كتب- رانيا قناوي
كشف تقرير صحفي مشروعات " بيع الوهم" التي يصدرها نظام الانقلاب للشباب، عن طريق الإعلان عن وظائف خيالية في دول الخليج، وفي شركات داخل مصر، الأمر الذي يستغله النظام في جمع ملايين الجنيهات من خلال للرسوم التي تفرض على تقديم طلبات الوظائف.
وقال التقرير المنشور على صحيفة "الوطن" اليوم السبت، إن فى استاد رياضى أو أرض فضاء، تجتمع عشرات الشركات معلنة عن فرص جديدة للعمل، وسط صفوف وطوابير بلا أول ولا آخر ممن يرغبون فى الفوز بـ«الوظيفة»، بأكثر من محافظة، لكنه عادة لا يمر بسلام، حيث لا تخلو هذه التجمعات من إصابات وإغماءات، كما لا تخلو من اتهامات بأنها تبيع الوهم لملايين العاطلين، بدلاً من أن توفر فرصاً حقيقية للعمل.
ونقلت الصحيفة عن مواطن يدعى إبراهيم ياسر، الذى تخرج قبل 7 سنوات بعد حصوله على بكالوريوس هندسة، دأب على البحث عن وظيفة يبدأ من خلالها بناء مستقبله، لكنه فشل طيلة هذه المدة، ولم يجد أمامه إلا بعض الأعمال المؤقتة التى تنقل بينها من فترة لأخرى، فيقول: "اشتغلت خدمة عملاء فى شركة اتصالات، واشتغلت مشرف عمال فى مصنع ملابس جاهزة، لكن مالقتش حاجة مناسبة لمؤهلى".
وتابع: " مع الإعلان عن ملتقى توظيف كفر الشيخ، أعد ياسر أوراقه من شهادة تخرجه وكورس اللغة الإنجليزية الذى حصل عليه وبعض الأوراق الأخرى، وتوجه إلى الملتقى ممنياً نفسه بالعثور على وظيفة العمر، لكنه يقول بغضب: "ماكانش ملتقى توظيف، ده كان يوم قيامة، والشركات جاية عايزة عمال وبتوع نضافة وأمن، مع كامل احترامى للوظايف دى، لكن أنا اتعلمت ودرست هندسة ليه؟".
وقالت الصحيفة إن الوضع فى ملتقى توظيف الأقصر، لم يختلف عن كفر الشيخ، ونقلت عن بوسى منصور، التى تخرجت العام الماضى بعد حصولها على ليسانس لغة عربية ودراسات إسلامية، كانت واحدة من الأعداد الغفيرة التى توجهت إلى ملتقى الأقصر للحصول على وظيفة بين الشركات الكثيرة التى حضرت، لكنها عادت هى وصديقتها خريجة كلية الإعلام، دون فائدة «اليوم كان كويس ومر بسلام وكان فى نظام، بس المشكلة كانت فى الوظايف المطروحة، أغلبيتها تحتاج لسفر خارج الأقصر، أو فرص لموظفى استقبال ونظافة، مفيش وظائف متنوعة ومناسبة للجميع».
في حين تزعم وزارة القوى العاملة، في حكومة الانقلاب، فى بيان قبل أيام وصفت فيه تلك الفعاليات بأنها "مهمة فى سبيل إيجاد فرص عمل حقيقية للشباب"، .
وعلق الانقلابي كمال أبو عيطة على تصريحات الوزارة قائلا: "ده أى كلام، ضحك على الدقون"، معتبراً أنه يتم استغلالها من جانب الشركات للترويج لنفسها، إضافة لاستبدال موظفيها القدامى الأعلى أجراً ليحل محلهم موظفون جدد أقل أجراً، «كل شركة عايزة تخفض ميزانيتها، أو توفر فلوس، تقرر تدبح 100 أو 200 عامل أو موظف، وتجيب عمال وموظفين جدد وبأجور أقل، وبيستغلوا الإقبال الشديد اللى بيحصل فى هذه الملتقيات».
وأضاف أبوعيطة، أن العديد من الفرص التى يتم الإعلان عنها لا توفر حقوقاً مثل التأمين الصحى أو الاجتماعى، وأحياناً تكون فرصاً «وهمية» من الأساس، يتم إعلانها لـ«الشو» فقط، وأضاف: «اللى بيسمح بكده هو حالة سوق العمل فى مصر السيئة وطوابير البطالة، وبالتالى الشركات بتتحكم فى العمالة، والحكومة رافعة إيدها».