المجرمون والمستبدون في كل زمان ومكان، سلوكهم واحد، ولا يختلف كثيرًا، فهم دومًا يكثرون من الحلف على طهارتهم وبراءتهم، وإن فلتت ألسنتهم في مواقف أخرى بالاعتراف عند أمن العقوبة بما اقترفت أيديهم من مظالم، من باب تخويف المظلومين، ولكثرة ما تطارده لعنة الدم، يكثر من أكذوبة البراءة، وأنه نظيف اليد والسمعة، وأنه لا مطامع له إلا خدمة الوطن والناس، وأنه لا يجد ما يخجل منه عند لقاء ربه.
والسيسي هو النموذج الأفضل لهذا الوصف، فمؤخرًا خرج السيسي خائفًا مرعوبًا من تكرار سيناريو سوريا، وللمرة الثانية يؤكد طهارته وبراءته في حين أن موطن الحديث لم يوجه له اتهامات فبعد أيام من جمعه ألسنة إعلامه، والتقى بقيادات منظومته من الداخلية والجيش وغيرهم قال:
(حاجتين أنا معملتهمش بفضل الله.. إيدي لا اتعاصت بدم حد، ولا خدت مال حد)، ليعيد الكرة مرة ثانية، ويكرر نفس التصريحات خلال زيارته إلى كاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة، مدعيًا عدم تورطه في دماء المصريين أو سرقة أموالهم، ما أثار موجة من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي.
الصحفي صلاح بدوي كتب: “هاشتاج #الرئيس_المتعاص يتصدر الأعلى تداولًا في مصر بعد كلام السيسي امبارح للمرة التانية عن إن إيده مش متعاصة بدم الناس #الرئيس_المتعاص”.
https://x.com/bedewi1_s/status/1876558224343683263
الصحفية شيرين عرفة: “حينما تفكر .. بأن #السيسي مثل أي رئيس، لديه فريق من المستشارين والعقلاء، والذين نصحوه -بالتأكيد- حينما تحدث المرة الماضية عن أن يده لم تتلوث بالدماء، ولم يسرق أموال الناس، أن هذا الأمر قد أكد الفكرة .. وتسبب في إطلاق هاشتاج كان الأعلى في #مصر وهو #الرئيس_المتعاص ثم تجده يكررها مرة أخرى وبنفس الصيغة !! تعلم أنه وصل لحالة من الرعب والهوس والجنون، أفقدته السيطرة على ما يصدر منه من أقوال وأفعال ولاحظ معي الهيئة التي ظهر بها: عيونه المنتفخة وتعبيرات وجهه المتشنجة، لتعلم حجم الأرق والتوتر الذي يحياه -هانت .. بإذن الله #جاك_الدور_يا_دكتاتور #أحمد_الشرع”.
https://x.com/shirinarafah/status/1876419341681332320
الشيخ سلامة عبدالقوي قال: “كاد المريب أن يقول أنا #الرئيس_المتعاص”.
https://x.com/AbdelkawySalama/status/1876658194187272274
وسخر الإعلامي أيمن عزام: “إيه حكاية #الرئيس_المتعاص اللي مالية السرشيال دي يا جماعة معلش مكنتش متابع”.
https://x.com/AymanazzamAja/status/1876370122144911569
وأوضح حساب مصر محتلة: “نت اتصورت يا باشا يا قناص و#الرييس_المتعاص باعكم وقال أنا إيدي نضيفة #مذبحة_رابعة يا جيش ، يا شرطة الصهيو. ني بيبعكم هيهرب زي بشار أنتو هتحاسبوا على كل المشاريب من أول 25 يناير #مصر_محتلة و #جاك_الدور_يا_ديكتاتور #ثورة_تحرير_مصر”.
https://x.com/ALBHRALTAEB/status/1876561572220592258
وأضافت بسمة: “#الرييس_المتعاص لا جديد البالطو بتاع كل سنه والضحكة الصفرا وشوية المطبلاتيه اللي ٩٠%منهم مستنقع وطن وبوس التعابين والإخوة المسيحيين موش لاقيين الاكل الصيامي وطبعا تواضروس بيبتسم حسب الاوامر عيب عليك ياقزم شوهت الاعياد انت بتتنفس كذب ان شاءالله تكون آخر مره تلبس بالطو الاعياد”.
https://x.com/ShalabySomay/status/1876553600237015374
وكتب حساب وضوح: “لا بقا … دا إنت اللي محدش قالك إنك متعاص أوووي ؟! لا .. خلي بالك ياريت حد يقولك إنك متعااااص أووووي أووووي #الرئيس_المتعاص”.
https://x.com/starglitter22/status/1876401693220602314
ولا يحتاج السيسي لشهود عدول لأنه شخص متعاص بدم، فلأول مرة في تاريخ المجازر البشرية، تكون على الهواء مباشرة، فقد كانت قناة أون تي في المصرية المملوكة آنذاك لنجيب ساويرس، تذيع فض رابعة على الهواء مباشرة، وقنوات أخرى، وكان العالم يتابع وقد حصل على الضوء الأخضر من الغرب بما يفعل، دون أدنى إدانة من العالم المتفرج.
فيد السيسي متعاصة بدماء المصريين من شتى التوجهات، فليست ملطخة بدم الإسلاميين فقط فقط، بل تلطخت بعلمانيين ومسيحيين، وليبراليين واشتراكيين وغيرهم، رجالا ونساء، وشيماء الصباغ ليست عنا ببعيد، وقد قتلت في قلب العاصمة المصرية، في أشهر شوارعها، وهي تحمل الورود للشرطة المصرية، وقُتلت وصُورت علنًا، ولم تكن من الإسلاميين.
