بعد 11 يوما من العدوان.. الاحتلال الصهيوني يوقف إطلاق النار على غزة معترفا بهزيمته

- ‎فيعربي ودولي

مع الثانية فجر الجمعة 21 مايو 2021، بدأت حكومة الاحتلال وقف إطلاق النار من جانب واحد ودون اتفاق، ما يعني إعلان الهزيمة والإقرار ضمنا بمطالب حماس بشأن توقف عمليات تهجير أهالي حي الشيخ جراح وتوقف عمليات اقتحام الأقصى وإطلاق نحو 1800 معتقل فلسطيني احتجزهم الاحتلال في فترة التصعيد الأخيرة منذ 13 إبريل الماضي.
وأبلغت حكومة الاحتلال بقيادة بنيامين نتنياهو الوسيط المصري (بعد تلقيه اتصالا من الرئيس الأمريكي جو بايدن) رسميا عزمها وقف العملية العسكرية (العدوان) في غزة اعتبارا من الساعات الأولى من صباح الجمعة.
هييئة البث الصهيونية قالت إن المجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية في الحكومة وافق على وقف لإطلاق النار بصورة أحادية الجانب، مستثنيا "الاغتيالات للمقاوميں وتحديدا "(أبو خالد) محمد الضيف" إذا استمر إطلاق النار من غزة.
وتزامن قرار حكومة الاحتلال مع قرار الاحتلال إغلاق مطار بن جوريون بشكل نهائي خشية تعرضه لعمليات قصف.
وأضافت قناة "كان" الصهيونية أنه "تم توجيه الطائرات إلى مطار رامون"، وهو واحد من عشرات المكاسب التي حققتها حماس بالنيل من الاقتصاد الصهيوني بشكل مباشر في هذا القطاع الحيوي.
انتصار غزة

واعترفت كيانات وشخصيات صهيونية بانتصار حماس قبل وقف إطلاق النار وبعده ومن أبز التعليقات التي تلت القرار ما ذكره زعيم حزب "تكفا حدشاه" النائب بالكنيست جدعون ساعر من أن "وقف إطلاق النار من جانب واحد سيكون ضربة قوية للردع "الإسرائيلي" أمام حماس".
وأعتبر د.صالح النعامي ، الأكاديمي وأستاذ العلوم السياسية أن "وقف إسرائيل الحرب من جانب واحد جاء بعد أن غطت صواريخ المقاومة فلسطين وعطلت البرلمان ومطار بن جوريون ومنصات الغاز وأنبوب إيلات عسقلان وأعادت توحيد الساحات الفلسطينية ونسفت خطاب التطبيع، مع ميل موازين القوى لصالح الصهاينة.. لذا هذه نتيجة كبيرة لصالح المقاومة".

حصيلة العدوان
وتواصل العدوان الصهيوني على قطاع غزة لأحد عشر يوما مخلفا دمارا في المنازل والمنشآت (الأبراج المدنية)، وأوقع 232 شهيدا و1900 مصابت.

وشنت طائرات المحتل ومدفعيته وبوارجه الحربية أكثر من 1810 غارة واعتداء منذ بداية العدوان، استهدفت مختلف مناطق القطاع، وتركزت بالقصف على البيوت والمباني السكنية والمقرّات الحكومية والبنى التحتية من طرق وشبكات كهرباء ومياه وصرف صحي.
وأسفرت عمليات الإبادة الصهيونية عن إبادة نحو 15 عائلة فلسطينية في قطاع غزة حيث استشهد 3 من افرادها على الأقل خلال القصف، بينما في 2014، تم محو 12 عائلة بعد قصف بيوتهم، ليصل عدد العائلات التي تم محوها إجمالا منذ الاحتلال إلى 142 عائلة فلسطينية قام الاحتلال بمحوها عن بكرة ابيها، بحسب تقديرات نشرها مقال في "هآرتس" من أن ما حدث "لم يكن خطأ غير مقصود".

"إن عدتم عدنا"

وقُبيل نحو ساعتين ونصف من موعد سريان الاتفاق، قال الناطق الإعلامي باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، إنهم جهّزوا ضربة صاروخية تغطي كل فلسطين من حيفا حتى رامون، ولكنهم استجابوا لوقف إطلاق النار الذي تم بوساطة عربية، غير أنهم لن يتورعوا عن استئناف الهجوم إذا لم يلتزم الاحتلال. 

وكثفت كتائب القسام الجناح المسلح لحركة "حماس"، والمقاومة الفلسطينية على تنوع فصائلها، خلال الساعات الماضية، قصفها للمواقع العسكرية والبلدات في جنوبي الكيان الصهيوني.
وقالت الكتائب، في بيانات منفصلة، إنها قصفت مدن أسدود، وعسقلان، وبئر السبع، ومستوطنتي بئيري، ونير إسحاق، بعشرات الصواريخ.
وأشارت إلى أنها قصفت أيضا قواعد عسكرية صهيونية محاذية لقطاع غزة، منها “سدي تمان”، و”ناحل عوز”، و”حتسريم” و”تل نوف”، و”تسيلم”، و”مشمار هنيغف”، وموقع “مارس” العسكري.
وأضافت أن القصف جاء ردا على استهداف الصهاينة للمدنيين والبيوت الآمنة في قطاع غزة.
بالمقابل، اعترف جيش الاحتلال الصهيوني، بكثافة صواريخ المقاومة وقال إن صفارات الإنذار في عسقلان دوت 389 مرة خلال 11 يوما من التصعيد.
وهو ما يعكس حالة الذعر والخوف بين صفوف المستوطنين خلال سماعهم لصفارات الإنذار في الداخل المحتل أثناء الضربات الصاروخية التي توجهها المقاومة الفلسطينية من داخل قطاع غزة.
وفي تقديرات الاحتلال، قُتل نحو 12 صهيونيا وأصيب أكثر من 600 آخرين، خلال رد الفصائل الفلسطينية بإطلاق صواريخ من غزة، ما سبب أيضا خسائر اقتصادية.
وعلق كثير من المحللين أن الكيان الصهيوني يخفي أرقام ضحاياه، مستشهدين بتصريح لمراسل القناة 12 الصهيونية قبل يومين من قرار وقف إطلاق النار من أن أعداد القتلى تجاوز 97 قتيلا وعشرات الجرحى مفيدا أن حكومة تل أبيب تكذب.