كتب إسلام محمد:
بلغ الإجرام بمليشيات الانقلاب مداه، حيث لم تتورع على مدى 3 سنوات ونصف عن القتل والتعذيب والفصل والتشريد والإخفاء القسري، وهي الأساليب الإجرامية التي أدانتها كافة المنظمات الحقوقية.
ولم تكتفِ سلطات الانقلاب بإيذاء الأفراد، بل امتد الأمر إلى أسر كاملة، نالها التعذيب والتشريد والقتل، الزوج والزوجة والأبناء، وأحيانا أبناء العم.. وهو ما سطرت فيه الكثير من الأسر بطولات فائقة، تمثلت في الصبر على الابتلاء، والإصرار على مواصلة الطريق، رغم الانتهاكات الصارخة التي تعرضوا لها، و"خراب البيوت" الذي تعرضوا له بشكل غير إنساني.
وكانت الأسرة الأحدث في هذا الإطار هي أسرة النائب عبدالعزيز خلف، عضو مجلس الشعب عن محافظة أسيوط، الذي اضطر للخروج من مصر عقب الانقلاب العسكري، فيما تم اليوم اغتيال نجله أحمد، في مسكنه بمدينة بدر خلال وجوده مع أحد أصدقائه، وادعت مليشيات الأمن أنهما واجها قواتها بالسلاح فاضطرت لقتلهما، وهي الكذبة التي اعتادت قوات أمن الانقلاب على ترديدها مع كل جريمة قتل جديدة لأحد رافضي الانقلاب.
الشاطر.. أسرة صابرة
تأتي أسرة خيرت الشاطر نائب المرشد العام للإخوان المسلمين في صدارة الأسر التي تعرضت للتنكيل على يد مليشيات الانقلاب، حيث قرر الانقلاب الانتقام من القيادي البارز الذي كان على وشك الترشح لرئاسة الجمهورية، والمعروف بذكائه الشديد وقوته في الحق، ودوره في الحركة الوطنية منذ أن كان طالبا بكلية الهندسة جامعة المنصورة.
واعتقلت مليشيات الانقلاب "الشاطر" فور وقوع الانقلاب، فيما تم اعتقال ابنيه سعد وحسن، وزوج ابنته، فيما يعيش زوج ابنته الأخرى المهندس أيمن عبدالغني المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة في تركيا بعيدا عن وطنه، كما تمت مصادرة أموال الأسرة كلها، والتحقيق مع زوجته السيدة عزة توفيق وبتانه وأزواجهن الأسبوع الماضي عقب وضع أسماء الأسرة كلها في القائمة المزعومة للإرهاب.
البلتاجي.. شهادة واعتقال ومطاردة
وتأتي أسرة "البلتاجي" في قائمة الأسر الأكثر ابتلاء وصمودا، بدءا بالأب المناضل الدكتور محمد البلتاجي البرلماني والسياسي والطبيب والثوري، الذي كان أحد أعمدة الثورة منذ اندلاعها وحتى الآن. وتم الحكم عليه بالإعدام و250عامًا أحكامًا باطلة بالسجن، كما صدر حكم بالحبس ضد زوجته السيدة سناء عبدالجواد، إلا أنها تمكنت من الخروج من مصر، لاستكمال دورها في فضح جرائم الانقلاب، فيما استشهدت ابنتهما "أسماء" خلال تنفيذ المليشيات جريمة فض اعتصام رابعة، وتم اعتقال الابن "أنس" و"خالد"، فيما تمكن "عمار" من مغادرة البلاد، وتم اعتقال ابن شقيقة البلتاجي "الصحفي حسام عيسى" لفترة قبل أن يتم إخلاء سبيله.
غزلان.. النضال هو النضال
وتعتبر أسرة الدكتور محمود غزلان "المتحدث السابق باسم جماعة الإخوان المسلمين" إحدى الأسر التي قدمت نموذجا في الصبر والجهاد، حيث اعتقل رب الأسرة، أما ابنه "أنس" فتم حبسه احتياطيا لمدة عامين، ثم لفقت له عددا من التهم الباطلة، كما اعتقل شقيقه "يحيى" في تهم مماثلة.
