“هويدي” يلخص دروس حصار المجتمع الأمريكي لـ”ترامب”

- ‎فيأخبار

كتب رانيا قناوي:

قال الكاتب الصحفي فهمي هويدي، إن احتشاد القوى الحية فى المجتمع الأمريكي لتحدى الرئيس دونالد ترامب، بعدما تبين أن سياسته تهدد قيم المجتمع الأمريكى وتقاليده السياسية الراسخة، خاصة بعد الهزيمة المدوية التى منى بها ترامب هذا الأسبوع هي أحدث جولات الصراع بين المجتمع والرئيس.

وأضاف "هويدي" -خلال مقاله بصحيفة "الشوق"، في عددها المنشور صباح اليوم الاثنين- أن ترمب منذ حملته الانتخابية دأب على التنديد بمشروع الرعاية الصحية الذى تبناه الرئيس السابق باراك أوباما (أوباما كير)، ووعد بهدمه وتقديم مشروع بديل له. وحين فعلها، اكتشف أنه لن ينال الأغلبية التى تسمح بتمريره. فما كان من رئيس مجلس النواب، بول ريان، إلا أن سحب المشروع تجنبا للفضيحة وسترا لموقف الرئيس. إذ تبين أن رافضى المشروع لم يكونوا خصومه الديمقراطيين فحسب ولكن بعضا من أنصاره الجمهوريين انضموا إليهم فى المعارضة الشرسة له.

وأوضح هويدي أنه ليس ذلك الموقف الوحيد للكونجرس الذى يعارض فيه الرئيس ويتحداه، ذلك أن أعضاء من الديمقراطيين وبعض الجمهوريين لم يكفوا عن انتقاد سياسته، حتى أن أحدهم طالب بالكشف على سلامة قواه العقلية للتثبت من قدرته على الاستمرار فى الحكمن فضلا عن أن القضاء كان سباقا فى كبح جماح الرئيس ورفض أوامره التى دعت إلى منع دخول رعايا ٧ دول ذات أغلبية إسلامية إلى الولايات المتحدة.

وأشار فى هذا الصدد غظلى أنه لا أحد يستطيع أن ينسى الدور الذى يقوم به الإعلام فى انتقاد الرئيس وفضح سياساته منذ حملته الانتخابية، ولاتزال كبريات الصحف الأمريكية وأشهر البرامج التليفزيونية تقوم بذلك الدور، سواء من خلال رصد الأكاذيب التى يروج لها أو إفساح المجال لآراء الأكاديميين وعناصر النخبة الذين تصدوا له بكل شجاعة وإصرار، وهو ما أغضب الرجل حتى فقد أعصابه واعتبر الإعلام "عدوا" له، خاصمه وقاطع بعض منابره.

واختتم هويدي مقاله قائلا: إن المجتمع الأمريكى ممثلا فى مؤسساته المستقلة هو الذى يتحدى الرئيس الآن ويحاصره، وهو ما ينبهنا إلى أن هذه المؤسسات ما كان لها أن تقوم بذلك الدور الجليل إلا لأنها تشكلت ومارست فى أجواء من الحرية والديمقراطية التى وفرت لها الاستقلال وسلحتها بالجرأة والنزاهة السياسية، وأن قوة مؤسسات المجتمع المدنى هى الحصن الحقيقى الذى يحميه من تغول السلطة ونزق القائمين عليها.

وأكد أنه ليس صحيحا أن المجتمع تحميه عضلات السلطة أو سلاحها، فتلك لها أهميتها فى لحظات معينة وحدود مقدرة، أما القوة الحقيقية والباقية فتتمثل فى مؤسسات المجتمع التى تخرج من رحمه ويكون ولاؤها الأول له، بحيث تظل معنية بدعمه وليس التعلق بأهداب السلطة.