كتب يونس حمزاوي:
يوما بعد يوم، تتكشف أدلة جديدة حول حادث الهجوم الإرهابي على متحف اللوفر في العاصمة الفرنسية باريس يوم الجمعة الماضي 3 فبراير 2017م تشير إلى احتمال تورط أجهزة تابعة لقائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي ومخابرات عيال الشيخ زياد بالإمارات في الحادث الإرهابي لتشويه صورة الإسلاميين وتكريس صورة الإرهاب بهم.
وأفادت مصادر مقربة من التحقيق، الأربعاء، بأنه تم «التأكد رسميا» من أن الإرهابي الذي هاجم الجمعة الماضي عسكريين فرنسيين قرب متحف اللوفر في باريس هو المصري عبدالله الحماحمي البالغ الـ29 من العمر.
وأضافت المصادر نفسها أنه «بعد التحقق لم يعد هناك من مجال لأي شك حول هويته» وأنه عبدالله الحماحمي.
وقال الحماحمي أمام المحققين إنه لم يرد مهاجمة العسكريين بل كان يريد إتلاف بعض المقتنيات المعروضة في اللوفر بواسطة علب دهان وجدت في حقيبة الظهر التي كانت معه.
إلا أن هذه الرواية تتعارض مع ما حصل صباح الجمعة عندما تقدم شاهرا سكينا بطول 40سم باتجاه العسكريين الأربعة وهو يصيح «الله اكبر»، وأصيب جندي بجروح طفيفة قبل أن يقوم جندي آخر بإطلاق النار عليه.
ابن لواء سابق
أول المعلومات المثيرة عن الإرهابي أنه ابن لواء سابق بالجيش، بل إن والد الإرهابي ذكر تفاصيل مثيرة عن الأسرة وعلاقتها بالجيش والأجهزة السيادية في نظام 3 يوليو الانقلابي.
وقال رضا الحمامي، اللواء السابق في الجيش المصري، ووالد الإرهابي المتهم بالحادث إن نجله عبدالله الحمامي، بريء من التهمة التي وُجهت له بالقيام بعملية إرهابية في محيط المتحف، واتهم الشرطة الفرنسية بأنها تسرعت في التعامل معه بإطلاق النار عليه، حسب ما قال في مقابلة مع CNN بالعربية.
اللواء رضا الحمامي في الحوار الذي أجرته سي إن إن عربي والتي تدار من دبي الإماراتية وقبل الاعتراف الصريح من نجله اليوم الأربعاء بالتورط في الحادث، نفى صحة أن يكون لنجله أي نشاط سياسي سواءً في الماضي أو حالياً.
وكشف عن معلومات مثيرة حول الأسرة، مشيراً إلى أن أشقاء يعملون في الجيش المصري وإحدى الجهات السيادية ما يعني أن سلطات الانقلاب المصرية أجرت تحريات شاملة حول الأسرة بأكملها.
دفاع أذرع الإعلام عن الإرهابي
الدليل الثاني هو انحياز وسائل الإعلام الموالية للانقلاب وكذلك وسائل الإعلام الإماراتية للإرهابي والدفاع عنه بصورة مثيرة للدهشة.
فليس من عادة صحف الانقلاب وأذرعه الإعلامية الدفاع عن متهم في حادث إرهابي لا سيما إذا كان في عاصمة غربية بحجم باريس الفرنسية. وكم كان مثيرا للدهشة أن وسائل الإعلام الموالية لسلطات الانقلاب في مصر وكذلك وسائل الإعلام الإماراتية انحازت في تناولها الإعلامي لحادث الهجوم الإرهابي على متحف اللوفر في فرنسا للمتهم عبدالله الحماحمي ودافعت عنه باستماتة ووصف بعضها ما جرى من اتهام للشاب المصري ذي الـ29 عاما بأنهم «فيلم محروق» بحسب سي إن إن عربي التي تدار من دبي!.
