كتب حسن الإسكندراني:
يعد من بين القلائل الذين صمدوا في وجه البطش والظلم والديكتاتوريات أسد المعتقلين محمد مهدي عاكف، نموذجًا قلما تجود الأزمة به، ففى محنته وشيخوخته وكبر سنه الذي بلغ 90 عامًا ليصبح عميدًا لمعتقلي العالم الحر، ويظل رافعًا الرأس لا ينحني مهما عصفت به غيابات السجون وأقعدته حبيسًا بين جدران الظلم والظلام العسكري.
وفى ظل هذا الفجر العسكرى، تعيش نجلته كل يوم تنتظر الخلاص وترسل الدعوات والنداءات لوالدها عميد معتقلى العالم" مهدى عاكف" والتى كان من بينها ، تدوينه نشرتها عبر صفحتها بالفيس بوك ،تحت إسم الحرية لمحمد مهدى عاكف، جاء فيها" لو بحثت فوق الدهر دهرا،كما نشرت أيضاً الآية 30 من سورة فصلت، إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ"، وكتبت: من أكتر الآيات اللي بابا كان بيصلي بيها .
محمد مهدي عاكف، سجين كل العصور، والذي ولد في عام 1928 بالدقهلية، حصل على الثانوية العامة من مدرسة "فؤاد الأول"، تخرج من المعهد العالي للتربية الرياضية سنة 1950، ثم التحق بعدها بكلية الحقوق جامعة القاهرة 1951.
شارك "عاكف" في إعداد لعمليات الجهاد في فلسطين عام 1948، ثم رأس معسكرات جامعة إبراهيم في الحرب ضد الإنجليز في القناة،اعتقل فى 1954 ضمن حملة شنتها عبد الناصر، خرج بعدها في عام 1974فى عهد أنور السادات، وزاول عمله كمدير في وزارة التعمير،ثم قدم للمحاكمة العسكرية 1996 فى قضية "سلسبيل"، واختير بعدها فى 2004 مرشدًا عام لجماعة الإخوان المسلمين خلفًا للراحل محمد المأمون الهضيبي.
ويعد "عاكف" صاحب أول لقب مرشد سابق لجماعة الإخوان، عقب رفضه عدم الترشح لفترة ثانية، ليتم انتخاب الدكتور محمد بديع مرشدًا جديدًا للإخوان المسلمين. اعتقل عقب الانقلاب العسكري في 2013 وحتى الآن.