قنديل: السيسي وشيخ أزهر جديد حسب كتالوج ترامب ونتنياهو

- ‎فيأخبار

كتب رانيا قناوي:

علق الكاتب الصحفي وائل قنديل على قضية الطلاق الشفوي، التي أثارت الرأي العام خلال الأسبوع الماضي بعد نداء قائد الانقلاب بعدم الاعتراف به، وقال قنديل إن القصة ليست فقط معركة حول الطلاق الشفوي، بل إنهم يريدون أزهر منسجماً مع السيسي في بيت الطاعة الإسرائيلي.

وتساءل قنديل خلال مقاله بصحيفة "العربي الجديد" اليوم الخميس، "هل نغالي حين نقول إن مشروع السيسي هو بالوقائع التي تتكشف مع الأيام، أحد تفريعات المشروع الإسرائيلي للمنطقة؟"، قائلا: "إذا كان ذلك كذلك فإن التناقض مع مشروع السيسي يتأسس على ثلاثة محاور: الأول هو العلاقة مع الكيان الصهيوني، والثاني هو الموقف من دماء آلاف المصريين التي أراقها الجنرال، المدعوم صهيونياً، لكي يصل إلى الحكم".

وأوضح أن المحور الثالث هو الموقف من ثورة 25 يناير المصرية، بمعنى هل يمكن أن ندعي التمسك بالثورة والنضال من أجل استعادتها من غاصبيها، وفي الوقت ذاته نتنازل عن مكتسبات مخرجات هذه الثورة، وفي القلب منها تجربة ديمقراطية مهدرة؟!".

وأكد أن المعارضة المصرية تقتل نفسها، حين تتماهى إلى أبعد درجة مع مفردات التصور الصهيوني، ومحدداته في ما يتعلق بالصراع فى الشرق الأوسط، مثل صاحبنا الذي علمته تجربة السجن أن واشنطن قد تغض الطرف أحيانا وكثيرا عن مسائل الديمقراطية والحريات، فهى تستخدمها وقت اللزوم لتطويع من تريد أو ابتزازهم والحصول منهم على أهدافها المحددة مسبقا، لكنها لا تتسامح إطلاقا مع أي خروج عن الأدوار المرسومة للجميع على مسرح إدارة الصراع العربي الإسرائيلى.

ونوه إلى أنه ومع صعود ترامب، وانتعاش نتنياهو، وانسحاق السيسي، وزيادة زاوية الانحناء الرسمي العربي، لم يعد الإيمان بحل الدولتين يغري تل أبيب وواشنطن بمنح شهادات القبول للحالمين بالحكم، فقد أعلنها نتنياهو صريحة، مراراً: لا للدولتين، هناك دولة يهودية واحدة فقط، اسمها إسرائيل.

ونبه قنديل على انه ليس غريباً أن تتصاعد وتيرة التحرش بشيخ الأزهر في مصر، بالتزامن مع وقاحة بنيامين نتنياهو، وهو يعلن"إسرائيل اليهودية" على أرض فلسطين، بما يبدو معه وكأنهم بدأوا مبكراً في تطويع الأزهر، كي ينسجم مع ما هو قادم من تفريط كارثي في الحد الأدنى مما تبقى من ثوابت مستقرة، قائلا: "صحيح أن الجزء الظاهر من صراع السيسي والأزهر يدور حول عناوين مثل"الطلاق الشفوي" غير أن جوهر القصة كلها أنهم يريدون أزهراً متناغماً مع التصور الجديد للقضية الفلسطينية، فإما أن يطور الإمام الأكبر نفسه ويستجيب لما يريده السيسي، أو يتم نسف كرسي المشيخة من تحته، والإتيان بشيخ جديد لأزهر جديد، حسب كتالوج ترامب ونتنياهو" .