أحمدي البنهاوي
يبلغ عدد مصانع الرنجة المرخصة في مصر 22 فقط من بين 700 مصنع، وتمثل نحو 3% فقط من جملة المصانع المستوردة لتلك السلعة الغذائية، التي تراوح سعر الكيلو الواحد منها، اليوم الإثنين، بين 35 و70 جنيها، وهو ما يفسر حالات التسمم الغذائي التي تتزامن مع موسم "شم النسيم"، الذي يحتفل به- على الأقل غذائيا- أغلب المصريين.
وتستورد مصر استعدادا للموسم نحو 80 ألف طن من أسماك "الهارنج"، من هولندا والدول الإسكندنافية كالنرويج، تبلغ مجمل قيمتها نحو 80 مليون دولار هذا العام، بحسب موقع الجزيرة الفضائية، و67 مليون دولار بحسب غرفة الصناعة المصرية، لسنة 2016-2017، وهو ما يعني أن قيمة الاستيراد تصل إلى نحو مليار و480 مليون جنيه مصري، في الوقت الذي عقمت فيه عقول "حكومة" الانقلاب عن توفير البدائل من الأسماك المصرية– مثل الفسيخ والملوحة- بأسعار في المتناول.
22 مصنعا
وبحسب اتحاد الصناعات المصرية، يبلغ عدد مصانع الرنجة المرخصة 22 مصنعًا بنهاية 2016، بينما المصانع غير المرخصة تُشير التقديرات إلى أنها تتجاوز 700 مصنع بمختلف أنحاء الجمهورية، بإجمالي عمالة بالقطاعين الرسمي وغير الرسمي تبلغ نحو مليون عامل.
من جانبه، قال ممثل اتحاد الغرف التجارية في لجنة اللحوم والدواجن والأسماك سمير سويلم: إن واردات أسماك الهارينج المستخدمة في تصنيع الرنجة تمثل نحو 30% من إجمالي واردات الأسماك، موضحًا أن ارتفاع سعر الدولار كان ذا تأثير بالغ على أسعار الرنجة.
واتفق معه هاني المنشاوي، عضو الشعبة، وقال: إن "أسعار الرنجة شهدت زيادة كبيرة هذا العام بسبب الدولار"، موضحًا أنه يتم تصنيعها من خلال استيراد نوع معين من الأسماك، وهي سمكة (الهارينج)، وبالتالي تأثر سعرها بنسبة كبيرة بسبب الدولار وقرار تعويم الجنيه المصري.
أزمة أسماك
وفشلت حكومة الانقلاب في إيجاد حلول للفاتورة العالية لاستيراد الأسماك، التي تمثل الرنجة 30% من الأسماك المستوردة، ما يعني أن كلفة استيراد الأسماك تتخطى 5 مليارات جنيه سنويا.
وأن الأزمة الكبرى التي يواجهها الانقلاب حاليًا هي توفير الأسماك في شم النسيم، خصوصًا وأن معدل استهلاك الأسماك في تلك الأعياد يكون مرتفعًا، خصوصا الأسماك المملحة.
واستبدلت المزارع السمكية التابعة للجيش، أسماك البلطي "النيلي والطوبار والبوري"، بمنتج بحري آخر وهو الجمبري؛ بغرض التصدير وتقديم العائد المادي لصالح الجيش على أسعار الأسماك، لتكون في متناول الشعب المصري، الذي بات يئن من أسعار الأسماك، وهو ما بات واضحا في موسم شم النسيم، الذي يزيد فيه الطلب على الأسماك.
وحتى الأقفاص التي تؤجرها وزارة الري والموارد المائية للقطاع الخاص، والمنتشرة في الصعيد بشكل كبير، أمرت حكومة الانقلاب بإزالة جميع الأقفاص المخالفة من النيل- و95% من الأقفاص مخالفة- رغم أن تلك الأقفاص تساهم بجزء كبير في حل أزمة نقص الأسماك الموجودة.
أغذية مرتبطة
كما ارتفعت أسعار بعض الخضراوات المرتبطة باليوم، بحيث ارتفع سعر كيلو الليمون إلى 30 جنيها، ووصل سعر كيلو البصل إلى 10 جنيهات، وحزمة البصل من جنيه ونصف إلى 4 جنيهات، وسعر كيلو الخيار إلى 6 جنيهات، والطماطم ما بين 10 و12 جنيها للكيلو، فضلا عن أن أسعار الخبز تتراوح بين جنيهين ونصف و15 جنيها لأسرة من 6 أفراد.
وسجلت أسعار البيض ارتفاعا أيضا، حيث وصل سعر الواحدة منها إلى 1.5 جنيه، ويرتبط البيض ببعض تقاليد شم النسيم مثل تلوينه وتناوله في هذا اليوم.