واصلت حكومة السيسي التفاوض على اتفاق لوقف إطلاق النار بين دولة الاحتلال وحركة حماس الفلسطينية في الوقت الذي توشك فيه الحرب المستمرة على قطاع غزة على دخول شهرها الثالث.
وقال مصدر أمني رفيع المستوى لصحيفة “العربي الجديد” إنه لم يتم تحقيق نتائج ملموسة حتى الآن منذ أن انتهكت دولة الاحتلال وقف إطلاق النار لمدة 7 أيام قبل وقت قصير من انتهائه رسميا يوم الجمعة ، 1 ديسمبر.
وقال مصدر أمني رفيع المستوى لصحيفة “العربي الجديد” شريطة عدم الكشف عن هويته لعدم السماح له بالتحدث إلى وسائل الإعلام “لقد أظهر كلا الطرفين، حماس وإسرائيل، تعنتا وسط الجهود المصرية والقطرية للتوصل إلى حل وسط. تصر حماس على احتجاز رهائن لأفراد الجيش الإسرائيلي، رافضة الالتزام بالقواعد الإسرائيلية، بينما تهدد إسرائيل بمواصلة قصف غزة حتى يتم تلبية مطالبها”.
ولم يتم الإفراج رسميا عن عدد الرهائن الذين احتجزتهم حماس رسميا حتى الآن، لكن عددهم يقدر بالمئات. وتحتجز ولة الاحتلال آلاف الفلسطينيين أيضا، بمن فيهم مئات النساء والأطفال.
لقد أودى القصف الإسرائيلي غير المسبوق لقطاع غزة بحياة آلاف الفلسطينيين، معظمهم من المدنيين، بمن فيهم النساء والأطفال، منذ 7 أكتوبر.
وقال المصدر الأمني دون الخوض في مزيد من التفاصيل “زار وفد أمني إسرائيلي غير معلن مصر في وقت سابق من هذا الأسبوع لمواصلة التفاوض على اتفاق محتمل يمكن للجانبين الالتزام به خلال اجتماعهما مع رئيس المخابرات المصرية عباس كامل ومسؤولين أمنيين كبار آخرين”.
في الأسابيع الأخيرة، عادت تقارير غير مؤكدة إلى الظهور حول الضغوط التي مارستها الولايات المتحدة ودولة الاحتلال على مصر للسماح بنزوح الفلسطينيين إلى شمال سيناء، وهي خطة كثيرا ما رفضتها القاهرة.
إن قرب مصر من قطاع غزة وعلاقتها التاريخية به، فضلا عن علاقاتها مع الاحتلال، تجعل دور القاهرة محوريا لتحقيق نتيجة مستقرة للصراع بين سلطات الاحتلال وحماس.
مع استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة، ساعدت حكومة السيسي في تقديم المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر معبر رفح الحدودي في محافظة شمال سيناء المضطربة في مصر.
ولم تسمح سلطات الانقلاب حتى الآن إلا لمزدوجي الجنسية والأجانب والفلسطينيين المدنيين المصابين بجروح خطيرة بدخول البلاد عبر المعبر.
وفي يوم الثلاثاء، 5 ديسمبر، سمح لما مجموعه 100 أجنبي، فضلا عن ثلاثة جرحى فلسطينيين، بالعبور إلى مصر، وفقا للأرقام الصادرة عن سلطات الحدود المصرية.
وقال محلل سياسي بارز لـ”العربي الجديد” “تسعى القاهرة إلى تحقيق التوازن بين دعمها لسكان غزة والتداعيات الأمنية إذا سمح لأعداد كبيرة من الفلسطينيين بالعبور إلى مصر”.
وأضاف المحلل، الذي طلب عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية “مصر لا تريد تدفقا كبيرا للاجئين الفلسطينيين إلى شبه جزيرة سيناء بسبب عدم اليقين بشأن ما إذا كانوا سيعودون إلى ديارهم ومتى واحتمال أن يتسلل مسلحون فلسطينيون على الأرجح إلى مصر عبر غزة”.
ولعبت مصر دورا أساسيا في التوسط لوقف إطلاق النار الذي أنهى كل اندلاع للقتال بين حماس وحكومة الاحتلال على مدى السنوات القليلة الماضية.
وأوضح المحلل “بالنسبة لمصر، أن تكون جزءا من المفاوضات بين حماس وإسرائيل هو مسألة أمن قومي”.
كانت مصر ودولة الاحتلال من الناحية الفنية في سلام منذ أواخر سبعينيات القرن العشرين ، وتقاسم العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والأمنية الصلبة على الرغم من المعارضة الواسعة من الجمهور المصري.
رابط التقرير: هنا