“ديمقراطية هشة وشبه دولة”.. فشل السيسي والسبسي بينهما “فركة كعب”

- ‎فيأخبار

كتب- سيد توكل:

 

"السيسي والسبسي" تشابه أسماء وأفعال ليس من قبيل المصادفة، فرغم أن الأول في مصر والثاني في تونس، إلا أن محاربة ثورات الربيع العربي قاسم مشترك بين الجنرالين وحلفائهما من الساسة والعسكر، الذين يرون أن الشعوب غير مسئولة لتولى مسئولية نفسها، ولذلك حاكوا المؤامرات بمساعدة الغرب من أجل الانقلاب على تلك الثورات التي كان يحلم بها الجميع لتحقيق أحلام العيشة الكريمة.

 

في تونس كان "الانقلاب ناعما" على عكس عسكر مصر الذين استخدموا البندقية وما زالوا، إلا أن النتائج سياسيا واقتصاديا واجتماعياً تتقارب تحت سقف الخراب، وهو ما أكده الرئيس التونسي الباجى قائد السبسى، من أن الوضع في بلاده لا يزال هشّا، وبعيد عن تحقيق الاستقرار والتنمية، ويروج مثل السيسي في مصر بأن تونس غير مستقرة ومستهدفة من قبل الجماعات الإرهابية.

 

وقال السبسى الذي قاد انقلابا ضد الإسلاميين في بلاده إن “تونس اختارت الديمقراطية، لكن ما زلنا نفتقد ثقافتها، وأن الديمقراطية لا تفرض بل هي ممارسة يومية، والشعب التونسي بكل نخبه وشرائحه بصدد التدرب على الديمقراطية”.

 

خبراء: تونس ديمقراطية مغشوشة

 

صدم البعض من تصريح الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي والذي قال فيه: "ديمقراطية تونس مغشوشة ومهدَّدة.. والثورة أُجهضت بشكلٍ ناعم" هذا التصريح يعني سياسيا أن انقلابا حدث في تونس، لكنه انقلاب ناعم، أو ما يطلق عليه "انقلاب دستوري" constitutional coup .

 

ويرى خبراء أن الانقلاب الدستوري أقل دموية من الانقلابات العسكرية، إلا أنه أخطر كثيرا، لأنه لا يظهر عادة في شكل انقلاب. 

 

وفي حالة انقلاب تونس، وبعد سنوات يأتي أول رئيس لتونس بعد الثورة ليعلن على الملأ أن تونس شهدت انقلابا لكنه ليس كانقلاب مصر، انقلاب ناعم حقق جميع أهداف الثورة المضادة.

 

وبرأي الكاتب أحمد نصار أن :"إخوان مصر لو كانوا يفكرون في أنفسهم، لعقدوا صفقة مربحة، فانحنوا للريح، وقبلوا بالمعروض، وحصلوا على أغلبية مريحة في البرلمان، وحصة معتبرة في الحكومة، وفُتح لهم المجال السياسي، مقابل اللعب ضمن الحدود الأمريكية والإسرائيلية الموضوعة، وعدم التمسك بالثورة بحق وحقيق، أي سيكونون مجرد ديكور ديمقراطي، لاستبداد مقنع، وغالبا لن يعتقل أو يؤذى منهم أحد".

 

ويضيف:"لقد اختزل الإخوان ستين عاما أخرى من الحكم العسكري في سنوات معدودة، وأحرقوا مراحل الحكم العسكري الجديد، الذي أراد أن يجدد السيسي دماءه في مصر، فوصل السخط عليه في 3 سنوات أكثر مما وصل سخط الناس على مبارك في 30 عاما".

 

وتابع:"لقد دفع الإخوان ثمن ذلك قتلا واعتقالا وتهجيرا، لكن في المقابل، فقد الجيش الستار الذي يحكم من وراءه طيلة عقود، وصار مسئولا أمام الجميع – بما فيهم من انتخبوه وفرحوا به وهللوا لانقلابه وبرروا جرائمه – عن كل كبيرة وصغيرة تحدث في البلد، بدلا من الحكم من وراء ديمقراطية ديكورية تخفي استبداد عسكريا". 

 

حصاد الربيع العربي ودبابة العسكر

 

وبرأي خبراء فإن الأمر في مصر مختلف فقط عن تونس في استعمال الانقلابيين للبندقية والرصاص، إلا انه مشابه من ناحية أخرى للضغوط التي مورست على تركيا، رغم أن الإخوان في مصر لم يتمكنوا مثل أردوغان. 

 

ويؤكد الواقع الاقتصادي والسياسي والاجتماعي في مصر قرب حدوث انفجار أو انهيار إذا استمر السيسي في الحكم، وخاصة مع انقطاع الرز الخليجي، لانهيار سعر النفط ، والثورة وحدها ستسفيد من أي انهيار للنظام وأي انفجار شعبي.

 

والانفجار ليس كلاما يدور في مخيلة الإخوان والإسلاميين والثوار الحالمين الواهمين كما يدعي البعض، بل هو حقيقة يراها جميع المراقبين والمتابعين والمحللين للشأن السياسي. 

 

حتى إعلام النظام ومنهم عماد الدين حسين ،مدير تحرير الشروق، الذي يذهب مع السيسي في جميع سفرياته كتب مقالا يحذر فيه النظام من الانفجار القادم بعنوان "قبل الانفجار"، اعترف فيه بالنص قائلا: "إحساس المواطنين بالأزمة الاقتصادية شديد جدا، ونقمتهم على الحكومة وصلت إلى مستويات غير مسبوقة منذ يوم ٣٠ يونيو ٢٠١٣، والمأساة الحقيقية أن هناك بعض السياسات الحكومية تبدو وكأنها لا تشعر مطلقا بأن هناك أزمة خطيرة تواجه البلاد".

 

جدير بالذكر أنه أتضح أن قرار مواجهة الانقلاب سلمياً الذي اعتنقه تحالف دعم الشرعية ورفض الانقلاب، رغم خطورته، ورغم عدم تملك دبابة تواجه دبابة الانقلابيين كما توفر لأردوغان، أن ذلك أفضل الحلول لمواجة الانقلاب، وأن جماعة الإخوان المسلمين الفصيل الثوري الأكبر على الساحة الآن تعلموا من انقلاب 54، وهو ما يرعب انقلاب 3 يوليو 2013.