كتب- سيد توكل:
تعرض المصريون لصدمة وغضب، من طريقة تعامل وزارة الآثار في حكومة الانقلاب مع كشف أثري جديد لتمثالين أحدهما للملك رمسيس التاني والثاني للملك سيتي التاني، حيث قامت الوزراة باستخراج التمثال عن طريق “اللوادر”و “الكراكات” دون عناية مما أدى لكسرهما.
وكانت البعثة الأثرية المصرية الألمانية المشتركة، اكتشفت تمثالين في منطقة سوق الخميس بحي المطرية بمنطقة عين شمس الأثرية، وقامت الوزارة بالتعامل بشكل سيء في استخراجهما مما أدى لتدمير التماثيل وكسرها، وأثارة حفيظة نشطاء وسخريتهم مما حدث، وتدشين هاشتاج “تمثال رمسيس التاني”.
وكشف، الفقية الدستوري الدكتور نور فرحات "أستاذ القانون بجامعة الزقازيق" عن أغرب واقعة للآثار حدثت بين المخلوع مبارك ووزير الثقافة فاروق حسني، وذلك في معرض الانتقادات التي وجهت لطريقة انتشال تمثال رمسيس الثاني بالمطرية.
وكتب "فرحات" تدوينة نشرها عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "وقد مرت على هذه الحادثة مدة تزيد عن عشر سنوات لا أستطيع أن أفهم ما قاله حسني مبارك لفاروق حسني عند زيارته لاكتشاف جديد لتمثال رمسيس الثانى بالأقصر، إذ ربت الرئيس عددة مرات على التمثال كما يربت الجزار على فخذة لحم، وسأل الوزير: هذا التمثال وزنه كم طن يا فاروق؟ فوجئ الوزير بالسؤال الغريب وتلعثم فقال إنه يزن عدة أطنان.
رد الرئيس وهو يقهقه: كويس، يعني مفيش حد يقدر يهربه بره"!
غضب وسخرية رمسيس
واستخدمت وزارة الآثار في حكومة الانقلاب، أدوات بدائية وعشوائية في التنقيب، مثل “الجردل الصفيح” و”الكراكات الضخمة”، بدلًا من استخدام أدوات التنقيب عن الآثار الشديدة المهنية والحرفية، مما أثار سخرية النشطاء قائلين، “فاكرين نفسهم بينضفوا ترعه، بيطلعوه ببلدوزر وينضفوه بالجردل”.
وقال ناشط، “العملية نجحت بس المريض مات اكتشاف تمثالين لرمسيس الثاني وسيتي الثاني في المطرية، بينما قال إبراهيم كريم، “انت مش شايف مين اللي بيشيل التمثال ولا ايه .. يعني مش عالم آثار أو حد تبع الدولة في المجال ده .. لا جيبين جزارين”.

وأضاف محمد عبدالمنعم على تويتر، ” طب ايها لفرق بينهم وبين داعش لما دمروا متحف الموصل .. احنا خطر عالكوكب فعلا”.
وقال أحمد حامد، الله يرحمك يارمسيس جابوا اللدودر عشان يحفرو ويطلعوه قامت راشقة ف وشه قسمته”، بينما قال عبدالرحمن ماهر، “ماذا فعلت في حياتك يارمسيسي عشان تعيش في مجاري المطرية 7000 سنة”.وقال الناشط السياسي محمود حجازي، في تدوينة له عبر موقعه فيسبوك، “أي حد يسألك عن مصر فرجه على صور إستخدام المصريين اللودر والكراكات لإستخراج تماثيل فرعونية عمرها 7000 سنة في حضور وزير السياحة؛ فرجه على الصور وهوا هيفهم طوالي إحنا فين والوضع شكله إية”.
وأضاف “الكلام عن إن راس التمثال إتكسرت غالبا كلام غير دقيق، وأغلب الظن هيا كانت مفصوله فعلًا، لكن وزارة الأثار بقى عايزة تداري على مشهد رأس التمثال وهي في قلب شوكة الكراكة، فالمتحدث قال إن دا تم تحت إشراف كامل من فنيين الوزارة وتم وفق أعلى المعايير الفنية والهندسية”.
رمسيس عنده هشاشة عظام!
وتابع حجازي في تدوينته، “قوم اللواء عبدالقادر سرحان فضحهم كلهم ، ودا رئيس مجلس إدارة المجموعة الوطنية لاستثمارات الأوقاف، ودي هيئة كونها السيسي قبل فترة مكونة من مجموعة لواءات متقاعدين شغلتها تبيع في اراضي وعقارات وزارة الأوقاف (قال إن الكشف والإستخراج تم عن طريق معدات وأفراد الهيئة، بتوع الأثار أشرفوا بس ودا بيبرر مشهد اللودر).
وأضاف “طبعا بديهيات زي شفط المياة والطين حوالين التمثال، وبعدين صلبه على حوامل زي ما بنشوف في أي حتةة في الكون، دا كلام فارغ في بلد لزقت دقن تمثال توت عنخ أمون بالأمير ، صورة الفواعلي إللي رابط الجلابية اللي بيرش رأس التمثال بالجردل بتختزل كل شئ والله”.
واختتم: “عموما أنا بأقترح على أحمد موسى وإبراهيم الجارحي وباقي العيال إنهم يقولوا إن التمثال كان عنده هشاشة عظام، مثلًا أو يدوروا على صور من أوغندا وهما بيستخرجوا أثار أوغندية بالكراكات علشان يقولونا أهو مش إحنا بس إللي بنطلع الأثار باللودر”.
فيما علق الكاتب الصحفي سامي عبدالراضي: “إحنا اللي بهدلنا الفراعنة، بنتعامل وكأنه كان ماسك هيئة الصرف الصحي، رمسيس غرقناه في المياه الجوفية وما سكتنا، اكتشفناه.. طلعناه بـ”كراكة” ورميناه في سوق المطرية، عيب يا وزير الآثار..عيب أوي”.
تمثالي رمسيس
وعن ماهية التمثالين المكتشفين، قال د. خالد العناني، وزير الآثار، إن التمثالين المكتشفيين ملكيين يعودان إلى الأسرة التاسعة عشر، وتم العثور عليهما في محيط بقايا معبد الملك رمسيس الثاني الذي قام ببناه في معابد الشمس بمدينة أون القديمة.
ويعود الاكتشاف للملك رمسيس الثاني، ومصنوع من حجر الكوارتيزايد، وتم استخراج أجزاء البطن والصدر والرقبة، وجارٍ البحث عن بقية التمثال، وكان مدفونًا أمام معبد للملك رمسيس الثاني، ومن المتوقع أن يتم اكتشاف مزيد من التماثيل والمسلات الفرعونية خلال الفترة المقبلة.
انتقادات واسعة لم يقابلها سوى إنكار رسمي تامٍ لوجود أي كسر في التمثالين المكتشفين، إضافة إلى دفاع مسئولي وزارة الآثار في حكومة الانقلاب عن الوسائل التي استخدمت في استخراجهما، ومن المتوقّع ألا يُفتح تحقيق في الحادثة، ويُطوى الأمر، كما حصل في مرات سابقة.