وجاءت عناوين صحف الانقلاب عن الحادث يوم السبت 4 فبراير تتهم الشاب بالإرهاب على النحو التالي:
"الشروق": إحباط "هجوم إرهابى" قرب متحف اللوفر.. شرطة باريس: مسلح هاجم بسكين دورية عسكرية أمام المتحف وهتف "الله أكبر"
"المصري اليوم": إصابة جنديين فى هجوم أمام "اللوفر"
"اليوم السابع": شرطة باريس تحبط هجومًا إرهابيًا على متحف "اللوفر".. وفى ص3: رجال الشرطة يطلقون النار على شخص حاول اقتحام المتحف بحقيبة مشبوهة
"البوابة": الإرهاب يضرب فرنسا مجددًا.. إحباط محاولة لتفجير متحف اللوفر فى باريس.. الرئيس الأمريكى: "فرنسا" على حافة الهاوية
ولكن عناوين الصحف يوم الأحد 5 فبراير شهدت تغيرات كبيرة في تناولها للحادث وتحمل نبرة تشكيك في الرواية الفرنسية وانحياز للإرهابي ابن اللواء السابق:
"المصري اليوم": مصادر: منفذ "هجوم اللوفر" بلا سوابق.. ووالده: ابنى برئ
"الشروق": السلطات الفرنسية: صحة الشاب المصرى منفذ هجوم اللوفر تجاوزت مرحلة الخطر.. وفى ص3: باريس تواصل تحقيقاتها فى هجوم اللوفر الإرهابى.. السلطات الفرنسية تشتبه فى علاقة الحماحمى بـ"داعش".. ومصدر أمنى: والد المشتبه به لواء سابق.. والد المتهم: شرطة باريس أطلقت النيران عليه بالخطأ.. وجيران حماحمى يؤكدون تمتعه وعائلته بسمعة طيبة
مانشيت "اليوم السابع": لغز المتهم المصرى فى هجوم "اللوفر" الإرهابى.. "الحماحمى": الأمن الفرنسى تعجل إطلاق النار على إبنى.. وأخلاقه وتربيته لا تسمح له بإرهاب أحد.. عبدالله فى آخر تدويناته: " أنت لست دونالد ترامب.. من اليوم أنت اسمك الرسمى دونالد بطة".. ومصر تدين الحادث
مانشيت "البوابة": الحماحمى" متهم أم مجنى عليه؟.. البوابة تحقق فى حادث اللوفر.. (1) صحيفته الجنائية بيضاء.. وتدويناته سوداء.. (2) والده: ابنى مالوش علاقة.. والهدف توريط مصر.. (3) الخارجية: الحادث إرهابى.. وكون منفذه مصريًا لن يؤثر على علاقتنا بفرنسا.. السؤال: كيف وصل سم الإرهاب إلى عقل ابن لواء الشرطة السابق؟
"الوطن": المتهم بمهاجمة "اللوفر".. والد "الحماحمى": الفرنسيون اتهموا ابنى لتبرير إصابته.. ومصادر: الداخلية: تعد تقريراً عنه لإرساله إلى فرنسا
وبعد ذلك تجاهلت الصحف الحادث وتناولته في صفحاتها الداخلية رغم التطورات الكبيرة في المعلومات والتحقيقات!.
وعلى مستوى الفضائيات استضافت معظم القنوات والد الإرهابي الذي أكد على نفس المعاني ودافع عن نجله باستماتة في صورة تعكس الانحياز الأعمى لإرهابي تعمد تشويه الإسلام واعترف بذلك أمام جهات التحقيق الفرنسية ما يفتح الباب على مصراعيه حول تورط نظام الانقلاب في الحادث الإجرامي.
يعمل بالإمارات
أما الدليل الثالث فهو ما تكشف عن حصول المتهم على إجازة حقوق ويعمل مسئولا في شركة في الإمارات العربية المتحدة المعروفة بعدائها الصريح للإسلام والإسلاميين، بل إنها وكر التآمر على الشعوب العربية والإسلامية التي تنفق المليارات من أجل تكريس مفهوم "الإرهاب الإسلامي".
وحسب وكالة رويتز فإن الإرهابي وصل إلى مطار باريس شارل ديغول في 26 يناير الماضي، حيث استأجر شقة في الدائرة الثامنة بباريس لمدة أسبوع بسعر 1700 يورو.
كما استأجر في اليوم التالي السيارة التي تم العثور عليها في الدائرة الثامنة. وذلك قبل أن يشتري الساطورين بـ 680 يورو نقدا.
وأوضح النائب العام الفرنسي أنهم عثروا في شقته على 965 يورو، فاتورة الساطورين، ملابس، آيباد، بطاقات مدفوعة مسبقا وجواز السفر المصري.