الحداد.. للثبات رجاله
وهي العائلة الصابرة التي كانت تعيش في رغد من العيش، إلا أن ذلك لم يكن عائقا عن ممارسة دورها في الكفاح الوطني، ومساندة الثورة منذ اليوم الأول؛ حيث اعتقل الدمتور عصام الحداد "المستشار الاقتصادي للرئيس محمد مرسي"، وكذلك ابنه "جهاد" الذي تميز بشكل واضح في مهمة المتحدث الإعلامي لجماعة الإخوان"، الذي كان أحد المتحدثين للإعلام الغربي بسبب فصاحته وتمكنه من اللغة الإنجليزية، ويتعرض جهاد للتعنت الشديد، وواجه ظروفا قاسية خلال اعتقاله.
وهدان.. الأب والابن رهن الاعتقال
ويواجه الدكتور محمد طه وهدان، عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان، السجن ظلما، إلى جوار نجله "محمد" الذي اختفى قسريا لفترة ورزق بمولودة عقب اعتقاله.
المليجي.. أسرة في "طره"
وهي أسرة صامدة تنتمي إلى محافظة القليوبية، واعتقل منها 5 أفراد، منهم 3 أشقاء، وابنين لأحد الأشقاء الثلاثة منذ عام 2013.
والأشقاء هم: المهندس "مصطفى"، الدكتور "علاء"، المهندس "سامي"، أما ابني المهندس "علاء" فهما: "عبدالرحمن" "معاذ"، والأسرة كلها في سجن استقبال طره، وتم اعتقالهم في أحداث بولاق أبوالعلا، وتمت خطوبة الابنة الكبرى للمهندس "مصطفى" وزواجها دون مشاركة والدها وأعمامها بسبب ظروف اعتقالهم.
مدني.. الإسكندرانية "جدعان"
عائلة الأستاذ صلاح مدني المدير بإحدي شركات البترول، الذي تم فصله بعد انقلاب يونيو وصدور ضبط وإحضار له، من الأسر التي نالها من الأذى جانبا كبيرا، حيث تم القبض على الابن "مصطفى" الذي تم إخلاء سبيله في إحدى القضايا، وتلفيق تهمة أخرى له، و"ياسر" المحبوس في سجن برج العرب، بعد تلفيق تهمة ثانية له رغم معاناته من عدم إبصار جزئي بالعين اليسرى، والإعلامي محمد مدني الذي رزق بمولودة أسماها "حرة" خلال فترة اعتقاله.
ولهؤلاء الأشقاءالثلاثة أخ رابع هو "أحمد" استشهد في مجزرة "رابعة" برصاصة في الرأس مباشرة.
شحاتة.. اعتقال بتهم وهمية
عائلة "شحاتة" إحدى الأسر المناضلة، حيث اعتقل الدكتور عبدالله مساعد وزير المالية بحكومة الدكتور هشام قنديل، وتعرض لتعذيب شديد لإجباره على الاعتراف بتمويل عمليات نوعية سمع عنها للمرة الأولى بمقر النيابة، كما تم اعتقال شقيقه "أسعد"، وهما محبوسان منذ أكثر من عامين. فيما سافر شقيقهما الإعلامي "محمد" للعمل خارج مصر.
أزواج وزوجات خلف القضبان
ومن الأسر التي تم اعتقال الزوج والزوجة فيها: آية حجازي وزوجها محمد حسانين، علا حسين وزوجها رامي عبدالغني، إضافة إلى الدكتورة بسمة رفعت وزوجها الضابط ياسر إبراهيم عرفات المتهمان في القضية الملفقة "اغتيال النائب العام"، وتم اعتقال الدكتورة بسمة خلال زيارتها لزوجها، وتتعرض لانتهاكات خطيرة في محبسها.