كتب كريم محمد:
تكشفت عدة مفاجآت خطيرة حول هجوم سانت كاترين الذي وقع مساء أمس الثلاثاء تدين نظام السيسي وتتهمه بالتواطؤ والفشل، وأنه يقدم معلومات لحماية أمن الدولة الصهيونية دون أن يستفيد بالمقابل من معلوماتها الأمنية، بعدما تبين أن تل أبيب حذرت قبل 8 أيام كاملة من الهجوم.
فيما كشف صحفي بدير سانت كاترين ومرشد سياحي "استحالة" تسلل أحد إلى المنطقة الجبلية وإطلاق نار، مؤكدا وجود كمين يحيط بالكمين الذي تم ضربه وقوات جيش وشرطة وحراس جبال من البدو، معتبرا ما جرى "يثير الحيرة".
هل علمت إسرائيل بالهجوم؟
وقبل هذا الهجوم بـ8 أيام جددت إسرائيل تحذيراتها، في 10 إبريل، لرعاياها من السفر إلى عدة أماكن من بينها شبه جزيرة سيناء، وأغلقت معبر طابا، ما يشير لوجود خطر حقيقي هذه المرة، حيث كانت تكتفي سابقا بالتحذير دون غلق المعبر، فيما أكدت هيئة مكافحة الإرهاب الإسرائيلية، أن التحذير الأهم هو عدم زيارة سيناء.
وأكد وقوع هجوم من داعش على جنوب سيناء "عوفير جندلمان" المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي، عبر حسابه على "تويتر"، متحدثا عن "قيام داعش بتنفيذ عمليات إرهابية وشيكة ضد سياح هناك".
وعاد "جندلمان" بعد الهجوم على سانت كاترين، أمس ليؤكد استمرار إبقاء معبر طابا مغلقا أمام الإسرائيليين الراغبين بالدخول إلى مصر بطلب من "هيئة مكافحة الإرهاب".
ويبدو أن هذا الهجوم كان يستهدف المسيحيين والسياحة، ومحو سانت كاترين من خريطة سيناء السياحية، حسب مصادر أمنية لوكالة رويترز لهذا تم رفع درجة التأهب القصوى للأمن في المنشآت السياحية بجنوب سيناء بعد الهجوم.
ويقول "سليمان الجبالى كاترين"، وهو صحفي لدى دير سانت كاترين ومرشد سياحي أن الكمين يبعد عن الدير بحوالي "كم" واحد، وإطلاق النار جاء من جهة الغرب ومن خلف البازارات من سلاح آلى على بعد أمتار قليلة، مستغربا ذلك لصعوبة وصول أي سلاح للمنطقة ووجود عدة أكمنة.
ويشرح ما يحيره بقوله: "الكمين المذكور محاط بكمين من قبله بحوالي 400 متر، كمين الشادوف من الغرب، ومن الجانبين الأيسر والأيمن أبراج للجيش والشرطة أعلى التبه فكيف تسلل الجاني؟".
وتابع: "من الصعب أو المستحيل شخص يحمل سلاح يصل إلى هذه المنطقة التي عثرت الشرطة فيها على سلاح آلى وعباءه يرتديها الجاني، حيث إن هذه المنطقة بها حزام أمنى يستحيل اختراقه".
تضارب مضحك في التصريحات
وقبل الهجوم وصف محافظ جنوب سيناء خالد فودة، وهو نسيب السيسي (ابنة السيسي متزوجة ابنه) حفلات أعياد الربيع التي أحياها مطربون لبنانيون بشرم الشيخ بأنها "أبلغ دليل على حالة الأمن والأمان التي تشهدها مدن جنوب سيناء".
وأظهر الهجوم المفاجئ تضاربا صارخا في تصريحات المسئولين الأمنيين، ما بين مؤكد لوقوع هجوم "إرهابي" وبين ناف.. ومعتبرا أنه "خطأ فرد أمن" أطلق النار على زملائه بالخطأ.
وترك عدة تساؤلات حول: أسباب هذا التضارب؟ هل هو نقص معلومات؟ أم تقصير أمنى ومحاولة للتخفيف من وقع هذه الحادثة الخطيرة في منطقة اشتهرت بالهدوء الامني، أم اخترقت داعش السياج الامني بين شمال وجنوب سيناء؟ وكيف علمت اسرائيل بالهجوم مبكرا؟ وما هو هدف داعش من الهجوم؟
أعلن المسئول الأمني الأول في جنوب سيناء اللواء أحمد طايل، مدير أمن جنوب سيناء، أن إطلاق النار الذي سمع دويه بمحيط دير سانت كاترين كان عن طريق "الخطأ" من أحد أفراد الشرطة.
فيما اعترفت وزارة الداخلية، في بيان، أنه حادث إرهابي، دون أن تذكر ذلك صراحة، حيث أكدت قيام "عدد من الأشخاص المسلحين أعلى المنطقة الجبلية المواجهة لأحد الأكمنة الأمنية بطريق سانت كاترين بجنوب سيناء بإطلاق الأعيرة النارية الثلاثاء تجاه القوات بالكمين".
وقبل هذا الهجوم بأقل من 3 أشهر كان اللواء أحمد طايل أشار لوضع "سياج أمنى" بين شمال وجنوب سيناء بالتنسيق مع القوات المسلحة، لمنع انتقال العمليات الارهابية في شمال سيناء إلى جنوبه الذي ينعم بالهدوء منذ آخر هجمات وقعت هناك عام على منتجع طابا وشرم الشيخ والغردقة.
وكانت أخطر هجمات شهدتها المنطقة عامي 2004 و2005 حين أعلن تنظيم مرتبط بالقاعدة يطلق على نفسه "تنظيم القاعدة في بلاد الشام وأرض الكنانة-كتائب الشهيد عبدالله عزام" مسئوليته عن 3 تفجيرات شرم الشيخ قتل فيها 81 مصريا و7 أجانب، في بيان نشر على الإنترنت وهجمات في طابا 2004، قتل فيها 34 وأصيب أكثر من 150 بجراح أغلبهم من السياح الإسرائيليين.