«الولاء للمال والعداء للدين».. الفساد يبدأ من طريقة اختيار طلاب الكليات العسكرية

- ‎فيتقارير

 

في كل عام ومع ظهور نتائج الثانوية العامة، تفتح الكليات العسكرية والشرطة أبواب التقدم أمام الطلبة الحالمين بتعليق النسور والدبابير على أكتافهم، وتشترط تلك الكليات والمعاهد شروطا عامة أهمها أن يكون المتقدم من أبويين مصريين، ومعافى من أي إعاقة بدنية أو عقلية، إلا أنه وبعد الاختيار يتم عمل التحريات عن طريق المخابرات الحربية والأمن الوطني والقومي، التي تدقق في مسألة التدين للمتقدم واسرته.
وفي وقت سابق أجرى السفاح السيسي لقاء مع قناة “فوكس نيوز” الأمريكية، وكشفت المذيعة التي أجرت معه الحوار عن بعض ما جاء فيه, وقالت: “تقابلت مع السيسى والذى وضح لى تمامًا أنه لا مكان للدين فى الحكومة، وأنه يجب أن يكون هناك فصل بين الدين والدولة”.
وأضافت أنه أكد لها أن “المصريات يجب أن يقررن إن كن يردن ارتداء الحجاب أم لا”. وتابعت المذيعة بحسب مقطع فيديو نشر على مواقع التواصل الاجتماعي: “من الآن يا مصر وإسرائيل وأمريكا: ستبقى مصائرنا متشابكة للأبد”.

ضد الإسلام
ومنذ نشأته على يد الاحتلال البريطاني لمصر سنة 1886 بمرسوم أصدره اللورد دافرين وعلى أساس علماني تماما بحيث ينشأ ضباطه في شرنقة منفصلة عن دين المصريين وقيمهم المستمدة من الدين، يملك الجيش المصري منظومة طرد الشرفاء فلديه أجهزة تتحقق بشكل دوري من ضباط الجيش, بحيث يتم طرد الضباط المتدينين ومن يصلي بانتظام أو يعارض نظام العسكر.
بحيث يبقى الجيش حكرا على الفاسدين الذين يتحقق فيهم شرطان, الأول هو العلمانية بدرجاتها والثاني الولاء للنظام العسكري، اما الذين يفلتون من عملية غسيل المخ الطويلة فيتم التعامل معهم إما بالإبعاد مثل الفريق الشاذلي والمعاش المبكر، واما بالقتل مثل حادثة طائرة الفريق أحمد بدوي رحمه الله.
وفي إبريل 2010، استخدم الجيش البريطاني أهدافا افتراضية جرى تصميمها على شكل مساجد في تدريب عسكري بميدان رماية داخل قاعدة عسكرية بمدينة برادفورد كانت هدفا للقصف في دلالة غير خافية أن الحكومة البريطانية تعتبر المساجد التي تمثل رمزا للإسلام والمسلمين هي العدو الذي تتدرب القوات البريطانية على قصفه واستهدافه.

استكبر السفاح
المشهد الذي تناولته بالنقد صحيفة “التليجراف” البريطانية في 8 إبريل 2010م، كان مشينا وعنصريا وبالغ الإساءة؛ أفضى إلى ردود أفعال غاضبة من جانب المسلمين والمدافعين عن حقوق الإنسان واعتبره مجلس مساجد المدينة التي تقع في شمال إنجلترا “أمرا مهينا”.
وطالب بسحب هذه المساجد الافتراضية على الفور وتقديم اعتذار من جانب وزارة الدفاع البريطانية للمسلمين، وبالفعل جرى سحب هذه المساجد الافتراضية من الميدان وتقدمت وزارة الدفاع البريطانية باعتذار للمسلمين.
بعدها بست سنوات، أجرى الجيش المصري مناورات تدريبية يوم 20 يوليو 2016م خلال حفل تخرج دفعة جديدة من طلبة الكلية الجوية، وكانت الصدمة المدوية أن التدريب الأساسي لهؤلاء الطلاب المتخرجين حديثا من القوات الجوية هو استهداف مجسم لمسجد بكامل تفاصيله!
وحين أبدى المسلمون استياءهم من هذه “الإهانة الصادمة” لم يكترث السفاح السيسي وقادة الجيش الذين كانوا شهودا على الجريمة؛ ولم يقدم نظام الانقلاب ولا المؤسسة العسكرية المصرية اعتذارا عن هذه الإساءة وتلك الجريمة.
وراحت الآلة الإعلامية لنظام العسكر في مصر تبرر هذه الخطيئة بأنها جزء من تدريب الجنود على قصف المساجد التي يتحصن بها الإرهابيون حتى تزول الرهبة من نفوسهم، لكن الرسالة كانت قد وصلت في تأكيد أن الانقلاب طال كل شيء في البلاد فهو انقلاب على الإسلام بدعوى الحرب على الإرهاب، بذات القدر الذي مثل فيه انقلابا على المسار السياسي الديمقراطي الذي أنتجته ثورة يناير 2011م.
ومن دواعي الأسف أن الأزهر التزم الصمت أمام هذه الجريمة ولم ينطق أحد رجاله بكلمة حق أمام سلطان جائر، واعتذر البريطانيون عن هذه الإساءة المهينة واستكبر السفاح السيسي وجيشه أن يعتذروا لله وللمسلمين في العالم عن هذه الجريمة الصادمة.
ويزعم  مراقبون عسكريون أن الجيش المصري غير قادر على خوض أي حرب ضد أي عدو خارجي, وبحسب عقيدة الجيش السرية والتي كشفت عن نفسها بعد الانقلاب, فالصهاينة ليسوا اعداء له ولكن الشعب.
ويستولي الجيش على أراضي الدولة ويحرم منها شعبها, ويحتكر الموارد الطبيعية الخاصة بالشعب مثل ذهب منجم السكري ومناجم المعادن والمحاجر، بالإضافة إلى أنه عمل على إنشاء عدة شركات ضخمة تمتلك النسبة الأكبر من الاقتصاد، وتذهب عائداتها إلى القادة ويعتبر هذا مقابل متفق عليه عرفيا منذ انقلاب 1952، في مقابل التحكم في الشعب وضمان عدم خروج مصر من التبعية الأمريكية.