هيئات إسلامية ودولية تدعو لإنقاذ حلب من جرائم بشار وبوتين

- ‎فيعربي ودولي

  أحمدي البنهاوي
دعت هيئات وكيانات ورموز ودول إسلامية ودولية وعربية إلى إنقاذ حلب من المجازر التي يرتكبها بحقهم نظام السفاح بشار الأسد، حيث دعا مفتي السعودية المسلمين إلى القنوت في صلاة الفجر والدعاء لأهالي حلب، كما ناشد اتحاد علماء المسلمين علماء الإسلام في الأمة ودعاتها في العالم إلى التضامن مع حلب، وإصدار الفتاوى التي تحث على مناصرتها، ودعا الحكام العرب ومنظمة التعاون الإسلامي إلى وقفة جادة أمام العدوان الغاشم على الشعب السوري والإبادة الجماعية لأهل حلب، كذلك دعا "الاتحاد"- الذي يرأسه د. يوسف القرضاوي- العالم إلى وقف المذابح في حلب فورا، وإعلان الجمعة المقبلة يوما للتضامن مع أهلها.

على جانب آخر، نشرت قناة "حلب اليوم" خبرا يقول "اتفاق ينص على وقف إطلاق النار وإخلاء الأحياء المحاصرة في حلب من المدنيين والثوار باتجاه ريف المدينة الغربي والشمالي، كما ينص على خروج الثوار من الأحياء المحاصرة في حلب مع سلاحهم الخفيف، وإجلاء المدنيين سيتم بدءا من الليلة".

الهيئات الأممية

من جانبه، يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة، مساء اليوم، لبحث التطورات في مدينة حلب المحاصرة من البر والجو بجحافل القوات الأسدية والإيرانية والروسية، وذلك بناء على طلب فرنسي، اليوم، لاجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي بشأن حلب، حيث ندد رئيس الوزراء الفرنسي هولاند بالمجازر التي ترتكبها قوات النظام في حلب، وقال إنها "قد تمثل جرائم حرب وترقى إلى مستوى جرائم ضد الإنسانية".

ومن المنتظر أن تعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة جلسة حول التطورات المستمرة في المدينة المحاصرة.

وقال وزير الخارجية التركي: إن "تركيا لن تقف صامتة حيال ما يحدث بحلب رغم تخاذل الجميع". من جانبها، دعت دولة قطر إلى اجتماع عاجل للجامعة العربية لمناقشة الموقف من حلب.

الوضع الإنساني

وعلى صعيد الوضع الإنساني في حلب، قالت منظمة "اليونسيف" المعنية بالصحة التابعة للأمم المتحدة، إن "أكثر من 100 طفل بدون عائلاتهم محاصرون في مبنى بحلب تحت قصف عنيف"، فيما أطلق الدفاع المدني في حلب ما اعتبره "النداء الأخير"؛ "لإنقاذ أكثر من 70 ألف مدني محاصرين في منطقة ضيقة ويتعرضون لقصف جنوني عنيف ومتواصل، يمنعنا من إنقاذ جرحى نسمع صرخاتهم تحت أنقاض الأبنية المدمرة، وجثث الشهداء تملأ شوارع حلب المحاصرة".

وتزامن القصف مع ما أعلنه مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية "أوتشا" في غازي عنتاب بتركيا، بنفي التوصل إلى اتفاق بشأن "خروج آمن للمدنيين من حلب المحاصرة حتى الآن". واعتبر مدير مكتب "أوتشا" أن "كل ما يتم تداوله عن الأمم المتحدة سوى ذلك هو مجرد شائعات".

