في مصر: تعيش تاجر مخدرات وتموت لابس قضية إرهاب!

- ‎فيتقارير

كتب سيد توكل:

كل شيء بعد انقلاب 30 يونيو 2013 يمشي بـ"البركة"، حتى وصل الأمر إلى الخلط بين الأمن الجنائي والسياسي، وكما كان يجري في أقسام الشرطة ولا يزال معمولا به من القبض على أي مواطن بالشارع وعرضه على مأمور القسم الذي يخيره بين عدد من الجرائم، حيازة سلاح أبيض "مطواة"، أو حيازة مواد مخدرة "بانجو"، أو سرقة بالإكراه، وعلى الضحية البريء أن يختار بنفسه أيهم أخف له، بعدها يستطيع المأمور كتابة تقرير عن حماس ويقظة معاونيه وعناصر القسم وينال ترقية.

وعلى طريقة فيلم "الهروب" الذي قام ببطولته الفنان الراحل أحمد زكي، وأخرجه العبقري عاطف الطيب، طبق السيسي السيناريو بحذافيره دون أي تجويد، فقامت أذرعه بقتل المطلوبين الجنائيين، وتصوير حملات القتل على أنها مهاجمة أوكار الإرهابيين، واحتفل إعلام الانقلاب بالانتصارات التي يحصدها السيسي في مواجهة الإرهاب!

رواية الأهالي
وهذا ما جرى في قرية البصارطة اليوم في محافظة دمياط، تلك القرية المنكوبة بمليشيات العسكر وإعلام الانقلاب، حيث استيقظ سكان مدينة تفتيش كفر سعد فجرًا على أصوات إطلاق رصاص كثيف وحالة من الهرج والمرج بشارع مبارك، أعقبها توارد أنباء عن تصفية مطلوب واعتقال آخر بإحدى الشقق السكنية.

ثم عقب إعلان اسم القتيل اتضح أنه المدعو السيد غازي كحلة، وهو مشهور بالتجارة المشبوهة (سلاح ومخدرات)، وأنه كان مستأجرا المنزل منذ قرابة أسبوعين.

وأنه توجد بينه وبين بعض الضباط مشاكل شخصية، فتوجهت قوة من الأمن للقبض عليه فحدث تبادل لإطلاق الرصاص، مما أدى لإصابة ضابط وأمين شرطة ومجند، ونتيجة التبادل الكثيف لإطلاق الرصاص تم تصفية المطلوب، والسيطرة على الموقف.

وعقب التصفية حضر ضباط من الأمن الوطني، ثم تم إطلاق شائعات في الصفحات والمواقع التابعة للانقلاب بأن القتيل إرهابي، وكان يجهز للقيام بتفجير كنيسة رأس البر واغتيالات، وحتى اللحظة لم يصرح مصدر رسمي بملابسات الحادث، خاصة أن القتيل ووفقًا لشهود عيان وأهل قريته أنه مشهور بتجارته المشبوهة.

رواية صحيفة كاذبة
وفي رواية صحيفة "اليوم السابع" التي تديرها المخابرات العسكرية، كان الأمر مختلفًا 180 درجة، حيث تصدرها ذلك العنوان: "ننشر صورة الإرهابى السيد سحلة بعد مقتله برصاص الأمن فى دمياط"، وهكذا تخلط صحف الانقلاب الأوراق وتطلق على الجنائيين وصف إرهابيين للتغطية على فشل السفيه عبدالفتاح السيسي، بعد تفجير آخر كنيستين الأسبوع الماضي.

الانقلاب يصفّي جنائيا بدمياط يتهمه بـ"الإرهابي" واستنكار لأكاذيب إعلام الانقلاب