كتب- أحمدي البنهاوي:
في ذكرى تأسيسيها، الـ89، سطرت جماعة "الإخوان المسلمون" بيانا، أكدت فيه مسيرة الجماعة وحيّت فيه ضمود الأبطال في السجون والمعتقلات بوجه ما "تتعرض له الجماعة اليوم من حملة ضارية، تتحالف فيها قوى البغي من كل حدب وصوب، في محاولة يائسة لإسكات صوت دعوة الحق والقوة والحرية"، بحسب تعبير بيان "الجماعة" الذي صدر مساء اليوم الاربعاء.
وضمت إلى جوار المعتقلين الصامدين، ذوي الشهداء واليتامي والثكالى فقالت: "..ودعاءً للعلي القدير بأن يتقبل دماء الشهداء وأنّات الثكالى واليتامى وجهود المخلصين قربةً ليوم الخلاص القريب، مع يقيننا بوعد الله بأن كل ذلك لن يضيع سدى.. (إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ) (غافر: 51)".
وأكدت الجماعة عزمها على المضي قدما في سبيل غايتها قائلة: "..ولكن هيهات لهم أن ينجحوا، فهذه الحرب المعلنة التي يقودها الانقلابيون الخونة ستبوء – مثل سابقاتها – بالفشل بحول الله؛ لأن سنة الله في هزيمة الباطل ماضية إلى يوم القيامة".
وشددت الجماعة على عنصري الصمود والثبات في صناعة ملحم الدفاع عن الأمة وحقوق الشعب المصري حيث قالت: إن "ملحمة الصمود والثبات التي سطرتها الجماعة عبر صفحات تاريخها تثبت للعالم أجمع أنهم ماضون – بعون من الله وتثبيت – على طريق الصدع بكلمة الحق دفاعًا عن حقوق الأمة، واستردادًا لحقوق الشعب المصري وتمسكًا بالشرعية وقصاصًا لدماء الشهداء والجرحى ودفاعًا عن حقوق الأبطال الصامدين خلف القضبان، ملتمسين التوفيق والسداد من الله سبحانه وتعالى".
وشددت الجماعة على مبادئها ويقينها بعودة الحق لأصحابه، وتابعت "إننا أصحاب عقيدة ومبدأ، نحمل الخير للناس كل الناس، موقنين أن الباطل سيندحر يومًا ما، وستشرق شمس الإسلام لتعمَّ بنورها وتفيض بخيرها على الأمة والبشرية جمعاء.. (أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُّنتَصِرٌ. سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ) (القمر:44،45)".
مجملات الحق
وكانت صدارة بيان الإخوان المسلمين في ذكرى تأسيس الجماعة، ركز على مجملات الحق وسطوع شمس الجماعة، بمواجهة أهل الباطل، فقالت "اليوم.. مطلع عام جديد تسطع شمسُه على جماعة الإخوان المسلمين، لتدخل فيه عامًا جديدًا من عمرها المديد بإذن لله، مستضيئةً بنور القرآن، مستظلةً بهدي خير الأنام، صلى الله عليه وسلم، تصدع بكلمة الحق في ربوع الأرض، لا يثنيها عن غايتها ورسالتها – بحمد الله تعالى – عوائق ولا صعوبات، يضعها في طريقها من لم تنشرح قلوبهم بنور الإسلام، وتملَّكتهم روح العداء ونهج الإقصاء؛ الذي ارتكبوا من خلاله التجاوزات المنتهكة لكل ما تعارفت عليه الفطرة الإنسانية السليمة".
ظروف النشأة
وتابع البيان "لقد ظهرت دعوة الإخوان المسلمين إلى الوجود (1337هـ – 1928م) في ظروف بالغة الصعوبة، وفي أجواء عاصفة كان يمر بها العالم الإسلامي، بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، وإلغاء الخلافة الإسلامية، وما صاحبها من عدوان بشع على الأمة الإسلامية ووحدة أراضيها، وبروز المشروع الصهيوني على أرض فلسطين، وترويج الأفكار الغريبة عن دين الأمة وثقافتها في محاولة لهدم ثوابتها".
وأوضح أنه "من رحم هذه الآلام، ومن ثنايا المؤامرة على الأمة وعقيدتها، جاءت دعوة الإصلاح الشامل، لتعيد للأمة عافيتها، وتبث – بدأب ومثابرة – روح الإسلام في قلب الأمة من جديد، وبدأت في بناء الأجيال جيلاً بعد جيل على هدي من القرآن الكريم والسنة الشريفة، منطلقةً نحو غايتها الكبرى لتحرير الشعوب والعودة بهم إلى أحضان الإسلام الحنيف".
