كتب سيد توكل:
مضت أربعة أعوام على انقلاب عبد الفتاح السيسي على أول رئيس مدني منتخب الدكتور محمد مرسي، ولم تتوقف الاقتحامات المتتالية لقطعان الشرطة على القرى المصرية الرافضة للانقلاب، تلك القرى التي مع الشرعية أهلها تشعل بالمظاهرات المعارضة للعسكر منذ 3 يوليو 2013، حتى صنفها إعلام الانقلاب بأنها "بؤر" لـ"الإرهاب".. قرية البصارطة كانت آخر تلك القرى الثمانية التي أثبتت أن الثورة مستمرة.
ناهيا لن تركع
في أكتوبر 2015 شـهدت قرية ناهيا حصارًا ضاريا من قبل قوات الانقلاب استمر عدة أسابيع لمنع التظاهرات المناهضة للعسكر، واستمر الحصار على القرية الواقعة بمحافظة الجيزة، لعدة أسابيع على التوالي؛ إذ ظهرت للأهالي مدرعات ومركبات شرطة الانقلاب على جميع مداخل ومخارج القرية، وكذلك تم نصب كمائن لتفتيش المارة.
كما انتشرت وقتها دوريات شرطة الانقلاب داخل القرية، بالإضافة إلى حملات المداهمات لمنازل معارضي حكم العسكر بالقرية، والتي أسفرت عن عدد من الاعتقالات العشوائية.
حصار دلجا
اقتحمت ميلشيات الأمن قرية «دلجا» بالمنيا واستمر حصارها 22 شهرا لوقف المظاهرات الرافضة للعسكر، و"دلجا" هي كبرى قرى مركز دير مواس، الواقعة جنوب محافظة المنيا، باتت من أشهر القرى المصرية في مواجهة الانقلاب منذ 30 يونيو 2013.
وقد أصبحت "دلجا" في قبضة ميلشيات الشرطة وسطوة الجيش لأول مرة، وربما تكون قد أصبحت قلعة منيعة بعد أن سيطر الانقلاب على مداخل القرية، وأصبح القمع هى الشعار السائد بالقرية التي تحولت إلى بؤر إجرامية لتجار الأسلحة وقطاع الطرق على مرأى ومسمع من قوات الأمن والجيش هناك.
ويعيش الأهالي منذ فض اعتصام القرية في يوم 16 سبتمبر 2013 حالة من الرعب والخوف كل ليلة لدرجة أن عددًا كبيرًا من الأهالي لا يخرجون من منازلهم بعد العشاء، ويبقون بمنازلهم حتى الفجر بدون نوم ولا هدوء بال، من كثرة المداهمات والحملات الأمنية التى تقوم كل ليلة بشكل عشوائي، وإذا خرج أحد منهم خاصة طبقة الشباب سيكون مصيره بين الاعتقال والاشتباه أو يجد تهمة ملفقة تنتظره.
كرداسة: يسقط حكم العسكر
استمر حصار قرية كرداسة عدة أشهر بعد مقتل اللواء نبيل فراج مساعد مدير أمن الجيزة أثناء اقتحامها، وتقول الشواهد أن اللواء "فراج" قتله أحد عناصر الأمن المرافقين له بأمر من الأمن الوطني، ليكن ذريعة وحجة للبطش والقوة المميتة ضد أهالي كرداسة.
كان سيناريو اقتحام قرية «البصارطة» قد سبق وحدث في «كرداسة» بمحافظة الجيزة في سبتمبر 2013، وكان الاختلاف الوحيد هو التغطية الإعلامية التي حظي بها اقتحام كرادسة حيث تم بثه على الهواء مباشرة.
وجاء الاقتحام بعد بث مقطع فيديو لاقتحام قسم كرادسة، وقتل القوة الموجودة فيه المكونة من 11 فردًا، والتمثيل بجثثهم في أغسطس 2013 عقب مجزرة فض اعتصام «رابعة»، وهو المقطع الذي تناوله إعلام الانقلاب مع أخبار ملفقة عن سيطرة جماعة الإخوان على المنطقة بالكامل!
وتم طبخ القضية وتوجيه لـ 23 من المتهمين في القضية تهم ارتكاب جرائم التجمهر، والقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد والشروع فيه، وحيازة أسلحة نارية وبيضاء وثقيلة، وقتل 11 ضابطًا من قسم شرطة كرداسة، والتمثيل بجثثهم، وقتل 2 مدنيين تصادف وجودهم داخل القسم أثناء الواقعة، حيث تم الحكم بإحالة أوراق 13 متهمًا إلى مفتي الانقلاب تمهيدًا لإعدامهم، والسجن المؤبد لـ 10 آخرين، في يوليو 2016 .
