ريهام رفعت
أصدرت جماعة "الإخوان المسلمون" مساء أمس الأحد بيانا خاطبت فيه القضاةِ الذين يُجامِلون الانقلابَ الدمويَّ الفاشلَ مذكرة إياهم بأنَّ رِهانَهم خاسرٌ، وأن الانقلاب يُسرِعُ الخُطا نحو الانهيارِ الكاملِ أخلاقيًّا واقتصاديًّا وسياسيًّا، محليًّا ودوليًّا، وأن الجنرالات الدمويين سوف يتركون هؤلاء القضاة في مواجهةِ الشعبِ الذي يستخدمونهم الآنَ لردْعِه وظلمِه بأحكامٍ جائرةٍ، وفي مواجهةِ الشرعيةِ التي يدفعون بهم لمحاربتِها بدلًا من دورهم الطبيعيِّ الذي أقسموا عليه في حِراستِها، مطالبة إياهم بأن يدرِكُوا أنفسَهم، ويغادِروا سفينةَ الانقلابِ الدمويِّ الفاشلِ إلى سفينةِ الثورةِ والشرعيةِ والوطنيةِ، قبل أن يُضَحِّيَ بهم الانقلابيون الذين لا يُحسِنون سوى الغَدْرِ والخيانة.
الحمدُ للهِ العَدْلِ في قَضَائِهِ، الحكيمِ في فِعَالِهِ، القائِمِ بيْنَ خلْقِهِ بالقِسْطِ، وصلَّى اللهُ وسلَّمَ وبارَكَ عَلَى سَيِّدِنَا ونَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، شَاهِدِ الصِّدْقِ لِدِينِ الحَق، ودَلِيْلِ العِبادِ إلى سَبيلِ الرشادِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ الطَّيِّبينَ العُدُولِ الثِّقَاتِ.
إنَّنا في ظِلِّ المحاولاتِ الآثِمةِ لِجَرِّ القَضاءِ إلى مُسْتَنْقَعِ التبعيَّة للانقلابِ الغاشمِ، ليكونَ عصَا السلطةِ الانقلابيةِ في قمْعِ الشعبِ المصريِّ؛ بل في قمعِ زملائِهم وأساتذتِهم من القُضاةِ الكرامِ الذين أصرُّوا على قولِ الحقِّ مهما كان مُرًّا في وجْهِ الجَوَرَةِ، نُذَكِّرُ السَّادةَ القُضاةَ ورجالَ النِّيابَةِ المحترمين -على اختلافِ درجاتِهم الوظيفيةِ- بتوجيهِه وتحذيرِه سُبْحانَه لنَبِيِّه محمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ﴿وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ﴾ ﴿وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا﴾.
كما نُذَكِّرُهم بحديثِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يُؤْتَى بِالْقَاضِي الْعَدْلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَلْقَى مِنْ شِدَّةِ الْحِسَابِ مَا يَتَمَنَّى أَنَّهُ لَمْ يَقْضِ بَيْنَ اثْنَيْنِ فِي تَمْرَةٍ قَط»، فإذا كان هذا حالَ القاضي العادلِ يومَ القيامةِ فكيفَ بغيره؟ نسأل الله السلامة.