في واقعة جديدة هزت قلوب المصريين خلال الساعات الماضية، تحول تصوير فيديو بين أصدقاء إلى مأساة، فقد لقي طالب مصرعه على يد 2 من أصدقائه أثناء تصوير مشهد تمثيلي داخل مخزن مهجور بإمبابة في محافظة الجيزة.
وكشفت التحقيقات أن أصدقاء “كريم” صاحب الـ 17 ربيعا، ربطوه على كرسي داخل المخزن لمدة 3 ساعات متواصلة، بهدف المزاح وتصوير مشهد تمثيلي لنشره على مواقع التواصل الاجتماعي.
لكن لدى محاولة المجني عليه فك قيوده بنفسه سقط بالكرسي على أجزاء خشبية حادة اخترقت رأسه فلقي حتفه في الحال.
عندها صرخ أحد أصدقائه طالبًا المساعدة من الأهالي، ظنًا منه أنه لا يزال على قيد الحياة وأن هناك فرصة لإسعافه.
إلا أن كريم كان قد فارق الحياة، فما كان من الأهالي إلا أن اتصلوا بعناصر الأمن، الذين حضروا إلى الموقع.
ليعثروا على جثمان الطالب مربوطًا بكرسي وملقى أرضًا، بينما اخترقته قطع خشبية رأسه.
ألقت السلطات القبض على المتهمين، الذين اعترفوا بتفاصيل الواقعة، فيما أنكروا نيتهم قتل صديقهم، مؤكدين أن الحادث وقع صدفة أثناء تصوير مشهد تمثيلي بالاتفاق مع المجني عليه.
وتم اتخاذ الإجراءات القانونية حيال المتهمين، وإخطار النيابة للتحقيق.
جنون الترند
في زمن «السوشيال ميديا» أصبحت العلاقات الإنسانية والأخبار الشخصية ومآسي الغير موضوعاً «للترند» والشهرة وجلب الأموال عبر شبكة الإنترنت، وطالما كانت تلك الأخبار تحمل طابع الإثارة والتشويق فهي ترند تجلب الشهرة والمال لصانعه بكبسة زر.
والترند ببساطة هو أن يصبح حدثاً ما مهما كانت درجة أهميته موضوعاً لحديث الناس لأيام أو حتى أسابيع فيحصد أكبر عدد من المشاهدات والتعليقات والإعجاب من المتابعين على «السوشيال ميديا».
ليس عيبًا أن تكون مشهورًا ومحط أنظار الناس على طول البلاد وعرضها، أو حتى على مستوى الخليج والعالم، طالما احترمت معايير وأخلاقيات المجتمع، تقاليده وأعرافه، وفي الواقع لا شيء أسهل في منطقتنا العربية من الترند عبر تسويق المواضيع التافهة والمحتوى الفارغ.
ولا يتوقف البحث عن الترند كل يوم واللهث وراء السلبيات بشكل غريب عند بعض الناس، وهناك من يدس السم في الدسم لأهداف مقصودة.
ويُجري بعض مشاهير «السوشيال ميديا» سباقات متسارعة في البحث عن كل جديد ومُثير مهما كان مضمونه ومحتواه وذلك حتى لا يخفت نجمهم وتقل عدد مشاهداتهم، إنه جنون الترند والبحث عن أكبر عدد من المشاهدات والتعليقات سواء كانت إعجابًا أو العكس تمامًا.
ففي عالم مفتوح لا تحكمه أي ضوابط أخلاقية ولا مهنية يقدم «نشطاء» السوشيال ميديا محتويات كغثاء السيل سعيًا وراء الترند وتصدر قوائم الأعلى مشاهدة لكسب الأموال والشهرة، ويمكن القول إن جُل ما يقدمه مشاهير «السوشيال ميديا» ليس له قيمة حقيقية.
ليس بدعًا القول إن الوصول إلى أعلى ترند الذي تتبعه الشهرة، والتي تتدفق على أثرها الأموال والإعلانات دفع البعض إلى اللعب بالأوراق كافة دون مراعاة لأي قيد أو شرط.