الحصار الأول للبصارطة
في 30 /9/ 2013 قامت قوات الأمن بمحاصرة قرية البصارطة بدمياط عدة أيام وتكررت تلك الاقتحامات على مدار 4 سنوات، وقبل حوالي عامين، تحديدًا في مايو 2015، اقتحمت ميلشيات الأمن قرية البصارطة بعد قيام الأهالي بقطع الطريق الساحلي الدولي بعد القبض على خمس فتيات من القرية.
بدأ تسلسل الأحداث في السادس من شهر مايو 2015 مع مظاهرة ضد الانقلاب بدمياط، استطاعت الوصول إلى ميدان «سرور» أحد أشهر ميادين المحافظة ودخوله نظرًا لكبر حجم المظاهرة نسبيًا، وهو ما فاجأ قوات الانقلاب ودفعها لمحاولة فضها، ونتج عن ذلك اشتباك بين قوات الانقلاب والمتظاهرين، أسفر عنه إصابة 20 متظاهرًا ومجندين.
كما قامت قوات الانقلاب باعتقال 16 متظاهرًا بينهم 13 فتاة تم الإفراج عن 3 منهن، ووجهت النيابة لباقي المعتقلين تهمة «التظاهر دون تصريح» وأمرت بحبسهم 15 يومًا على ذمة التحقيق، وكان ضمن الفتيات اللاتي تم حبسهن 5 من قرية البصارطة.
اعتقال الفتيات في بيئة محافظة مثل البيئة السائدة في محافظة دمياط ليس بأمر سهل على أهالي القرى، وهو ما دفعهم إلى الخروج ضد قوات الانقلاب وقطع الطريق الدولي الساحلي، وردت قوات الانقلاب على ذلك باقتحام القرية في 9 مايو 2015، وتم إلغاء الامتحانات بمدارس البصارطة، ومنع الموظفين من الخروج من بيوتهم.
واقتحمت قوات من الجيش والشرطة القرية وشنت حملة مداهمات لمنازل معارضي الانقلاب، وقامت بتكسير محتوياتها وإحراق عدد من المحلات وورش صناعة الاثاث، بالإضافة إلى مقتل 5 شباب بينهم عمر أبو جلالة.
وفي يونيو 2016 تم الإفراج عن الفتيات المعتقلات اللاتي وجهت لهن تهم الشروع في القتل، وحيازة أسلحة بالإضافة إلى التظاهر دون ترخيص.
حصار أويش الحجر
في 2013-09-30 تعرضت قرية أويش الحجر بالدقهلية لحصار أمني في أعقاب مظاهرات رافضة للانقلاب بعد فض رابعة، وتتعرض " أويش الحجر" لعمليات حصار ومداهمة بشكل يكاد يكون دوريًا.
وفي يوم 22 أغسطس 2014م، حاصرت قوات الانقلاب القرية بواسطة 3 تشكيلات أمن مركزي، وقامت باعتقال 5 أشخاص، وذلك في أعقاب مظاهرات رافضة للانقلاب.
في يوم الجمعة 2 يناير 2015م، قامت قوات الانقلاب بمحاصرة قرية أويش الحجر مرة ثانية بعدد 50 “بوكس” شرطة و3 مدرعات شرطة ومدرعتي جيش و10 موتوسيكلات و5 عربات أمن مركزي بالإضافة لمروحيات.
جاء ذلك في أعقاب مظاهرات عمت أويش الحجر، قامت قوات الانقلاب باعتقال 8 سيدات و5 أطفال ليستمر الحصار لليوم الثاني وسط حالة من حظر التجوال مع اعتقال 4 شباب آخرين.
جدير بالذكر أن القرية تتميز بأن عددًا كبيرًا من سكانها هم من حفظة القرآن، كما قتلت قوات الانقلاب 3 أشخاص من القرية في مناسبات مختلفة أشهرهم الإعلامي أحمد عبد الجواد العامل بقناة مصر 25 ، والذي قتل خلال فض اعتصام ميدان رابعة العدوية.
