كتب: يونس حمزاوي
حالة من الاستغراب والاندهاش تنتاب خبراء ومحللين ينتمون للكيان الصهيوني؛ بسبب صمت معظم الحكام العرب، وخصوصا الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز، وقائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي، على توجهات الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس.
وبحسب خبراء ومراقبين، فإن الجانب "الإسرائيلي" شديد الاهتمام برصد ردود الفعل العربية وتحليلها، بناء على معطيات المشهد الإقليمي وطبيعة الصراع العربي الإسرائيلي.
الأردن تنتقد
الإسرائيلي "يوني بن مناحيم"، في مقاله المنشور على موقع "نيوز1" الإثنين 23 يناير، يقول: إن "الأردن انضمت صراحة إلى النضال الفلسطيني لمنع نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب للقدس"، مشيرًا إلى أنَّ "الملك عبدالله يخشى اندلاع موجة تظاهرات من الأراضي الفلسطينية للأردن، من شأنها أن تزعزع استقرار حكمه الهش بالفعل على خلفية الأوضاع الاقتصادية الصعبة".
وأضاف محلل الشئون العربية أن "الملك عبدالله هو أول زعيم عربي ينضم علانية لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في كفاحه ضد نوايا الإدارة الأمريكية الجديدة نقل السفارة الأمريكية للقدس".
صمت مصري سعودي
"يوني بن مناحيم" يبدي اندهاشه من أن باقي الزعماء العرب، وعلى رأسهم قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي، يلتزمون الصمت حتى الآن فيما يخص الموضوع.
بل إن "مائير شيمريت"، الصحفية والإعلامية الإسرائيلية، ذهبت إلى أبعد من ذلك، بقولها "إن السيسي والملك السعودي سلمان يمارسان ضغوطا على الرئيس الفلسطيني للتوقف عن التصعيد في المسألة".
وكتبت "شيمريت"، في تغريدة بحسابها الخاص على موقع "تويتر", كيف سيرد الفلسطينيون على نقل السفارة للقدس؟ ستكون هناك جهود غير منظمة لإشعال الأوضاع من قبل حماس والجناح الشمالي للحركة الإسلامية داخل إسرائيل (بقيادة الشيخ رائد صلاح)، فيما تضغط مصر والسعودية على أبو مازن كي لا يصب الزيت على النار".
وتابعت موضحة "الزعماء العرب غير راضين عن الخطوة بالتأكيد، لكنهم عازمون على البدء مع ترامب بالرِجْل اليمنى، بعد 8 سنوات صعبة مع أوباما. إحداث ضجة حول القدس أمر سيئ جدا في رأيهم".
تخوفات من انتفاضة عربية
رغم الاندهاش الإسرائيلي من صمت بعض الزعماء العرب، إلا أن بعضهم يبدي مخاوفه من ردود الأفعال الشعبية في الدول العربية حال تم نقل السفارة الأمريكية للقدس، كما يقول "روعي كايس"، محرر الشئون العربية بصحيفة "يديعوت أحرونوت".
وكتب "كايس"، ردا على تغريدة "شيمريت"، "الآن سيكون مثيرًا للاهتمام معرفة كيف سترد الجماهير (العربية) وليس فقط جماهير السيساويين والسلمانيين".