بعد سقوط السيستم في امتحانات الثانوي.. شهادة وفاة لمنظومة التعليم الإلكتروني

- ‎فيتقارير

كشفت الكوارث التى شهدتها امتحانات الصفين الأول والثانى الثانوى عبر التابلت فشل منظومة التعليم الإلكترونى التى يروج لها طارق شوقى وزير التربية والتعليم بحكومة الانقلاب، ويزعم أن دولة العسكر ستسبق دول العالم فى هذا المجال، فى الوقت الذى يعانى فيه التعليم المصرى من تدهور غير مسبوق، بجانب سوء خدمة الإنترنت؛ وهو ما يؤكد فشل نظام الانقلاب الدموى بقيادة عبدالفتاح السيسي في ملف التعليم كفشله في باقي ملفات وقطاعات الدولة.
كان طلاب الصف الأول الثانوي قد عانوا من أزمة سقوط السيستم فى أول أيام امتحانات الفصل الدراسي الأول، إلكترونيا عبر أجهزة التابلت بالمدارس، وشكا عدد كبير منهم من صعوبة الوصول إلى منصة الامتحان، بسبب ضعف الإنترنت. وكان من المقرر أن يؤدى طلاب الصف الأول الامتحان فى مادتى اللغة العربية والأحياء، في أول أيام امتحاناتهم، لكن السيستم تسبب فى حرمانهم من أداء الامتحان؛ وأدى الى حالة من الحزن والشعور بالمرارة بين الطلاب وأولياء الأمور، فى الوقت الذى زعمت فيه وزارة التعليم أنها تعمل على حل المشكلة التقنية التي تسببت في تعطل دخول طلاب على منصة الامتحان. كما شهدت اللجان تكدسًا من بعض الطلاب، وعدم التزام بالإجراءات الاحترازية في ظل تفشي فيروس كورونا، بالإضافة إلى ظهور حالات غش جماعي.
وتداولت صفحات السوشيال ميديا “التليجرام، فيس بوك” صورًا من الامتحان الإلكتروني لمادة الأحياء لطلاب الصف الأول الثانوي، في أول أيام امتحانات الفصل الدراسي الأول. أزمة امتحانات الصفين الأول والثانى الثانوى وسقوط سيستم تعليم الانقلاب دفع الخبراء والمتابعين للمطالبة بإلغاء نظام التعليم الإلكترونى، مؤكدين فشل وزير تعليم الانقلاب فى تطبيق هذا النظام.
وأشاروا إلى عدم توافر بنية تحتية ملائمة فى المدارس لإنجاح مثل هذا النظام، مشددين على ضرورة العمل على إنقاذ التعليم من حالة التدهور التى يعانى منها وبالطرق التقليدية وليس الإلكترونية، وأكدوا أن دولة العسكر لم توفر الاستعدادات الكافية للتعليم أون لاين أو التعليم عن بعد.

حقل تجارب
من جانبه، أعرب حسام لبن، مساعد رئيس حزب المؤتمر وعضو الهيئة العليا للحزب، عن رفضة التام لإدارة وزير التربية والتعليم بحكومة الانقلاب لملف الامتحانات بالتابلت. وقال لبن فى تصريحات صحفية، إن وزير التربية والتعليم الانقلابى يعتبرنا حقل تجارب له، وأشعر أنه يتحدث عن دولة غير مصر فى ظل استمرار وقوع السيستم أثناء الامتحانات بشكل متكرر، مؤكدا أن هناك عددا كبيرا من الطلاب لم يتمكنوا من الدخول للامتحان عن طريق التابلت حتى منتصف الوقت بسبب سقوط السيستم. وأكد أن هناك أعطالا كثيرة بشبكة الإنترنت داخل المدارس وبشريحة الإنترنت الخاصة بالتابلت تتسبب فى انهيار الطلابأاثناء أداء الامتحانات، لافتا إلى أن العدالة تقتضى تهيئة البيئة كاملة للتركيز والاستيعاب.
وأضاف لبن: ” إن كان الوزير لدية الحق في تحديد نوعية الأسئلة وعددها وجودة الإجابات المطلوبة، فمن حق الطالب أن يحدد البيئة التى يتعلم ويختبر فيها” مؤكدا أن تجربة “التابلت” أضاعت على الدولة المصرية الكثير من المليارات. وأشارإلى أن هناك حالة من الحزن والقلق تسيطر على أولياء الأمور بسبب معاناة الطلاب أثناء أداء الامتحانات خاصة من انقطاع الانترنت بشكل متكرر، مطالبا وزارة التربية والتعليم بحكومة الانقلاب بالتدخل لحلها وإيجاد حلول سريعة لأن الامتحانات أصبحت صداعا فى رأس الطلاب وكذلك أولياء الأمور.

سقوط السيستم
وقال الدكتور كمال مغيث، خبير بمركز البحوث التربوية في سخرية، إن نظام التعليم الذي تسعي بولندا لسرقته.. حد ليه شوق في حاجة؟، مضيفا : سيستم ساقط.. والطالب الذي لم يتمكن من أداء الامتحان بسبب سقوط السيستم يعتبر ناجحا. وتساءل مغيث عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك: “طيب.. حيبقى ناجح بنسبة كام في المية 50% ولا 100%؟ – طيب ألا يعد هذا عقابا للطالب الذي اجتهد ودخل على السيستم وجاوب؟ وهل هذا سيشجع أولادنا ومعلمينا على توقيع السيستم المرة الجاية؟ وهل لهذا كله علاقة بالتعليم أو التقييم أو المعايير أو تكافؤ الفرص أو أي حاجة محترمة؟ هل يمكن أن يتخيل أحد تداعيات هذا على التعليم والتدريس والمعلمين والطلاب والمستقبل؟! وانتقد ضعف خدمة شبكات الإنترنت في مصر، والتي تزداد سوءا كلما كان هناك ضغط كبير على نفس الشبكة، موضحا أنه مع دخول آلاف الطلاب على السيستم لأداء الامتحان يسقط السيستم، وهي مشكلة عامة واجهت الكثير من الطلاب.

خدمة الإنترنت
وكشف هاني سلام، المشرف العام على النوادى الاستكشافية بمصر وأمين مساعد لجنه التعليم بالاتحاد الدولى للصحافة العربية، عن ضعف وسوء خدمة الإنترنت فى مصر، مؤكدا أن مصر تحتل المرتبة الـ95 عالميا في مؤشر “سبيد تيست” الذي يقدم على أساس شهري تصنيفات سرعات الإنترنت الثابت والخلوي في جميع أنحاء العالم، وهو ترتيب متأخر جدا، وتساءل سلام فى تصريحات صحفية: هل كان المسؤولون عن التعليم قبل أن يفكروا فى تطبيق المنظومة الإلكترونية يعلمون طبيعة بنياتنا التحتية فى سرعة الإنترنت؟ مشيرا إلى أنهم لو كان يعلمون لما فكروا فى تطبيق نظام يعتمد على امتحانات عن بعد “أونلاين”. وأضاف: هل كانت هناك مبالغات من أحد طرفى وزارتي التعليم والاتصالات بحكومة الانقلاب أم تغاضى طرف منهم عن الحقيقة فى سبيل تحقيق حلم هو أقرب إلى الخيال حاليا؟!