كتب سيد توكل:
يسمونه "المدمس" ومعناها الفول المستوى في الفرن بواسطة دفنه أو طمره في التراب، وهو أكثر الوجبات شعبية لدى المصريين، ومعنى كلمة "متمس" الهيروغليفية أي إنضاج الفول بواسطة دفنه في التراب.
وتقول الحكمة المصرية القديمة "البطن التي لا تعرف الفول خـير لها الأفول" وترد عليها أخرى "أن البصل يظهر محاسن طبق الفول"، إلا أن حكومة الانقلاب لا ترى أي محاسن للفول سوى أنه الملاذ الأخير للفقراء الذين توعدهم عبدالفتاح السيسي بالقول: "هتدفع يعني هتدفع"!
واعترف موقع "برلمان" التابع لحكومة الانقلاب، اليوم الاثنين، بأن أسعار الفول داخل أسواق التجزئة ارتفعت ليسجل الكيلو نحو 13 جنيها للبلدي، ويصل سعر طن الفول داخل سوق الجملة ليتراوح بين 10.5 إلى 11 ألف جنيه للطن بالنسبة للفول البلدي.
كما اعترف الموقع بالخراب الذي جره قائد الانقلاب العسكري على فراء مصر، وأكد ارتفاع سعر الطبق الفول على العربات؛ ليصل إلى 7 جنيهات بدلاً من 5 جنيهات.
وقد شهدت أسعار السلع الغذائية ارتفاعًا ملحوظًا في الأسواق والسوبر ماركت بعد قرار الانقلاب بتعويم الجنيه، وتجاوزت نسبة الارتفاع 30% بالنسبة لبعض الأغذية مقارنة بالشهر الماضي.
ووصل سعر كيلوجرام الأرز إلى 9 جنيهات بدلاً من 7، وارتفع سعر كيلوجرام الزيت الخليط من 8 جنيهات إلى 14، وكيلوجرام الفول إلى 15 جنيهًا بدلاً من 12 جنيهًا، علمًا بأن مصر تستورد نصف احتياجاتها من الفول من أستراليا وفرنسا وإنجلترا.
سعر سندوتش الفول بـ4 جنيهات
ونتيجة لارتفاع السعر ألغت مطاعم الفول في المناطق الشعبية الطبق "أبو جنيه" وصار سعر أصغر طبق جنيهين، ورفعت سعر قرص الطعمية إلى خمسة وعشرين قرشًا بعد أن كان بعشرة، فيما رفعت مطاعم المناطق الراقية سعر سندوتش الفول إلى 4 جنيهات، وكذلك باقي أنواع السندوتشات التي يفضلها المصريون في إفطارهم، فيما رفعت عربات الفول المنتشرة بشوارع مصر سعر الطبق إلى 7 جنيهات والسندوتش إلى جنيه ونصف، لمواجهة ارتفاع سعر كيلو الفول.
وقال صاحب أحد المطاعم في القاهرة لـ"الحرية والعدالة" إن: "زيادة الأسعار في الماضي كانت تترك مجالاً لأصحاب المطاعم لتقليل الكميات المباعة لزبائنها مع الحفاظ على الأسعار نفسها، إلا أن موجة الخراب الحالية لم تسمح بذلك".
موضحًا -بعدما رفض ذكر اسمه، خوفا من الاعتقال-: "أن قرص الطعمية ظل بعشرة قروش لأكثر من 7 سنوات، إلا أنه ارتفع إلى ربع جنيه لمواجهة ارتفاع سعر مكوناته بشكل كبير، وكذلك باقي أنواع المأكولات، وطال الارتفاع خدمة توصيل الطلبات للمنازل بعد رفع سعر البنزين".
الفول "أبو جنيه" لم يعد له وجود
فيما قالت منى عبدالفتاح -ربة منزل- إن بائعة الفول والطعمية ألغت التعامل معها بأقل من 2 جنيه للكيس، مشيرة إلى أن فئة الجنيه لم يعد لها وجود، وأن حجم كيس الفول الجديد أصبح أقل مما كان عليه قبل أسبوع.
وأضافت عبدالفتاح أن وجبة الإفطار العادية أصبحت عبئًا جديدًا على ربات البيوت، بعد أن كانت هي الأقل تكلفة مقارنة بباقي الوجبات الغذائية بمنازل محدودى الدخل، الذين تضاعفت أعباء حياتهم، رغم ثبات احتياجاتهم السابقة.
وشهد محل رزق بميدان الزراعة بالزقازيق، ارتفاعًا كبيرًا فى الأسعار الأخيرة فارتفع سعر ساندوتش الفول والطعمية العادي من 2 جنيه إلى 2.50 جنيه، وسعر السندوتش المميز ارتفع إلى 4 جنيهات بدلًا من 3.50 جنيهات عن نهاية الأسبوع الماضي.
بينما ارتفع سعر طبق الفلول بالزبد والمدعم بالسلطة والباذنجان والخبز إلى 17 جنيها بدلًا من 15 جنيها، وبلغ سعر البيض المقلي 5 جنيهات.
وفي القاهرة ارتفع سعر وجبة الفول العادية على عربات الفول في الشوارع لـ6 جنيهات و7 جنيهات لوجبة الفول بالبيض، في حين ارتفع ساندوتش الفول على العربة لجنيه ونصف وجنيهين.
وارتفعت أسعار السلع الغذائية بشكل لافت حتى أن كيلو العدس أصبح بـ25 جنيها، ليحرم قائد الانقلاب العسكري الفول والعدس على الغلابة كما حرم عليهم اللحمة والدواجن، ليعيش ملايين المصريين من الفقراء في مصر في حالة لا يرثى لها.
يسبب السعادة!
ولأن تناول الفول يسبب السعادة كما أكدت مجلة "الشهية" البريطانية، فيبدو أن الانقلاب لا يريد للمصريين أن يسعدوا ولو بملعقتين من الفول، حيث أكدت المجلة البريطانية أن تناول طبق من الفول في الصباح يجعلك سعيدا طوال النهار أنت وأفراد أسرتك، وأقل عرضة للتقلبات الانفعالية.
ويقول خبراء التغذية، حسب صحيفة الجمهورية، إن الفول هو أعظم مصدر للألياف التي تساعد على عدم وصول المواد الضارة للمخ، والتي تؤثر على إفراز مادة "السيراتونين" والتي تسبب السعادة!!
وإن طبقا متوسطا من الفول يحتوي على نصف كمية الحديد التي يحتاج إليها الجسم يوميا، ولزيادة امتصاص حديد الفول يتم تناوله مع الأغذية الغنية بفيتامين "C"، وذلك بإضافة عصير الليمون وشرائح الطماطم والبصل أو تناول كوب من عصير البرتقال.
ومع أن الفول المدمس غني بالبروتين النباتي إلا أن هذا البروتين ينقصه بعض الأحماض الأمينية المهمة للجسم، التي يمكن تعويضها بتناول قطعة من الجبن أو الزبادي أو البيض، وكلها سلع لم تعد متوفرة أيام الانقلاب إلا بأسعار باهظة وبشق الأنفس.