بين الأمس واليوم
ولم تنس الجماعة في بيانها في ذكرى التأسيس الاستشهاد بالامام المؤسس الشيخ الشهيد حسن البنا وذلك من إحدى رسائله، فقالت: "وفي رسالته "بين الأمس واليوم"، حدد الإمام الشهيد حسن البنا، يرحمه الله، طبيعة الدعوة، ومَن هم الإخوان، قائلاً: "أيها الإخوان.. أنتم لستم جمعية خيرية.. ولا حزبًا سياسيًّا.. ولا هيئة موضعية الأغراض محدودة المقاصد.. ولكنكم روح جديد يسري في قلب هذه الأمة فيحييها بالقرآن.. ونور جديد يشرق فيبدد ظلام المادة بمعرفة الله.. وصوت داوٍ، يعلو مرددًا دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم".
وفي ضوء رسالة الإمام أكد البيان على مجموعة من النجاحات التي حققتها الجماعة في تاريخها الطويل، وقال البيان: "يشهد منذ نشأتها، أنها قد انطلقت في كل ميادين العمل الإسلامي والوطني؛ السياسية والاقتصادية والاجتماعية والخيرية والنقابية؛ سعيًا لإصلاح المجتمع ورقيّه، ونصرةً لقضايا أمتها والتضحية في سبيلها بكل ما تملكه ويملكه أبناؤها في تطبيق عملي لإيمانهم العميق بمبادئ دينهم وقيمه، وقدموا نماذج فذة للشخصية الإسلامية الإيجابية المتكاملة، وضربوا أروع الأمثلة في التضحية والفداء ابتغاء مرضاة الله سبحانه وتعالى.
لافتا إلى أن الدنيا تشهد ما قدمته الجماعة في ساحات العطاء المختلفة طوال تاريخها؛ حيث كان أبناؤها من أوائل من جاهدوا وقدموا الشهداء في ساحات البذل والتضحية، ولسان حال الجميع يقول (وعجلت إليك ربّ لترضى).
مقاومة الطغيان
وعن تاريخ الجماعة مع الظلم والظالمين شدد البيان على أن الجامعة قاومت "الظلم والطغيان؛ أيًّا كان مصدره، فتكالبت عليهم قوى الشر جميعًا – وما زالت- لإفشال دعوتهم الإصلاحية ومحاولة استئصالها، وقدم مؤسس الجماعة روحه الطاهرة فداءً لدينه، وسعت النظم المتعاقبة لحجب عمل الجماعة ومنع عطائها لأمتها، بالحل والمصادرة والسجن والاعتقال، منذ أربعينيات القرن الماضي، ونُصبت لها المحاكم العسكرية والاستثنائية، وصودرت أموال أبنائها وممتلكاتهم".
لكن البيان أوضح أن كل تلك المحاولات والانتهاكات "..لم تتمكن – بفضل الله – من نزعها من قلوب أبنائها؛ فمضوا في طريقهم مقدمين آلاف الشهداء عبر تسعة عقود من عمرها المديد، وعشرات الآلاف من المعتقلين الصامدين الثابتين على مبادئهم، فما غيّروا وما بدّلوا، ولم تتوقف الدعوة أو تنزوي، بل ازدادت بفضل الله تعالى انتشارًا، تنشر الخير في ربوع الأرض".
نص البيان
بيان للإخوان المسلمين في ذكرى تأسيس الجماعة
بسم الله الرحمن الرحيم
اليوم.. مطلع عام جديد تسطع شمسُه على جماعة الإخوان المسلمين، لتدخل فيه عامًا جديدًا من عمرها المديد بإذن لله، مستضيئةً بنور القرآن، مستظلةً بهدي خير الأنام، صلى الله عليه وسلم، تصدع بكلمة الحق في ربوع الأرض، لا يثنيها عن غايتها ورسالتها – بحمد الله تعالى – عوائق ولا صعوبات، يضعها في طريقها من لم تنشرح قلوبهم بنور الإسلام، وتملَّكتهم روح العداء ونهج الإقصاء؛ الذي ارتكبوا من خلاله التجاوزات المنتهكة لكل ما تعارفت عليه الفطرة الإنسانية السليمة.
لقد ظهرت دعوة الإخوان المسلمين إلى الوجود (1337هـ – 1928م) في ظروف بالغة الصعوبة، وفي أجواء عاصفة كان يمر بها العالم الإسلامي، بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، وإلغاء الخلافة الإسلامية، وما صاحبها من عدوان بشع على الأمة الإسلامية ووحدة أراضيها، وبروز المشروع الصهيوني على أرض فلسطين، وترويج الأفكار الغريبة عن دين الأمة وثقافتها في محاولة لهدم ثوابتها.
ومن رحم هذه الآلام، ومن ثنايا المؤامرة على الأمة وعقيدتها، جاءت دعوة الإصلاح الشامل، لتعيد للأمة عافيتها، وتبث – بدأب ومثابرة – روح الإسلام في قلب الأمة من جديد، وبدأت في بناء الأجيال جيلاً بعد جيل على هدي من القرآن الكريم والسنة الشريفة، منطلقةً نحو غايتها الكبرى لتحرير الشعوب والعودة بهم إلى أحضان الإسلام الحنيف.
