“قمة عربية” فى البحر الميت.. هل تُحيي موات أمة؟

- ‎فيتقارير

 أحمدي البنهاوي
في الوقت الذي يئن فيه العالم العربي، طالبا قممًا عربية لبحث ملفاته التي تشغل العالم ولا تشغل العرب بنفس الدرجة، تنطلق غدا الأربعاء 29 مارس، القمة العربية الـ28، والشارع العربي في أغلبه غير متابع لها، لا يعنيه منها موعد انعقادها أو حضورها فضلا عن نتائجها؛ إحباطا من بوارح سوداء كثيرة.

أما الرأي العام العربي الحي حيالها فلا ينصرف عن ذلك، وعبّر عن ذلك مجموعة من الكتاب والصحفيين، منهم الكاتب والمحلل الفلسطيني د.إبراهيم حمامي، الذي كتب عبر حسابه قبل قليل، "أشفق على من ينتظر أي نتائج من أي نوع من #قمة_البحر_الميت كما قال أحدهم، النتيجة الوحيدة هي عطلة للمواطنين يوم الأربعاء في الأردن.. ومش أكيد!".

في حين رآها مستخدمو مواقع التوصل الاجتماعي يوما ترفيهيا، ورآها آخرون محط سخرية، فتساءل الصحفي العماني أحمد البلوشي: "هل ما زالت تعقدون قمما من هذا النوع!"، أما الصحفي الجزائري فاضل زبير، فكتب عن موات القمة وعدم جدواها فقال: "قمة عربية في البحر الميت!.. قرارات ميتة.. حكام ميتون أحياء.. والشعب العربي ينتظر الفرج قبل الموت!".

ومن تونس هاجم الصحفي محمد هنيد، مستشار الرئيس التونسي السابق د.المرزوقي، قائلا: "إن القمة العربية تُعقد في أرض بريطانية وبإشراف بريطاني مباشر".

وتوقع الكاتب والمحلل الأردني ياسر الزعاترة، نفس الأداء التقليدي الباهت للحكام والقادة العرب، قائلا: "أفضل ما نتوقعه من القمة العربية هو ألّا تأتي بجديد فيما يخصّ الوضع الفلسطيني. أية مبادرات جديدة هي تراجع أمام عدو يستخف بالجميع".

مصالحة ترامب

غير أن ما يعنينا في مصر، حديث المصالحة بين الانقلاب والملك سلمان، ويظهر في خلفية الحديث اللقاء الذي تم بين محمد بن سلمان، ولي ولي العهد، والرئيس دونالد ترامب في الأسبوع الأول من شهر مارس، وامتد الحديث إلى أن الأردن والإمارات ستتولان ذلك على هامش "القمة".

وأشار مراقبون إلى أن السعودية بدأت منذ قدوم ترامب في إرسال وفود رفيعة المستوى، اتفقت على وقف نباح الإعلام المناوئ، ومن أهم الإجراءات التي اتخذها الانقلاب في هذا الصدد، وقف برنامج إبراهيم عيسى وتحويله للمحاكمة. بالمقابل أرسل الانقلابيون في مصر وفودا ليس آخرها حلمي النمنم، وزير ثقافة الانقلاب، ليشارك في مؤتمر الجنادرية، مطلع فبراير الماضي، وشوهد في صور فوتوغرافية إلى جوار الملك سلمان بن عبدالعزيز.

غير أن تصريحا قريبا للسفير محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، أشار إلى زيارة ملك البحرين حمد بن عيسى إلى القاهرة، وقال خلال حواره عبر شاشة "الغد": إن "قمة الأردن ستكون قمة للمصالحات بين القاهرة والرياض".

الملف السوري

وتشترط المملكة العربية السعودية ألا يوضع علم النظام السوري ضمن الأعلام المجمعة للعالم العربي، التي توضع عادة خلف رئيس القمة وأمين عام الجامعة، غير أن 4 دول حتى الآن طالبت رسميا بأن يمثل النظام السوري مندوبا عن بشار الأسد في القمة، وتلك الدول في مقدمتها الأردن– التي منحتها السعودية باتفاقيات أمس فقط نحو 3.5 مليارات دولار، والجزائر والعراق ولبنان.

بالمقابل، تنافس المملكة السعودية إيران، التي تعتبر الحاضر الغائب في القمة، بما تملكه من علاقات بين السرية والعلنية مع أغلب الدول الأعضاء، لا ينافسها في ذلك أحد من دول الجوار، سوى إثيوبيا، التي بات تأثيرها ملحوظا.

ملف القدس

ولا تبعد قمة البحر الميت عن القدس إلا قليلا، ولهذا كان لافتا حضور محمد السادس بن الحسن الثاني، ملك المغرب، بعد 12 عاما من الغياب، في الوقت يدعو فيه السيسي إلى أن القدس الشرقية هي عاصمة فلسطين، ويتفق معه ملك الأردن ورئيس فلسطين.

المثير للدهشة أن الملك محمد المنقطع عن القمة منذ 2005، رفض العام 2016 استضافة القمة العربية، وأعلن في بيان لخارجيته عن أن انعقاد القمة في هذه الظروف سيكون "مجرد مناسبة للمصادقة على توصيات عادية، وإلقاء خطب تعطي الانطباع الخاطئ بالوحدة والتضامن بين دول العالم العربي"، ونُقلت القمة بعد ذلك إلى موريتانيا، وهي القمة التي شهدت مهازل بغياب أغلب قادة ورؤساء الدول العربية، وقلصت فيها موريتانيا أيام القمة من يومين إلى نصف يوم!.

الرؤية العبرية

وغير خافٍ على أحد أن الحق ما شهد به الأعداء، ففي تقرير لمحرر الشئون العربية بصحيفة "يديعوت أحرونوت"، رأي أن العدد غير المسبوق من الحضور على المستوى الرئاسي- 17 رئيسا وملكا- لا يتوقع كالعادة أن يسفر عن أية قرارات مهمة، وذلك على خلفية تعارض المصالح بين عدد كبير من الدول الأعضاء.

وقال "روعي كايس" ساخرا: "أكاد أتوقع ما سيحدث في القمة بسهولة شديدة، ففي نهايتها سوف ينشر بيان ختامي يحوي 16 بندًا، على حد قوله!!.

وتوقع "كايس" أيضًا أن يخرج بيان القمة بإدانات واسعة لإسرائيل؛ على خلفية نشاطاتها الاستيطانية بالضفة الغربية، بالإضافة إلى إدانات ضد كل من إيران وتركيا.

غير أن كايس أعاد طرح اقتراح تشكيل قوة عربية مشتركة للحرب على داعش مجددا، لافتا إلى أنه الاقتراح الذي قدمه "السيسي" قبل عامين.