رامي ربيع
رحى الإرهاب تدور على أعناق الأبرياء في سيناء، التي ما زالت تشهد العنف بكل أنواعه منذ أربع سنوات، جثث ملطخة بالدماء وأسلحة متناثرة هى المشاهد التي اعتادت عليها سيناء، وباتت تتجسد مع ذكر اسمها، فالمحيط الأخطر في مصر أصبح يدر على أبنائه حالة الخوف والعنف التي أصبحت ملازمة لهم، وأصبحت أحوالهم كغيرهم ممن يتذوقون ويلات الحرب في الدول المجاورة.
صحيفة فايننشيال تايمز البريطانية نشرت تقريرا تناول اللقطات الأخيرة التي نشرتها وزارة داخلية الانقلاب، والتي تظهر جثث رجال في شقة، وزعمت الداخلية حينها أن المشهد جاء نتيجة اشتباكات مسلحة بين قوات الأمن المصرية ومقاتلي تنظيم الدولة، بعد أيام من تفجير العريش الذي تسبب بمقتل ثمانية أفراد من الشرطة.
ادعاءات سلطة الانقلاب نفاها أهالي العريش الذين اتهموا الداخلية بتصفية أبنائهم المعتقلين في سجون السيسي منذ أشهر، فكما هو معروف فقد تعود الشعب المصري على سيناريوهات أتباع السيسي المفبركة من الكذب واللا مبالاة.
تواصل تصفية أبناء العريش الأبرياء دفع الأهالي للدخول في عصيان مدني، وهي خطوة تصعيدية قد تكون نقطة الانطلاق لثورة شعبية منتظرة.
ولاية سيناء تعبير تشهده مصر للمرة الأولى في حياتها منذ عهد عبدالفتاح السيسي، وباتت هذه المنطقة التي كانت في يوم من الأيام تلقب بأرض الفيروز تشكل تهديدا أمنيا خطيرا، أخذ يتوسع يوما بعد يوم في ظل منظومة عسكرية فاشلة لم تستطع إيقافه أو التصدي له، وليس أدل على ذلك من قنبلة الطائرة الروسية التي استطاع تنظيم الدولة زرعها بكل نجاح، وراح ضحيتها 224 راكبا كانوا على متنها، وهو الفشل الذريع الذي يدحض ادعاءات سيطرة جيش الانقلاب على الأوضاع الأمنية، فهذه الأرض كانت ومنذ سنوات طويلة مطمعا لأطراف إقليمية ودولية عدة، تعيش اليوم فصلا جديدا من حالة عدم الاستقرار نتيجة الإهمال والتهميش من الدولة.