كتب- أحمدي البنهاوي
كشفت الزيارة السريعة التي يقوم بها سامح شكري، وزير "خارجية" الإنقلاب، إلى الخرطوم لحضور اجتماعات لجنة المشاورات السياسية ولقاء الرئيس عمر حسن البشير، عن محاولات حثيثة من قادة الإنقلاب لتدارك الأزمة مع السودان، وخوفا من لجوء السودان الجار والشقيق للتحكيم الدولي بخصوص حلايب وشلاتين.
ويأتي الموقف الأخير من "شكري" بعد يومين من هجمة سودانية غير مباشرة على الدبلوماسية المصرية، حيث أطلق نشطاء سودانيون هاشتاجا، بعنوان الأكثر تداولا في السودان هو "#اطردوا_السفير_المصري".
وذلك بعدما روج الإعلام السيساوي أن تصويت "مصر" في مجلس الأمن ضد رفع العقوبات عن السودان جاء لمصلحة السودانيين".
وهو ما أعتبره محللون مصريون "كارثة تحتاج إلى حلول سياسية"، بعدما نما إلى علمهعم تأييد ممثلو الإنقلاب في الأمم المتحدة العقوبات الدولية على السودان، رغم نفي "خارجية" الإنقلاب لاحقا.
إلا أن الحكومة السودانية أتهمت "حكومة" الإنقلاب بالقيام باستفزازات في منطقة حلايب وشلاتين، ونقل التلفزيون المصري خطبة الجمعة الماضي من شلاتين لأول مرة.
نار متأججة
وكان مما زاد النار اشتعالا أن زيارة سامح شكري إلى الخرطوم؛ لحضور اجتماعات لجنة المشاورات السياسية بين البلدين على مستوى وزيري الخارجية، كان مقررا عقدها 9 أبريل، إلا أنها تأجلت لظروف الطقس التي حالت دون استقبال طائرة الوفد المصري في الخرطوم.
بالمقابل، قال وزير الدفاع السوداني عوض بن عوف إن الجيش السوداني يتعرّض لاستفزازات ومضايقات من الجيش المصري في منطقة حلايب المتنازع عليها بين البلدين.
وأبدى السودان استغرابه إزاء مطالبة مصر مجلس الأمن الدولي بالإبقاء على العقوبات المفروضة عليه بشأن دارفور.
وكشف بن عوف، خلال جلسة مغلقة للبرلمان السوداني الخميس الماضي، 13 ابريل، أن جيش بلاده يمارس ضبط النفس إزاء استفزازات مصرية له، وهو في انتظار حلّ المشكلة سياسيا بين الرئيسين السوداني عمر البشير والمصري عبد الفتاح السيسي.
35 حركة
من جانب آخر كشف موقع "سبوتنيك" الاستخباري العربي، إن القاهرة استضافت حركات معارضة سودانية، لتوحيد مواقفها ضد حكومة البشير، وكشف نشطاء أن 35 حركة تمرد سودانية، اجتمعت بالقاهرة تحت إطار "نداء السودان"، وتنوع المشاركون بين؛ قادة الحركات المسلحة، والأحزاب المعارضة، والحركات الشبابية، والنشطاء المقيمين بالخارج.
ومن أبرز الجهات التي حضرت للقاهرة ولها مندوبين دائمين يقطنون مصر، "جيش تحرير السودان"، وحركة "العدل والمساواة"، و"حركة تمرد السودان"، بجانب عدد من الأحزاب منها: "الأمة" الليبرالي".
قرار سوداني
وسبق أن أعلن الرئيس عمر البشير، إن بلاده رفعت شكوى إلى مجلس الأمن، تقول إن مثلث حلايب وشلاتين هو جزء من الأراضي السودانية.
وقال البشير، خلال لقاء له على فضائية العربية، في نوفمبر 2015، إن "حلايب كانت طوال الحكم الثنائي جزء من السودان..وهناكبعض الأطراف تحاول أن تصعد الأمور بين مصر والسودان".
وتابع "قرار استقلال البلاد أكد استقلال السودان بحدوده الإدارية التي تضم حلايب، ففي عام 1958 بعهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، دخلت القوات المصرية مثلث حلايب، فيما دفعت السودان بقواتها إلى نفس المثلث، وقدمت السودان وقتها شكوى لمجلس الأمن، لكن بعد تدارك الموقف تم سحب القوات المصرية وظلت حلايب سودانية إلى 1995، حتى دخلت القوات المصرية واحتلت حلايب في هذا العام.
أحلها لـ"لجنة"
وبحسب مواقع الإنقلاب، تعد لجنة المشاورات السياسية التي سيحرضها شكري اليوم، إحدى اللجان المنبثقة عن اللجنة العليا المشتركة بين البلدين على المستوى الرئاسي، التي عُقدت لأول مرة في القاهرة في 5 أكتوبر 2016، ومن المقرر أن تبحث مختلف أوجه العلاقات المصرية السودانية، بما في ذلك التعاون الاقتصادي والتجاري والعلاقات القنصلية، فضلًا عن الموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وتبحث اللجنة إزالة المعوقات التي تمنع انسياب حركة التجارة البينية، والعمل على زيادة معدلات التبادل التجاري والاستثمار بين البلدين، وتتم مناقشة مقترح إقرار "ميثاق شرف إعلامي" بين البلدين، يعكس خصوصية العلاقة ويساعد على تجنب التعامل غير المسئول من جانب بعض الدوائر الإعلامية تجاه علاقات البلدين، فضلًا عن مناقشة العلاقات الثقافية المشتركة على ضوء أن عام 2017 هو عام الثقافة المصرية في السودان وعام الثقافة السودانية في مصر.