العمليات العسكرية

وعلى صعيد العمل الميداني، دمر ثوار حلب دبابة لقوات النظام ومقتل من فيها من جنود، إثر استهدافها بصاروخ مضاد للدروع على جبهة جمعية الزهراء غرب حلب، وذلك مقابل قصف جوي روسي على بلدات كفر حمرة والليرمون ومعارة الأرتيق بريف حلب الشمالي، ورغم صمود الثوار إلا أن تزاحم المدنيين في الأحياء الخاضعة لسيطرة الثوار في حلب تضع عبئا على كاهلهم في التحركات، وسط تخوف دولي من ارتكاب قوات النظام مجازر بحقهم.

وعلى جبهة ريف دمشق، سقط جرحى مدنيون جراء قصف مدفعي استهدف أطراف مدينة دوما بريف دمشق، كما أصيب رجل مسن برصاص قناصة حزب الله اللبناني المتمركزين على أطراف بلدة بقين المحاصرة بريف دمشق.

مظاهرات منددة

وشهد العالم انطلاق احتجاجات ومظاهرات في عدة عواصم عربية ودولية؛ للتنديد بالمجازر التي ترتكبها قوات النظام في أحياء حلب المحاصرة، حيث اجتمع متظاهرون أمام السفارة والقنصلية الروسية في تركيا للتنديد بغارات موسكو والنظام على حلب، وفي غازي عنتاب التركية تظاهر مدنيون وناشطون سوريون تنديدا بقصف وحصار المدنيين في حلب المحاصرة.

وفي الداخل السوري، نظم سوريون مظاهرات للتنديد بالقصف والحصار، وللمطالبة بتوحد الفصائل في عدة مدن، منها سراقب بريف إدلب، وسقبا بريف دمشق، ومدينة الرستن بريف حمص الشمالي، وتلبيسة بريف حمص الشمالي.

تغريدات المنجد

وفي نحو 10 تغريدات للشيخ محمد صالح المنجد، السوري الأصل السعودي الإقامة، قال: إن "السقوط الكلي والهزيمة النهائية يشيعها البعض مع أنها لم تحدث بعد".

واعتبر أن "بعضهم" يبالغون في نشر صور ومقاطع الفظائع وعرضها على الملأ، مع أن بعضها متعمدة التصوير من جهة العدو، وذلك لبثّ روح اليأس في الأمة".

ووجه اعتراضه في تغريدة أخرى إلى ما اعتبره مفضيا للإحباط، قائلا: "أسلوب النياحة الواضح المُفضي إلى الإحباط والاعتراض على القدر، وقلما تسمع إنا لله وإنا إليه راجعون وحسبنا الله ونعم الوكيل".

وأضاف "عبارات الأعداء المدسوسة في الزحام من الوقيعة في علماء الأمة ودعاتها واتهامهم بأنهم في القوة المادية كغيرهم وذلك لإسقاطهم".

وفي سياق متصل، أكد ملاحظته "آثار أقلام الأعداء" فيما اعتبره "سب وشتم المسلمين جميعا في زحمة "أنهم سبب ما حصل"، مع أن الواجب الآن استنهاض همم المسلمين للتدارك والعمل"، لافتا إلى أنه من أعظم الناس أجرا في هذه المصيبة من يعمل على تحويل الصياح والعويل واليأس إلى طاقة عمل نافعة، وأسلوب القرآن لا تهنوا ولاتحزنوا قوموا اعملوا".

وقدم الشيخ المنجد، صاحب موقع سؤال وجواب وبرنامج فتاوى شهير تبثه عدد من القنوات في وقت واحد منها قناة "مكة"، لتغريداته باعتبار أن ما يحدث في حلب من "المصائب العظام التي تصيب أهل الإسلام كمصيبة حلب".

وأشار الشيخ محمد صالح المنجد إلى أن "الغفلة عن أجر الشهيد وأجر من قُتل مظلوما وأجر من يُجرح في سبيل الله أو ينال منه العدو، وفضل من أصيب في مال أو نفس أو ولد، فصبر هو من أعظم النصر عند الله أن تأتي المنية على التوحيد، وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وقد قتل أصحاب الأخدود أهل البلد جميعا حرقا".