فجر عاطف صحصاح
د. هشام مرسي: 6 وسائل لـ"التدخل الخشن" ضمانًا لعدم الانجرار للعنف في مواجهة الانقلاب
تخوض مصر حاليا ما يمكن تسميته وفقا للأكاديميات العالمية حربا من حروب اللا عنف، وذلك نظرا لمقاومتها انقلابا غاشما دمويا، سرق شرعيتها وفتح المعتقلات، واستخدم القنص والقتل المباشر في الشوارع والميادين.
التقت الحرية والعدالة خبيرا معنيا بمثل هذه الملفات هو أ.د. هشام مرسي -مؤسس أكاديمية التغيير- وهي مؤسسة مهتمة بدراسات بناء المجتمعات القوية تأسست في عام 2006، مكتبها الرئيسي في فيينا، وبرعت في استقراء حروب المستقبل من خلال التنظير لـحروب اللاعنف، والتعرض لتجارب الدول في هذا الإطار، وعقد ورش العمل المستمرة لتطوير أسلحة هذا النوع من الحروب.
أكد -هشام- في حديثه أهمية عدم الاستدراج إلى الخيار العنيف التي قد تفرضه بعض ممارسات الخصوم في تلك الحروب، واستبدال ذلك بتطوير بعض الآليات الخشنة في إطار استراتيجيات ممنهجة ومدروسة. كما أشار إلى أن عامل الوقت غالبا ما يكون في مصلحة حركات المقاومة؛ وذلك إذا توافر لديها القدر الكافي من التخطيط والتكتيك الذي يضمن نجاحها. مشيرا إلى أن أهم عوامل الحسم هو كسب البنية التحتية متمثلة في الوعي الجماهيري العام.

السلمية في المواجهة والمقاومة ماذا تعنى؟
من الواضح أن المقصود بكلمة السلمية المصطلح الذي تداوله نشطاء مصريون. وهذا المصطلح لم تستخدمه الأكاديمية ولم يرد في أدبياتها. حيث إن ما أنتجته الأكاديمية وطورته هو مصطلح حرب اللاعنف، والتي عرَّفتها الأكاديمية في كتاب السلسة الأول حرب اللاعنف.. الخيار الثالث على أنها شن الصراع الحاسم، على الخصوم المعاندين، من خلال التحكم المقصود والمخطط، في أدوات القوة السياسية، لتحطيم إرادة الخصم، باستخدام أسلحة لا عنيفة قوية التأثير.
ومن ثم يصبح الفعل السلمي جزءًا من حرب اللاعنف التي تقوم على شن الحرب على الخصم السياسي وتشكيل خطوط الهجوم والدفاع اللاعنيفة التي تتطلبها هذه الحرب.
ما الفرق بين السلمية الإيجابية والسلمية السلبية؟
حرب اللاعنف كلها إيجابية، إذ إنها في مجملها تبني المجتمع القوي القادر على دعم النظام السياسي متى صلح، ومعارضته متى أخطأ، والإطاحة به متى استبد وطغى، فهي تمد المجتمع بوسائل المقاومة التي تتجاوز الدساتير والقوانين الجائرة. وتنقسم وسائلها إلى 3 أقسام رئيسة؛ هي الاحتجاج والإقناع، التدخل المباشر، وسحب التعاون.

فلو حافظ الإنسان على رجاحة عقله إزاء القمع الجاهل لتمكن من إفقاد القمع فاعليته دون أن يفرط في هدفه الأسمى وهو تقوية المجتمع. وقد تمثل هذا في رد غاندي حين سأله الإنجليز هل تتوقع أننا في نهاية المطاف سنترك لكم الهند ونرحل؟ قال ببساطة ووعي نعم، لأن أكثريتنا التي تحاول أقليتكم أن تسيطر عليها ستجعل بقاءكم في الهند مستحيلا وبثمن باهظ لن تتمكنوا من دفعه فضلا عن أن تجدوه.
فإذا كانت القلة المستبدة تستخدم العنف، ضد الأكثرية اللاعنيفة، فمن العقل أن تجد الأكثرية طرقا تحاصر بها هذه الأقلية وتمنعها من إهدار مقدرات الدول وأموال المجتمع على جهلها العنيف، أما إذا انساقت الأغلبية وراء هذا الجهل والغباء، فسيكون عنفها مهما بلغ أضعف من عنف الدولة، ومن ثم تستطيع قوى الاستبداد أن تسحقها، كذلك سيبقى عنف الأغلبية –إذا انساقت إليه- أضعف من عنف المجتمع الدولي، الذي يترقب الفرص للتلاعب بكل الأطراف الضعيفة داخل الدولة، فيما تظل الأكثرية غافلة عن قوتها الحقيقية التي تستطيع بها دحر كل طرف عنيف مهما بلغ عتاده المادي.
:ضوابط التدخل الخشن
1- الرضا الشعبي
2- تجنب الإضرار بعموم المواطنين، أو ترويع الآمنين
3- التعطيل لا التدمير
4- الحفاظ على المسار اللاعنيف ودعمه
5- رمزي لا تحريضي
6 لا يفوق عنف الخصم
|