كتب سيد توكل:
"السيسي يصطاد في الماء العكر" هذا ما أكده مراقبون ربطوا بين إعلان السيطرة الإيراني على مضيق هرمز وزيارة قائد الانقلاب إلى دولة الإمارات، واستماتته في لقائه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، وهو ما يفسر نقل الأذرع الإعلامية للعسكر خبر احتلال طهران للمضيق عن وكالات إيرانية.
الكاتب الصحفي عبدالشافي مقلد، يعلق على إعلام السيسي وإعلان إيران بالقول: "ليس من الطبيعي ولا المعتاد أن تنقل الصحف -لا سيما ذات الجماهيرية الكبيرة مثل اليوم السابع وغيرها- عن وكالات أنباء إيرانية، وهو ما يضع العديد من علامات الاستفهام حول التغير الواضح في السياسة التحريرية لهذه الوسائل الإعلامية".
مؤكداً: "احتمال وجود ربط بين هذا الإعلان الإيراني الذي تسعى الصحف المصرية لتسويقه ونشره إعلاميا، وبين الضغط الممارس من القاهرة على دول الخليج لاسيما الرياض، خاصة بعد زيادة حدة التوتر بين الجانبين مؤخرا، ولجوء المملكة إلى وقف دعمها ومساعداتها النفطية للقاهرة، وهو ما قوبل ببعض التوجهات والقرارات والمواقف السياسية التي عزفت على أوتار تصعيد الأمور بين البلدين".
وجاء الإعلان الإيراني عن بسط سيطرة طهران الكاملة على مضيق هرمز والخليج العربي ليمنح قبلة الحياة من جديد لخيط العلاقات الذي انقطع بين السعودية مع نظام السيسي، وأعاد الكرة في مياه الحراك الذي يبذله الأخير، لإصلاح ثقوب الأخطاء التي أغضبت الممول الرئيسي لخزينة العسكر، مستغلا مخاوف الرياض من التوسع الشيعي في الخليج.
زيارة "السيسي" الأخيرة لدولة الإمارات جاءت متزامنة مع إعلان إيران هذه السيطرة، وهو ما جعل مراقبون ينقبون عن الهدف من الإعلان في نفس توقيت الزيارة، إضافة إلى التساؤل بشأن تغيير سياسة الإعلام المصري حيال ما يصب في مصلحة طهران.
وفي الوقت الذي أنهى فيه السيسي زيارته إلى الإمارات، بدأ العاهل السعودي السبت زيارة رسمية إلى أبو ظبي، يبحث خلالها بعض القضايا مع المسئولين الإماراتيين ضمن جولة خليجية تشمل أيضا قطر والبحرين والكويت.
السيسي يصطاد في الإمارات !
من جانبه علق الكاتب السعودي أبو مشعل العقيل، على ما أوردته وكالة الأنباء الإيرانية بشأن السيطرة على مضيق هرمز والخليج العربي، في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر".
وقال "العقيل" إن :"إيران تسيطر على المضيق والخليج في الوقت الذي يزور فيه السيسي الإمارات فرحا، بانتظار هرولة السعودية له لمطلب مساعدته لإنقاذها من المؤامرة الإيرانية للسيطرة على أكبر ممر ملاحي في المنطقة".
أما الصحفية المصرية "هند العربي"، فأكدت أن :"ما تم نشره على بعض المواقع الإخبارية المصرية لابد وأن نقف عنده كثيرا، فالخبر وإن كان عاديا في شكله، إلا أنه يحمل العديد من علامات الاستفهام لا يمكن تغافلها، حيث يشب الشك في أنفس البعض حيال توجهات إعلامية معينة تجاه الحلفاء الجدد، في إشارة منها إلى إيران وروسيا".
مضيفة أن :"السر في هذه التوجهات الإعلامية الجديدة، هو "تيران وصنافير " والصراع بين البلدين حولهما، إضافة إلى تباين وجهات النظر حيال بعض الملفات الإقليمية لاسيما سوريا، وهو ما يجعل كل طرف يلجأ إلى تحقيق أكبر قدر من المكاسب الممكنة من خلال الضغط على الطرف الآخر".
وأكدت أنه :"بالرغم من عدم رضاها عن بعض المواقف السعودية الأخيرة تجاه القاهرة، إلا أنها ترفض وبشدة أي ابتزاز يمارس ضد الدول الشقيقة"، مضيفة أن :"الرياض تسعى لترجمة سياساتها بالدعم المالي، والقاهرة ترد بالضغط السياسي والأمني، وكل يلعب بأوراقه الخاصة".
ودعت الأذرع الإعلامية للانقلاب :"التوقف عن مثل هذه السياسات التي تنخر في وحدة الأمة، وتسعى إلى تفكيكها على حساب مصالح خاصة، فلا يجب أن يستخدم الإعلام كأداة لتصفية الحسابات بين الدول، حتى لا تتحول منابرنا الإعلامية إلى ساحات للردح والتشويه، وهو ما يصب في نهاية الأمر في صالح أعداء الأمة العربية الساعين إلى تفتيت وحدة الكيان العربي وتفريغه من مقومات الوحدة والقوة".
سياسة الانقلاب فاقمت الأزمة مع الرياض
وتحدثت تقارير إعلامية في الآونة الأخيرة عن مساعٍ من عدة أطراف عربية بينها الإمارات والكويت والبحرين لطي خلاف طرأ أخيرا على علاقات الانقلاب مع السعودية، لكن هذه التقارير تحدثت عن فشل هذه المساعي حتى الآن.
ونشبت أزمة بين نظام السيسي والسعودية عقب تصويت القاهرة في مجلس الأمن منتصف أكتوبر المنصرم إلى جانب مشروع قرار روسي، لم يتم تمريره متعلق بمدينة حلب السورية، كانت تعارضه دول الخليج والسعودية بشدة.
وتصاعد التوتر مع قطع السعودية لشحنات بترول بتمويل ميسر اتفقت، في أبريل ، على تزويد القاهرة بها شهريا ولمدة 5 سنوات.
ويقول مراقبون إن توجهات سياسة الانقلاب اللاحقة فاقمت الأزمة مع السعودية، ومنها تصريح السيسي العلني بدعم قوات "بشار الأسد"، الذي ترفض السعودية أي تواجد له في مستقبل سوريا، بجانب تقارير عن إرسال العسكر قوات للقتال إلى جانب "الأسد".