وفي رسالته "بين الأمس واليوم"، حدد الإمام الشهيد حسن البنا، يرحمه الله، طبيعة الدعوة، ومَن هم الإخوان، قائلاً: "أيها الإخوان.. أنتم لستم جمعية خيرية.. ولا حزبًا سياسيًّا.. ولا هيئة موضعية الأغراض محدودة المقاصد.. ولكنكم روح جديد يسري في قلب هذه الأمة فيحييها بالقرآن.. ونور جديد يشرق فيبدد ظلام المادة بمعرفة الله.. وصوت داوٍ، يعلو مرددًا دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم".
ويشهد تاريخ الجماعة، منذ نشأتها، أنها قد انطلقت في كل ميادين العمل الإسلامي والوطني؛ السياسية والاقتصادية والاجتماعية والخيرية والنقابية؛ سعيًا لإصلاح المجتمع ورقيّه، ونصرةً لقضايا أمتها والتضحية في سبيلها بكل ما تملكه ويملكه أبناؤها في تطبيق عملي لإيمانهم العميق بمبادئ دينهم وقيمه، وقدموا نماذج فذة للشخصية الإسلامية الإيجابية المتكاملة، وضربوا أروع الأمثلة في التضحية والفداء ابتغاء مرضاة الله سبحانه وتعالى.
وتشهد الدنيا ما قدمته الجماعة في ساحات العطاء المختلفة طوال تاريخها؛ حيث كان أبناؤها من أوائل من جاهدوا وقدموا الشهداء في ساحات البذل والتضحية، ولسان حال الجميع يقول (وعجلت إليك ربّ لترضى).
قاوم الإخوان المسلمون الظلم والطغيان؛ أيًّا كان مصدره، فتكالبت عليهم قوى الشر جميعًا – وما زالت- لإفشال دعوتهم الإصلاحية ومحاولة استئصالها، وقدم مؤسس الجماعة روحه الطاهرة فداءً لدينه، وسعت النظم المتعاقبة لحجب عمل الجماعة ومنع عطائها لأمتها، بالحل والمصادرة والسجن والاعتقال، منذ أربعينيات القرن الماضي، ونُصبت لها المحاكم العسكرية والاستثنائية، وصودرت أموال أبنائها وممتلكاتهم، ولكنها لم تتمكن – بفضل الله – من نزعها من قلوب أبنائها؛ فمضوا في طريقهم مقدمين آلاف الشهداء عبر تسعة عقود من عمرها المديد، وعشرات الآلاف من المعتقلين الصامدين الثابتين على مبادئهم، فما غيّروا وما بدّلوا، ولم تتوقف الدعوة أو تنزوي، بل ازدادت بفضل الله تعالى انتشارًا، تنشر الخير في ربوع الأرض.
واليوم، تتعرض الجماعة لحملة ضارية، تتحالف فيها قوى البغي من كل حدب وصوب، في محاولة يائسة لإسكات صوت دعوة الحق والقوة والحرية، ولكن هيهات لهم أن ينجحوا، فهذه الحرب المعلنة التي يقودها الانقلابيون الخونة ستبوء – مثل سابقاتها – بالفشل بحول الله؛ لأن سنة الله في هزيمة الباطل ماضية إلى يوم القيامة.
إن ملحمة الصمود والثبات التي سطرتها الجماعة عبر صفحات تاريخها تثبت للعالم أجمع أنهم ماضون – بعون من الله وتثبيت – على طريق الصدع بكلمة الحق دفاعًا عن حقوق الأمة، واستردادًا لحقوق الشعب المصري وتمسكًا بالشرعية وقصاصًا لدماء الشهداء والجرحى ودفاعًا عن حقوق الأبطال الصامدين خلف القضبان، ملتمسين التوفيق والسداد من الله سبحانه وتعالى.
إننا أصحاب عقيدة ومبدأ، نحمل الخير للناس كل الناس، موقنين أن الباطل سيندحر يومًا ما، وستشرق شمس الإسلام لتعمَّ بنورها وتفيض بخيرها على الأمة والبشرية جمعاء.. (أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُّنتَصِرٌ. سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ) (القمر:44،45).
تحيةً إلى صمود الأبطال في السجون والمعتقلات، ودعاءً للعلي القدير بأن يتقبل دماء الشهداء وأنّات الثكالى واليتامى وجهود المخلصين قربةً ليوم الخلاص القريب، مع يقيننا بوعد الله بأن كل ذلك لن يضيع سدى.. (إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ) (غافر: 51).
والله أكبر ولله الحمد
"الإخوان المسلمون"
الأربعاء 24 جمادى الآخرة 1438 هـ= الموافق 22 مارس 2017م