أدلة النفي بأقلام غربية.. فندوا أكذوبة “الفلسطينيون باعوا أرضهم”

- ‎فيعربي ودولي

نشرت عدة منصات على مواقع التواصل الاجتماعي تفنيدا لأكذوبة أن الفلسطينيين باعوا أرضهم لليهود، واستعرض كتاب بوراث الشهير "الحركة القومية الفلسطينية من الشغب إلى الانتفاضة" الصادر من فرانك كاس وشركاه في لندن عام ١٩٧٧ وهو المرجع الرئيسي عن الأراضي الفلسطينية؛ حيث قام الكاتب ببحث دقيق في من باع أراض لمن؟! علي مدار تاريخ فلسطين. وسجل بوراث أن أقل من ثلث الأراضي التي اشتراها اليهود اشتروها من فلسطينيين. معظم الاراضي اشتروها من تجار لبنانيين وسوريين ومصريين وشركس (ألبان) وأتراك وغيرهم امتلكوا أراض في فلسطين ولكن عاشوا بعيدا عنها.
من الذي باع؟!
واشتري اليهود في فلسطين حتي عام ١٩٤٨ حوالي ٩٠٠ ألف دونم. والدونم يعادل حوالي ربع فدان. أي إن اليهود اشتروا حوالي ٢٥٠ ألف فدان في فلسطين.
موقع "جودة" قال إنه بالحساب؛ باع الفلسطينيون لليهود أراض مجموعها ثلث من ٢٥٠ ألف فدان أو حوالي ٨٠ ألف فدان، وهي مساحة ليست صغيرة. وأضاف أنه بالنظر لممتلكات اليهود المصريين في مصر والتي اشتروها من مصريين باشوات وغيرهم؛ سنجد انه وفقا لكتاب مايكل فيشباخ "ممتلكات اليهود في الدول العربية" والصادر عن جامعة كولومبيا فإنه بالتقريب امتلك اليهود في مصر حوالي ١٠٠ ألف فدان! أي أن اليهود اشتروا في مصر من المصريين مساحة أرض أكبر من تلك التي اشتراها اليهود في فلسطين من الفلسطينيين. و بطبيعه الحال و بسبب الثقل السكاني و الثقافي كانت مصر الدولة الرائدة للفلسطينيين وغيرهم.

اليهود في مصر
وأضافت أن بعض كبار تجار وأثرياء مصر كانوا من اليهود، ومنهم؛ بنزايون و عدس وريفولي وكذلك أن توجو مزراحي اليهودي أدخل صناعة السينما في مصر وكاميليا اليهودية وليلي مراد وراقية إبراهيم التي عاشت كيهودية في نيويورك وكانوا جميعا من صفوة المجتمع المصري.
وتم افتتاح الجامعة العبرية في القدس عام ١٩٢٥وحضر أحمد لطفي السيد حفل الافتتاح و رئيس الجامعة المصرية وكان مبعوثاً رسميا للحكومه المصرية في حفل الافتتاح (كتاب غاده هاشم تلحمي: فلسطين في الصحافة المصرية من الأهرام حتي الأهالي والصادر عن ليكسنجتون الأمريكية).
وقد اعترض "الإسلاميون" وقتها علي تلك الزيارة و رفض مفتي الديار المصرية وقتها الشيخ محمد بخيت قبول دعوة مماثلة. إذا ماذا يمنع الفلسطينيين من بيع بعض الأراضي لاسيما اقتداءا بقياده مصر؟ خاصة أن مساحة فلسطين حوالي ٢ مليون فدان لا يمثل فيها ٨٠ ألف فدان إلا حوالي ٨٪ من جملة أراضيها التي جرى احتلالها من العصابات الصهيونية. إذا فأي من المصريين الذين يزعمون أن الفلسطينيين باعوا أرضهم لإسرائيل لذا لا يستحقون المساعدة، فعليه فقط أن ينظر في المرآة.
http://books.google.com/books?id=38xyBIqKgkwC&pg=PA39
http://books.google.com/books?id=SvjUMM74vxYC&pg=PA73

