بأنه غباء، مشيرا إلى أن "دخل المواطن في قطر هو أعلى متوسط دخل للمواطن في العالم.
وأضاف نور الدين مقارنة غبية ويستحسن الصمت ونحن اعتدنا على الزيادات دوريا وبلا رحمة، حنقول الأسعار والضرائب أصبحت لا تتناسب مع دخل المواطنين طيب ما أنتم عارفين، يبقى الصمت أفضل مننا ومنكم".