ملامح تخريب التعليم.. هيمنة العسكر وثانوية عامة بطعم 30 يونيو

- ‎فيتقارير

كتب رانيا قناوي:

 

بدأ الانقلاب في إعلان ثمار الخراب في التعليم، الذي لم يكتف عبد الفتاح السيسي بتدمير بنيته الإنتاجية من تخريج جيل قادر على العمل، ولكن سعى  لتدمير بنيته التحتية، من خلال تدخل الجيش والعسكر في الإشراف على العملية التعليمية، والاستثمار في بناء المدارس، والارتباك السنوي حول نظام الثانوية العامة، ما بين نظام السنة الواحدة عاما ونظام السنتين والثلاث سنوات عاما أخر.

 

عسكر التعليم

ولعل أول ثمار التخريب المتعمد في التعليم، هو عسكر التعليم، من خلال تدخل جيش عبدالفتاح السيسي في بناء والإشراف على المدارس، للاستفادة من خلال أوجه الاستثمار فيه، الأمر الذي يعيدنا لدولة عبد الناصر التي استبدل نظام تعليم طه حسين بنظام أحد ضباط انقلاب يوليو وهو كمال الدين حسين.

 

وفي الوقت الذي يزعم فيه طارق شوقي، وزير التربية والتعليم في حكومة الانقلاب، أن "الإتاحة" أحد الأهداف الاستراتيجية لرؤية 2030، وأن هيئة الأبنية التعليمية تعمل على بناء 100 ألف فصل، منهم 60 ألف تبنيها الحكومة، و40 ألف بالتعاون مع القطاع الخاص.

 

كشف أن الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، تسلم وزارة التربية والتعليم، 28 مدرسة يوم 15 أغسطس، على أن يتم فرشها في خلال 10 أيام من تسلمها، لتبدأ هيمنة عسكر عبد الفتاح السيسي على التعليم في مصر، خاصة بعدما أعلن الجيش لأول مرة عن الاستثمار في قطاع التعليم بإنشاء مدارس بدر الدولي، بمصروفات تزيد للطالب في المرحلة الابتدائية على 12 ألف جنيه.

 

وأضاف شوقي، خلال مؤتمر صحفي لإعلان منظومة تطوير التعليم أن الوزارة تستهدف رفع الطاقة الاستيعابية 54%، وأن بناء مدارس جديدة يأتي بهدف زيادة نسبة استيعاب رياض الأطفال، وتقليل الكثافات في الفصل الواحد، وكذلك إتاحة التعليم للأماكن المحرومة.

 

وأوضخ أنه تم الاتفاق مع الجانب الياباني على تصميمات معمارية مميزة للمدارس اليابانية، لكي تعطي طابعا معينا، مشيرا إلى أن الجانب الياباني له اشتراطات في الإضاءة والأثاث. وتابع أن أساس المدارس اليابانية، هو بناء الشخصية من خلال الأنشطة المختلفة، وهي التجربة التي صدعت بها سلطات الانقلاب رؤوس المصريين، رغم خروج التعليم المصري في عهد السيسي من التصنيف العالمي للتعليم.

 

ولفت إلى أن مدارس المتوفقين، تأخذ متفوقي المرحلة الإعدادية لتنميهم في العلوم والرياضيات واللغات، وأنه لا يوجد اختبارات بهذه المدرسة وإنما مجموعة من المشاريع التي ينفذها الطلاب من أجل التخرج.

 

إلغاء الشهادة الابتدائية

ومن بين قرارات الخراب التي اتخذها وزير التعليم اليوم الثلاثاء، أن الوزارة ستبدأ في اعتبار الصف السادس الابتدائي سنة نقل عادية، مع اختلاف واحد فقط، وهو أن يتم تصحيح امتحانات الصف السادس بواسطة معلمين من مدارس غير مدارس الطلاب.

 

وأشار إلى أن الوزارة ستبدأ في اعتبار الصف السادس الابتدائي سنة نقل عادية، مع اختلاف واحد فقط، وهو أن يتم تصحيح امتحانات الصف السادس بواسطة معلمين من مدارس غير مدارس الطلاب.

 

وقال طارق شوقي وزير التربية والتعليم، إن برنامج "المعلمون أولا" يقيس أداء المعلم وتطوره على مدار 3 أشهر، وأن الأداء لا يقاس بواسطة امتحان.

 

وأضاف، خلال مؤتمر صحفي لإعلان منظومة تطوير التعليم أن هناد دار نشر مصرية تم تأسيسها حديثا من أجل "النشر العلمي".

 

الثانوية العامة

كما يعلن وزير التعليم الملامح المختصرة عن نظام الثانوية العامة الجديد، وموعد تطبيقه، مع الإعلان عن الجهات المحلية والدولية التى عملت مع الوزارة خلال الفترة الماضية لوضع التصور النهائى لنظام الثانوية العامة.

 

وقال إن الفلسفة التى تسعى الوزارة إلى تطبيقها فى منظومة الثانوية العامة من الصعب بنائها على المنظومة الحالية للتعليم، موضحا أنه لن يطبق أى شيء هذا العام ولكن فى العام المقبل يطبق النظام الجديد، الذى سيكون فبه تقييم جديد للطالب طوال الثلاث سنوات، جزء منه قائم على مشاريع داخل المدرسة وآخر عبارة عن أسئلة اختيار من متعدد لن يتدخل فيها أى عنصر بشرى، قائلا لن يسيطر أى مدرس على الطالب ولن تكون هناك دروس خصوصية.

 

وكشف أنه سيتم تغيير اسم وشهادة الثانوية العامة من شهادة إتمام الدراسة إلى شهادة مصر، قائلا الطلاب ليسوا فئران تجارب وهناك فريق عمل متكامل يعمل على وضع منظومة جديدة. 

 

وأوضح أن المنهج الحالى من 4 ابتدائى حتى 3 إعدادى سيتم تخفيفة بشكل مستمر أما الثانوى فيتم ربطة بشكل ديجيتال وإلكترونى لتعليم الطالب طريقة البحث. 

 

أما بالنسبة لمناهج رياض الأطفال والمرحلة الابتدائية قال طارق شوقى وزير التربية والتعليم، خسائر التأخر فى تطوير التعليم "فادحة، وهناك نزيف من البشر بسبب هذا التدهور".

 

وأوضح أنه من المستحيل إصلاح النظام الحالى بما يتفق مع تطلعات المجتمع ورؤية مصر وبالتالى لا بد من نظام جديد تعليمى مبتكر مع إعادة النظر في كافة العناصر بدءا من الدستور والقوانين المنظمة إلى إعداد المعلمين وبناء المناهج والتقويم والامتحانات.