لماذا تخشى الأذرع الإعلامية عودة “البرادعى” وعلاقتها بنهاية السيسي؟

- ‎فيتقارير
محمد البرادعي (يمين) اثناء مؤتمر صحفي في القاهرة يوم 5 يونيو حزيران 2010. تصوير: محمد عبدالغني - رويترز

كتب أحمدي البنهاوي:

كشفت التسربيات الأخيرة لمحمد البرادعى، عن  هلع الانقلاب من عودته بدعم خارجى على غرار ما حدث إبان ثورة يناير، وإن حديث البرادعى عن العودة معناه أن خطاً أخضر غربيا لإسقاط السيسى، فمجددا تعود الحرب الباردة بين المدعومين فلوليا كأحمد شفيق وجمال مبارك وشقيقه اللذان يمارسان الظهور الاجتماعي مؤقتا بعد الإفراج عن كل طاقم آخر حكومات والدهم، وبين البرادعي المدعوم غربيا.

وشهدت قنوات وصحف الانقلاب هجوما و"حالة من الهياج في الإعلام المصري لمجرد التنويه عن إذاعة حوار مع الدكتور البرادعي مع قناة "العربي" القطرية" أمس الأول.

وكان رافضو الانقلاب العسكري، والرئيس محمد مرسي وطاقمه الرئاسي، قد كشفوا موقف د.محمد البرادعي من الديمقراطية والعسكريين، حسب شهادة د.محمد البلتاجي، أن السفيرة الأمريكية "آنا باترسون" عرضت على د.مرسي أن يبقى رئيسا شرفيا وتعيين البرادعي رئيس وزراء يملك كل الصلاحيات ورفض الرئيس مرسي، وهو ما أعادته كاترين أشتون مبعوثة الاتحاد الأوروبي للدكتور مرسي.

أما المتابعون والمراقبون خارج الإطار فاتفقوا مع ما طرحه البلتاجي وأقره آخرون، منهم وزراء سابقون بحكومة د.هشام قنديل، لتفسير المشهد الذي ظهر به البرادعي بعد 30 يونيو وما قبلها وما بعدها، فرأى د.كالين في 10 يوليو 2013 أن "الغرب استخدم رمحه البارع البرادعي الحاصل على نوبل والمصنف غربيا على أنه (الليبرالي الأصيل) لإسقاط أول رئيس منتخب بتاريخ مصر.

مواقف وتغريدات
فلا غضاضة أن تجد نجيب ساويروس -مقصقص الريش من السيسي- يعلق على تسريب البرادعي الأخير مع رئيس الأركان في 2011 سامي عنان، قائلا على حسابه على "تويتر": "ما استرعى انتباهى ودهشتى فى تسريبات البرادعى وهو أسلوب مرفوض أساسا، هو كيف يمكن بهذه السهولة التصنت على رئيس أركان القوات المسلحة وخطورته؟".

وتجد تصنيفا تاريخيا للدكتور محمد الجوادي يعبر به عبر حسابه قائلا في عدد تغريدات أيضا على "تويتر": "سيقول البرادعي إنه يحب مصر، بقية الجملة: أقل من حبه لإسرائيل لأن إسرائيل ديمقراطية"، مضيفا أن "مع أن البرادعي لا يزال يعمل بأمر نتنياهو لأنه ناسب اليهود وتهود حبا".

وعلى نحوه يقول د.محمد عباس، الكاتب بصحيفة الشعب سابقا، "أخطر من مدح شيخ الأزهر للبوذية الربط بينه وبين مطالبة البرادعي منذ أعوام ببناء معابد بوذية في مصر..كتالوج أمريكي يملى على كل من باع نفسه".

كما يستغرب عمرو عبدالهادي من التسريب موقف البرادعي من الثوار والفلول، فقال عبر حسابه "..لكن لما البرادعي عارف ان زويل وعمرو موسى زبالة وافاقين نزل معاهم في 30 يونيو ليه وهدم البلد".

أو عندما يصف البرادعي "شباب الثورة" بأنهم: "الحيوانات دول كل واحد فيهم عاوز يعمل حزب.. وإبراهيم عيسى أفضل رئيس لحملتي الانتخابية".

أنا والفريق
ثار جدل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي في مصر، عقب بث فضائية "صدى البلد" المملوكة لمحمد أبوالعينين،؟ والمنحازة للانقلاب العسكري، مساء أمس السبت 7 يناير، مكالمات هاتفية منسوبة لنائب "عدلي منصور" السابق محمد البرادعي، المعارض لنظام السيسي، مع الفريق سامي عنان وشقيقه علي البرادعي وآخرين، دون أن تذكر مصدرها.

وتضمنت تسجيلات المحادثات التي أذيعت في برنامج "على مسئوليتي" الذي يقدمه الأمنجي أحمد موسى في قناة "صدى البلد" ضمن حلقة عنوانها "افضح البرادعي سليط اللسان"، إبان ثورة عام 2011.

وتزامنت التسريبات مع بث قناة "العربي" الفضائية المعارضة أول مقابلة تلفزيونية للبرادعي منذ أن غادر مصر عام 2013.

وتتضمن المكالمات نقاشًا حول الأوضاع السياسية في مصر آنذاك، ويدلي البرادعي بآراء تنتقد شخصيات سياسية عدة، كانت لها أدوار بارزة آنذاك، وحول الأداء السياسي للمجلس العسكري الذي تولَّى السلطة بعد الإطاحة بالرئيس الأسبق حسني مبارك.

وفور انتهاء بث التسجيلات، كتب البرادعي على تويتر، إن "تسجيل وتحريف وبث المكالمات الشخصية "إنجاز" فاشي مبهر للعالم.أشفق عليك ياوطني".

وتابع "شرعية النظام في أي دولة مستمدة من حماية الحقوق والحريات. عندما يُجرم نظام في حق مواطنيه فهو بذلك يفقد مبرر وجوده. ليتنا نتعلم من التاريخ".

وقال "على الأنظمة الفاشية أن تفهم أن احترام الحقوق والحريات لم يعد أمراً داخلياً، وإنما له تداعيات سياسية واقتصادية دولية. لَيْتَهم يفهمون".