حقيقة أم خيال
د. خالد الخالدي – رئيس قسم التاريخ والآثار بالجامعة الإسلامية – يقول إن كثيراً من أبناء الشعوب العربية قد صدقوا الشائعات التي نشرها اليهود، وروج لها أعوانهم، وأَهمها: "أن الشعب الفلسطيني باع أَرضه لليهود". وقد تعرضت أنا شخصياً لهذا السؤال مرات عدة، وفي بلدان عربية مختلفة.
وأضاف "بلغت مساحة الأراضي التي وقعت تحت أيدي اليهود حتى عام 1948م من غير قتال أو حرب، حوالي (2) مليون دونم. أي ما يعادل 8.8% من مساحة فلسطين التي تبلغ 27 مليون دونم.. حصل اليهود على تلك الأرض (2 مليون دونم) بأربع طرق هي:
• أقلية: 650 ألف دونماً حصلوا على جزء منها كأي أقلية تعيش في فلسطين منذ مئات السنين. وجزء آخر حصلوا عليه باستخدام الرشاوي من بعض الأتراك الفاسدين في السلطة أيام الحكم العثماني.
• منحة بريطانية: 665 ألف دونماً حصل عليها اليهود بمساعدة حكومة الانتداب البريطاني المباشرة. فأعطوهم إياها إما منحة مجانية أو بأسعار رمزية أو هدية خاصة.
• تفرق الأملاك بعد تقسيم بلاد الشام: 606 ألف دونماً اشتراها اليهود من إقطاعيين لبنانيين وسوريين، وكان هؤلاء الإقطاعيون يملكون هذه الأراضي الفلسطينية عندما كانت سوريا ولبنان والأردن وفلسطين بلداً واحداً تحت الحكم العثماني يُسمى بلاد الشام أو سوريا الكبرى، وعندما هزمت تركيا واحتل الحلفاء بلاد الشام، قسمت هذه البلاد إلى أربعة دول أو مستعمرات، حيث خضعت سوريا ولبنان للاحتلال الفرنسي، وشرق الأردن للاحتلال البريطاني، وفلسطين للانتداب البريطاني توطئة لجعلها وطناً قومياً لليهود. وهكذا أصبح كثير من الملاك السوريين واللبنانيين يعيشون في بلد وأملاكهم في بلد آخر، فانتهز كثير منهم الفرصة وباعوا أرضهم في فلسطين لليهود الذين دفعوا لهم فيها أسعاراً خيالية.
• باع أرضه: 300 ألف دونم من فلسطينيين. بالرغم من جميع الظروف التي وضع فيها الشعب الفلسطيني والقوانين المجحفة التي سنها المندوب السامي الذي كان يهودياً في الغالب، إلا أنَ مجموع الأراضي التي بيعت من قبل فلسطينيين خلال ثلاثين عاماً بلغت 300 ألف دونم، وقد اعتبر كل من باع أرضه لليهود خائناً، وتمت تصفية الكثيرين منهم على أيدي الفلسطينيين.

فتوى بالإجماع عام 1935 بتحريم بيع أي شبر لليهود
قام أبناء فلسطين خصوصاً في الثلاثينيات من القرن العشرين بجهود كبيرة في محاربة بيع الأراضي، وكان للمجلس الإسلامي الأعلى بقيادة الحاج أمين الحسيني، وعلماء فلسطين دور بارز. فقد أصدر مؤتمر علماء فلسطين الأول في 25 يناير 1935 فتوى بالإجماع تحرِم بيع أي شبر من أراضي فلسطين لليهود، وتعدُ البائع والسمسار والوسيط المستحل للبيع مارقين من الدين، خارجين من زمرة المسلمين، وحرمانهم من الدفن في مقابر المسلمين، ومقاطعتهم في كل شيء والتشهير بهم.

السبب الحقيقي لخسارة الأرض
إن الخسارة الحقيقية لأرض فلسطين كانت بسبب هزيمة الجيوش العربية في حرب 1948، وإنشاء الكيان الصهيوني – إثر ذلك – على 77% من أرض فلسطين، وقيامه مباشرة وبقوة السلاح بطرد أبناء فلسطين، والاستيلاء على أراضيهم، ثم باحتلال باقي أرض فلسطين إثر هزيمة 1967 على الرئيس الراحل جمال عبد الناصر 'حيث قام الاحتلال الصهيوني بعد هذه الهزيمة الساحقة بمصادرة الأراضي تحت مختلف الذرائع.
المصدر:
http://www.palqa.com/index.php?module=important_questions
http://www.islamweb.net/media/index.php?page=article