32 عامًا على انتفاضة الحجارة… المقاومة تواصل مقاومة الاحتلال والخيانة

- ‎فيتقارير

في مثل هذا اليوم قبل 32 عامًا، أشعل الفلسطينيون الانتفاضة الفلسطينية الأولى “انتفاضة الحجارة”، والتى اندلعت عام 1987، واستمرت 7 سنوات قبل قدوم السلطة إلى قطاع غزة والضفة الغربية عام 1994.

تفجرت الانتفاضة بعد دهس شاحنة صهيونية لسيارة يستقلها عمال فلسطينيون بمخيم “جباليا” شمال قطاع غزة، ما أدى لاستشهاد أربعة فلسطينيين وإصابة آخرين.

وبدأت تلك الانتفاضة، من مخيم “جباليا” بقطاع غزة عقب حادثة الدهس المتعمدة، ثم انتقلت إلى كافة المدن والمخيمات الفلسطينية. وسُميت بـ”انتفاضة الحجارة” لأن الحجارة كانت أداة الهجوم والدفاع التى استخدمها الفلسطينيون ضد قوات الاحتلال الصهيوني.

وشكَّل الشباب الفلسطيني فى ذلك الوقت، العنصر الأساسى المشارك بالانتفاضة، وقامت بقيادتها وتوجيهها القيادة الوطنية الفلسطينية الموحدة للثورة، وهى عبارة عن اتحاد مجموعة من الفصائل الفلسطينية السياسية، والذى كانت تهدف بشكل أساسى لإنهاء الاحتلال الإسرائيلى والحصول على الاستقلال.

وقامت قوات الاحتلال بالرد العنيف على الانتفاضة، حيث أغلقت الجامعات الفلسطينية وأبعدت مئات النشطاء ودمرت منازل الفلسطينيين.

وتقدر حصيلة الشهداء الفلسطينيين، الذين ارتقوا على يد قوات الاحتلال أثناء انتفاضة الحجارة، بـ1162 شهيدا، بينهم نحو 241 طفلا، بالإضافة إلى 90 ألف جريح، وتدمير 1228 منزلا، واقتلاع 140 ألف شجرة من الحقول والمزارع الفلسطينية.

واعتقلت قوات الاحتلال حينها ما يقرب من 60 ألف فلسطيني من القدس والضفة والقطاع وفلسطينيي الداخل، وفق إحصائية لمركز الأسرى للدراسات.

ومع استمرار المظاهرات والمواجهات اليومية مع قوات الاحتلال دون توقف، بدأ شبان الانتفاضة يكتسبون ثقة أكبر لاستمرارها، وجعلها منهج حياة من خلال الدعوة للمواجهات والإضرابات التى كانت تعم كافة أرجاء الضفة الغربية وقطاع غزة، ليشكلوا لجان شعبية لقيادتها.

فى المقابل، فإن سلطات الاحتلال شعرت باليأس والإحباط فى إخماد جذوة الانتفاضة، لا سيما فى ظل نقل الإعلام الغربي لهذه المظاهرات.

وقد تعاقبت على هذه الانتفاضة عدة حكومات لليسار واليمين، وكذلك لكلا الجهتين معًا فى “حكومة الوحدة” برئاسة إسحاق شامير، وإسحاق رابين الذى كان وزيرًا للجيش آنذاك، وقرر استخدام سياسة “تكسير العظام” بحق الفلسطينيين.

الرد بالقمع

واستخدمت قوات الاحتلال شتى الوسائل لقمع الانتفاضة وإخمادها دون جدوى، وارتكبت سلسلة مجازر بحق الفلسطينيين، كان أبرزها “مجزرة الحرم القدسي الشريف في 8 أكتوبر 1990، وأدت إلى استشهاد 21 فلسطينيًا، وكذلك مجزرة الحرم الإبراهيمي فى مدينة الخليل في 20 فبراير 1994، والتى راح ضحيتها 34 شهيدًا قضوا خلال صلاة الفجر.

كما نفذت قوات الاحتلال، عدة مجازر فى “نحالين” ومخيم “النصيرات” وحى “الشيخ رضوان” و”الصبرة” و”الدرج” بمدينة غزة، وخانيونس.

وشرعت قوات الاحتلال، فور اندلاع الانتفاضة، بتنفيذ حملة اعتقالات كبيرة طالت الآلاف من الفلسطينيين وافتتحت العديد من السجون والمعتقلات لاستيعاب المعتقلين الجدد.

وحينما أدركت سلطات الاحتلال أن استخدام القوة لن يجدِي نفعًا فى إيقاف الانتفاضة، لجأت إلى “الحل السلمي”، ففتحت خط مفاوضات مباشرة مع منظمة التحرير، مما تسبب فى انقسام فى المجتمع الفلسطينى.

وأسفرت المفاوضات عن توقيع اتفاق “أوسلو” بين منظمة التحرير والحكومة الإسرائيلية يوم 13 سبتمبر 1993، والذى ينص على تأسيس السلطة الفلسطينية، التى تم تشكيلها بعد 6 أشهر، وبسط نفوذها فى قطاع غزة ومدينة أريحا، وإدخال قوات الأمن الوطنى الفلسطينى، وتشكيل الأجهزة الأمنية وخروج قوات الاحتلال من داخل المدن وانتشارها على الحدود، والبقاء فى المستوطنات، وبذلك تخمد الهبة الجماهيرية الكبيرة.

ورغم الانزلاق من قبل السلطة الفلسطينية لمستنقع أوسلو، ظل الفلسطينيون مُمسكين بخيار المقاومة ضد الصهاينة، سواء عبر انتفاضة الأقصى وصولا إلى مسيرات العودة، وخوض مقاومة لا تلين متطورة في أسلحتها التي باتت تهدد الصهاينة في المستوطنات وفي أراضي فلسطين المحتلة.