لعل اتباع حماس وحركات المقاومة استراتيجية الهجوم من المسافة صفر، التي تنطلق من قاعدة قرآنية، تؤيد رعب الصهاينة من المواجهة المباشرة، وأنهم لا يقاتلون إلا من وراء جُدر، بأسهم بينهم شديد.
وقد تكررت منذ انطلاق معركة طوفان الأقصى، بيانات عن حصيلة كبيرة للقتلى الصهاينة، جراء المواجهات المباشرة على الأرض، ضمن المناورات البرية التي ينفذها الصهاينة في شمال غزة، تحت حماية القصف الجوي والمدفعي.
وقد نجحت المقاومة الفلسطينية في كسر قواعد العمل العسكري، باعتماد المواجهة المباشرة ، التي تعد من أخطر أنواع القتال العسكري، وهو ما يرعب الجنود الصهاينة، الذين يعتمدون على كثير من التحصينات، والأسلحة الحديثة والمتطورة والتحصينات الكبيرة، التي ربما عرقلت تحركاتهم على الأرض في غزة.
وأعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، الأحد 19 نوفمبر، قتل 6 جنود إسرائيليين من مسافة صفر في منطقة جحر الديك الواقعة بين مدينة غزة ومحافظة الوسطى، شرقي القطاع.
وفي بيان نشرته “القسام” على قناتها في “تليجرام”، قالت: “مجاهدو القسام يُجهِزون على 6 جنود صهاينة من مسافة صفر في منطقة جحر الديك، بعد مهاجمتهم بقذيفة مضادة للأفراد والإطباق عليهم بالأسلحة الرشاشة”.
وفي وقت سابق الأحد، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن مقتل جنديين اثنين وإصابة ثالث في معارك قطاع غزة، ما يرفع حصيلة القتلى من الجنود الإسرائيليين إلى 380، منذ يوم 7 أكتوبر الماضي.
الجيش قال في بيان: إنه “سُمح بنشر اسمي جنديين سقطا في معارك قطاع غزة، وهما الرقيب بنيامين مئير أرلي (21 عاما) من بيت شيمش، جندي في كتيبة المظليين 101، والنقيب (احتياط) روي بيبر (28 عاما)، من تسور موشيه، قائد فرقة في وحدة يالام”.
يأتي الإعلان عن مقتل هذين الجنديين بعد ساعات فقط من إعلان الاحتلال، السبت 18 نوفمبر، عن مقتل 6 جنود جدد، وإصابة 8 آخرين بجروح خطيرة خلال المعارك الدائرة في قطاع غزة.
وأعلن أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام، مساء الجمعة الماضية ، أن مقاتليها تمكنوا خلال الأيام الأربعة الأخيرة من إعطاب 62 آلية ودبابة، والإجهاز على 9 جنود مشاة على الأقل.
كما قال أبوعبيدة في كلمة مسجلة: إن “مقاتلي القسام تمكنوا من الإجهاز على كل جنود الاحتلال الذين كانوا يتمركزون في بناية ببيت حانون، كما تمكنوا من تدمير شقة أخرى كانت تتحصن بها قوات خاصة في بيت حانون”.
على صعيد آخر، كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين، اثنين منهم سقطا بصاروخ مضاد للدبابات بالقرب من بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، وأضافت أن الثالث ضابط مدفعية.
وهذه هي المرة الثالثة خلال الـ24 ساعة الماضية، التي يعلن فيها الاحتلال مقتل جنود من قواته بغزة، حيث أعلن في البداية، عن مقتل 6 جنود وإصابة 8 آخرين بجروح خطيرة، مساء أمس السبت.
وصباح اليوم الأحد، أعلن عن مقتل جنديين اثنين وإصابة جندي ثالث، قبل أن يعلن في وقت لاحق من اليوم، عن مقتل الجنود الثلاثة.
بعض الصحف الإسرائيلية تشير إلى أن العدد الإجمالي للجنود القتلى في العملية البرية، التي بدأها الجيش في غزة في 27 أكتوبر الماضي، وصل لما لا يقل عن 60.
ومنذ 44 يوما يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلَّفت 12 ألفا و300 شهيد، بينهم 5 آلاف طفل و3 آلاف و300 امرأة، وأكثر من 30 ألف مصاب، وفق أحدث إحصاء رسمي فلسطيني، صدر مساء السبت 18 نوفمبر.
ومع استمرار صمود المقاومة الفلسطينية على الأرض، تفشل الخطط الصهيونية الهادفة للسيطرة على غزة وتهجير سكانها، فيما تتصاعد التقارير الصهيونية عن صعوبات أكبر تواجه جنوده على الأرض وسط تخوفات من التقدم البري نحو جنوب غزة، وهو ما يمثل انتصارا عسكريا للمقاومة الفلسطينية، رغم المجازر التي يرتكبها الطيران الصهيوني ضد المدنيين الفلسطينيين.