دفنو
في 2014-08-22 اقتحمت قوات الانقلاب قرية "دفنو" بالفيوم بعد فترة حصار طويلة وقامت بمطاردة واعتقال العشرات بها، بعد محاصرة بعدد 100 سيارة ومدرعة، حيث شهدت شوارع القرية عملية مطاردة واسعة من قبل الشرطة للأهالي وسط عمليات اعتقال عشوائي.
قرية الميمون
تعرضت قرية الميمون ببني سويف لعدة اقتحامات أمنيه واضطرت لفرض حظر التجوال بالقرية عدة أيام.
وفي يوم 20 فبراير 2015م تعرضت "الميمون" لعملية حصار من قبل قوات الأمن التي فرضت حالة من حظر التجوال وتقوم بعمليات اعتقال ومداهمة مستمرة، في محاولة لمنع خروج التظاهرات المستمرة رغم الحصار.
هذا الحصار جاء بعد أن قامت قوات الانقلاب باقتحام القرية لفض مظاهرات مناهضة للعسكر، لكن هذه القوات لم تخرج من القرية منذ ذلك الحين، استخدم الحصار حوالي 50 مدرعة، بالإضافة إلى مروحيات الجيش في جو القرية، والزوارق الحربية السريعة من جهة النيل.
ومن حصيلة الهجوم استشهاد أحد الطلبة وإصابة 20 آخرين بالخرطوش، واعتقال حوالي 30 شخصًا، كما قامت قوات الانقلاب بمداهمة حوالي 100 منزل منها 15 منزلًا تم تحطيم محتوياتها بالكامل، بالإضافة لسرقة ما بها من أجهزة إلكترونية وذهب.
"العدوة" قرية الرئيس مرسي
في 2015-02-20 اقتحمت قوات الانقلاب عدة مرات قرية "العدوة" بالشرقية مسقط الرئيس محمد مرسي واعتقلت العشرات، ومن المعتقلين مؤخراً نجل الرئيس والمحامي الخاص له أسامة مرسي.
ومنذ لانقلاب على الرئيس محمد مرسي يوم 3 يوليو 2013م، برزت إلى الواجهة العديد من القرى في مناطق عديدة من شمال مصر إلى جنوبها بسبب رفضها لغدر الجيش والنظام الفاسد الذي أفرزه، ورغم عمليات الحصار وما يزامنها من عمليات اعتقال وتفتيش ومداهمات عنيفة وأحيانًا اشتباكات وإطلاق للغاز والرصاص، إلا أن غالبية هذه القرى ومنها "العدوة" ما زالت مصرة على موقفها الرافض للانقلاب.
طامية
في يوم 25 ديسمبر 2014م، قامت قوات الانقلاب بمحاصرة واقتحام قرية دار السلام ، مركز طامية، محافظة الفيوم بعدد 40 سيارة شرطة و20 مدرعة و3 عربيات ترحيلات والمئات من الجنود.
قوات الانقلاب قامت بالاعتداء على العشرات من الأهالي ومطاردتهم واعتقالهم، كما أغلقت مسجد القرية ومنعت صلاة الفجر به.
شرابيل
قامت قوات الانقلاب بمحاصرة قرية شبرابيل، مركز السنطة، محافظة الغربية، يوم الخميس 12 فبراير 2015م، حيث أطلقت الرصاص الحي في الهواء واعتقلت 4 أشخاص.
الحصار والمداهمة جاءا نتيجة اشتباكات اندلعت بين أهالي القرية، وقوات الانقلاب؛ لإصرار الأمن على إنشاء برج كهربائي على أرض زراعية، وذلك بعدما أسقطت الرياح الشديدة البرج الكهربائي الرئيسي بالقرية؛ مما أدى لانقطاع الكهرباء. قوات الانقلاب قامت باعتقال صاحب الأرض وسط سخط عام من سكان القرية.
الخياطة
هي إحدى القرى التابعة لمركز ومحافظة دمياط، تعرضت للحصار الانقلاب عدة مرات أبرزها في أبريل الماضي، حين تم حصار القرية من ناحيتي دمياط وعزبة البرج، وتم منع أي شخص من الدخول للقرية أو الخروج منها.
مؤخرًا، اقتحمت قوات الانقلاب قرية الخياطة مرة أخرى وشنت حملة مداهمات كبيرة، شملت تخريب متعمد لعدد من المنازل وفقًا لشهادات شهود العيان، إضافة إلى إضرام النيران في منزل أحد المواطنين المعتقلين، وهو عضو سابق في البرلمان الشرعي.