كتب رانيا قناوي:
كعادة سلطات الانقلاب في تضارب الأنباء للكشف عن المتورطين في أي من العمليات الإرهابية، أثارت تصريحات الأجهزة الأمنية حول حادث سانت كاترين، الذي أعلن تنظيم "داعش" مسئوليته عن هجوم استهدف، مساء أمس الثلاثاء، حاجزًا أمنيًا قرب دير سانت كاترين بمحافظة جنوب سيناء (شمال شرق) أسفر عن مقتل شرطي، وفق حسابات منسوبة للتنظيم، في حادث هو الأول بالمحافظة الأكثر تأمينًا منذ 38 شهرًا.
ونقلت حسابات منسوبة للتنظيم قوله إن "الهجوم الذي وقع قرب كنيسة (دير) سانت كاترين جنوب سيناء نفذه مقاتلو الدولة الإسلامية"، وأسفر عن مقتل شرطي وإصابة 3 آخرين.
تضارب بيانات أجهزة الأمن
في الوقت الذي تضاربت فيه بيانات الأجهزة الأمنية، حيث قالت الداخلية، إن "عددًا من الأشخاص المسلحين (لم تحددهم) قاموا من أعلى المنطقة الجبلية المواجهة لأحد الأكمنة الأمنية (نقطة تفتيش) بطريق سانت كاترين، بمحافظة جنوب سيناء، بإطلاق الأعيرة النارية تجاه القوات بالكمين".
وأضاف البيان: "بادلتهم القوات إطلاق النيران، حتى تمت السيطرة على الموقف، وإصابة بعضهم وإجبارهم على الفرار وترك أحدهم السلاح الناري، والعديد من الطلقات حتى يتمكن من تهريب العناصر المصابة".
في حين أعلنت مديرية أمن جنوب سيناء، أن مجندا أطلق النار بالخطأ فأصاب زملاءه.
في غضون ذلك، أبدى الكاتب الصحفي، جمال سلطان رئيس تحرير صحيفة "المصريون"، تعجبه من تضارب البيانات الصادرة من مديرية أمن جنوب سيناء والداخلية، حول الإطلاق الناري الذي تعرض له كمين منطقة دير سانت كاترين.
وقال -في تغريدة عبر حسابه الرسمي بموقع التغريدات القصيرة "تويتر"- "لدينا بيانان عن سانت كاترين، بيان مدير أمن جنوب سيناء أن مجند أطلق النار بالخطأ فأصاب زملاءه، وبيان الإعلام الأمني عن هجوم مسلح.. عادي كدة؟".
كما أعرب المحامي الحقوقي طارق العوضي عن استياءه للهجوم الإرهابي الذي تعرضت له احد الأكمنة الأمنية بمنطقة دير سانت كاترين.
واكد في تغريدة عبر حسابه الشخصي بموقع التغريدات القصيرة "تويتر": "لازم مدير أمن جنوب سيناء يقعد مع المكتب الإعلامي بوزارة الداخلية ويتفقوا علي رواية واحدة للحادث، هجوم إرهابي ولا عسكري طلعت منه طلقة غلطة".
واختتم: "رحم الله الشهداء جميعا وغفر لهم وآلهم أهلهم الصبر والسلوان".
فنكوش حالة الطوارئ
ويشير الهجوم أمس على دير سانت كاترين إلى إرسال "داعش" رسالة واضحة لنظام الانقلاب، ويؤكد أنه رغم حالة الطوارئ التي أعلنت في البلاد، فإنه قادر على ضرب جنوب سيناء، بالقرب من المواقع السياحية الشهيرة على شاطئ البحر الأحمر، وإضافة أهداف جديدة لخارطة الهجمات في بلد النيل”.
وقال "يارون شنايدر" مراسل الشئون العربية بموقع القناة الثانية الإسرائيلية، لدى تعليقه على استهداف مسلحي التنظيم المتشدد نقطة أمنية مصرية على الطريق المؤيدي لدير سانت كاترين مساء أمس الثلاثاء ما أسفر عن مقتل أمين شرطة وإصابة ثلاثة آخرين، إنه: "رغم إعلان حالة الطوارئ في مصر واستنفار الجيش للحرب على إرهاب "داعش"، يثبت التنظيم أنه قادر على ضرب المحافظة التي لم يصل إليها عناصره بعد- جنوب سيناء- ليس بعيدا عن المواقع السياحية الشهيرة على ساحل البحر الأحمر".
وقال واصفا هجوم سانت كاترين: "كمين مسحلي داعش على طريق المرور الرئيسي للدير وأطلقوا النار تجاه رجال الشرطة الذين كانوا يقومون بتأمين المكان. يقع الدير على سفح جبل موسى، الذي تعتبره المسيحية جبل سيناء. يدور الحديث عن موقع سياحي كان الكثير من الإسرائيليين يزورونه في الماضي".
واعتبر أن العمليات الأخيرة لداعش تشير إلى توسيع نطاق هجماته خارج معقله بشمال سيناء، وكذلك التركيز على استهداف الأقباط المسيحيين، بما في ذلك تفجير الكنيستين في طنطا والأسكندرية الذي أسفر عن مقتل ما يزيد عن 45 شخصا وإصابة العشرات في التاسع من أبريل، وقبلها تفجير الكنيسة البطرسية بالعباسية وسط القاهرة في11 ديسمبر 2016 وسقوط 29 قتيلا وإصابة 31 آخرين في الهجوم، ليكون استهداف قوة شرطية تقوم بتأمين الدير بسانت كاترين هو الهجوم الأخير في تلك السلسلة الدموية.
وتساءل :”كيف يواجه نظام السيسي؟ تحدثت وسائل الإعلام المصري خلال الأيام الماضية عن القبض على متورطين في الهجمات الأخيرة، قيل أن بعضهم نشطاء في داعش، لكن وبالنظر إلى قدرة التنظيم الذي عاد ونفذ هجوما جديدة بعيدا عن معقله بشمال سيناء- خلال 10 أيام فقط- يكون من الواضح أن جهود قوات الأمن المصري ليست كافية بالمرة".
يشار إلى أن إسرائيل أعلنت أمس استمرار غلق معبر طابا أمام الإسرائيليين، وهو ما يعني منعهم من السفر إلى سيناء عن طريق إيلات.
وأغلقت إسرائيل المعبر عشية عيد الفصح اليهودي الأسبوع الماضي حتى إشعار آخر، وفسر ما يسمى مكتب مكافحة الإرهاب في تل أبيب قراره بورود معلومات مؤكدة عن تخطيط تنظيم داعش لعمليات ضد أهداف سياحية بجنوب سيناء.
ويعد الحادث الأول من نوعه بالمحافظة منذ تفجير حافلة طابا منتصف فبراير2014 الذي أسفر عن وقوع 4 قتلى (3 سائحين من كوريا الجنوبية + سائق الحافلة وهو مصري) و16 مصابا وتبناه حينها تنظيم "أنصار بيت المقدس".
ودير سانت كاترين، أحد أقدم الأديرة في العالم، ومدرج على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) لمواقع التراث العالمي.
ويأتي الهجوم بعد 10 أيام من تفجيرين استهدفا كنيستين بمدينتي طنطا والإسكندرية (شمالي البلاد)، أسفرا عن مقتل وإصابة العشرات أعلن "داعش" مسؤوليته عنهما، وبعد نحو أسبوع من فرض حالة الطوارئ بالبلاد.